الخميس 21 نوفمبر 2024

يوم ميلاده صادف ذكرى وفاتها....حقيقة زواج العندليب والسندريلا

19-6-2022 | 13:28

 

لم تكن صدفة ان يغيب الموت السندريلا سعاد حسني قبل 21 عاما وتحديدا في اليوم 21 من شهر يونيو عام 2001 وهو نفس اليوم الذي شهد ميلاد عبد الحليم حافظ،  ولم تكن صدفة ان تختار هذا اليوم الذي يواكب ميلاد عبد الحليم لتنتحر فيه بعد ان ربطت بينهم شائعات وحقائق الزواج لسنوات طويلة، وما بين مؤيد ومعارض زادت الأقاويل وتاهت الحقيقة والتي أضنانا البحث في الوصول إليها أو الاقتراب منها. لذا عندما نتناول سيرتهما فلابد أن تكون المعلومات دقيقة وموثقة، حيث كانت البداية حين رشحت سعاد حسني لدور البطولة أمام عبد الحليم حافظ في فيلم «البنات والصيف»  المأخوذ عن قصة الأديب إحسان عبد القدوس. وكانت على موعد مع السعادة ومع لقاء السحاب الذي جمعها فنيا بالنجم الساطع في ذلك الوقت عبد الحليم حافظ.  لان حليم فرض تواجده الفني وصار حلم كل بطلات السينما المصرية بأفلامه التي تحقق النجاح والشهرة،  ولكن سرعان ما تداركت سعاد حسني لحظة قراءتها للسيناريو بان دور حبيبة حليم الذي كانت تحلم به على أرض الواقع وليس أمام الكاميرا فحسب هو دور بغيض، وقد ينتج عنه كراهية المشاهد لها فهي في الفيلم تغدر به وتبيعه وتهجره رغم ذوبانه في حبها. في حين إن دور أخته بالفيلم كان دورا مثاليا ،  وهي التي كانت تتفانى لإسعاده وتمنت سعاد في قرارة نفسها أن تلعب دور شقيقته بدلا من حبيبته، ولكن لم تجرؤ على البوح برغبتها تلك خوفا من سحب السيناريو نهائيا منها ، لكن رغبة زيزي البدراوي في تبادل الأدوار أوصل دور الشقيقة لسعاد حسني، وأحست سعاد بالسعادة التي تغمرها فقد كانت تلك أمنيتها التي تتطلع إليها، ونجحت سعاد في دور الأخت نجاحا لفت إليها الأنظار ، وصارت بعده وبسببه من نجمات السينما المصرية، فقد تعاطف معها الجمهور وهو يراها تتفاني في إسعاد شقيقها الحبيب المظلوم، والذي غدرت به امرأة ظالمة.

ورغم كل هذا الحب الذي جمع بينهما إلا إن سعاد لم تكن إلا بطلة لفيلم واحد من بين 16 فيلما لعب بطولتهم حليم ، وهو فيلم «البنات والصيف».

   فالكاتب الكبير مفيد فوزي  كان يؤكد دائما  ان سعاد حسني  اخبرته  بالقصة كاملة في وقت كانت فيه مرهقة نفسيا ، وطلبت منه ألا ينشر حكاية زواجها العرفي من عبد الحليم، ويمكن هناك أسباب كثيرة كانت تعوق نشر هذا الزواج، منها : إنها كانت تطلب من حليم الذي كان يخرج من بيته ليلا إن يذهب إلى بيتها ، وان يعلن زواجهما إلا انه كان يرجيء هذا الإعلان اعتقادا منه انه ملك عشاقه وجماهيره والفتيات اللاتي يعشقن فنه ، وانه إذا أعلن هذا الزواج سوف يكون له تأثير سلبي على حياته وتاريخه الفني

 .

 وإذا كان الإعلامي الكبير وجدي الحكيم قريبا من الطرفين فانه كان يؤكد ايضا إن زواجا عرفيا بين حليم وسعاد قد تم، لكن واقعة الزواج ذاتها لم يشهد عليها، وان كان قد شاهد واقعة أخرى لتحويل هذا الزواج إلى زواج شرعي عدما كانوا معا في المغرب عام 1962 مع مجموعة كبيرة من الفنانين، وكان سيتم شراء أثاث منزل حليم من المغرب على أن يتم شحنه إلى مصر لتأثيث عش الزوجية ، لكن حليم صرف النظر عن هذا الموضوع ، وسأله الحكيم عن السبب فرفض حليم، وقال: اسأل سعاد ، والتي بدورها،  قالت لوجدي الحكيم :« أنا مش مستعدة أتحول إلى «بهانة»، وعلم وجدي الحكيم إن حليم كان تقدميا جدا في أفكاره وأغانيه وأفلامه، أما في حياته الخاصة فكان شديد الرجعية، إلا إن سعاد كانت تقول : أنها تزوجته بالفعل ولديها ما يثبت من أوراق ومستندات.ولكن إذا كان الشريك الشخصي لعبد الحليم حافظ  في شركة صوت الفن ـ مجدي العمروسي ـ  ينكر هذا الزواج، وقالت سعاد وقتها : لعله يعتقد إنني بالإعلان عن هذا الزواج يمكن أن أطالب بالميراث في نصيب حليم من صوت الفن وما بين مؤكد للزواج وناف له أكدت السيدة جيهان شقيقة الراحلة سعاد حسني من ناحية الأم إن لديها 20 رسالة عاطفية متبادلة بين عبد الحليم حافظ وسعاد حسني ، وأيضا بعض الخواطر التي كتبتها سعاد عن علاقتها بعبد الحليم ، ولماذا كان حليم يفضل عدم الإعلان عن  زواجهما ؟

سعاد حسني

والمعروف إن زواج حليم من سعاد حسني ظل مجرد شائعة ترددت في منتصف الستينات ـ يبدو إن الاثنين كانا في حاجة إليها ـ ولكن كشفته سعاد قبل وفاتها بعشر سنوات تقريبا . بينما نفاه كل من ورثة عبد الحليم حافظ وصديق حليم الراحل مجدي العمروسى، لكن أكده الموسيقار الراحل كمال الطويل أيضا لينضم إلى قائمة مفيد فوزي ووجدي الحكيم  وشقيقتيها جانجاه وجيهان وشقيقها عز الدين ، والذين أكدوا تلك الزيجة السرية، وشقيقها كان يرى إن ذلك متاجرة بقصة حياة شقيقته الراحلة والتي ظلمها القدر حية وميتة.

 لكن الاحتمال الأقرب للصواب أنهما تزوجا بالفعل لسنوات، وان سعاد كانت تملك وثائق وأوراق هذا الزواج، وربما امتنعت عن إظهارها، لأنها كانت عزيزة النفس، وتخشى من أن يربط احد بين إعلانها مثل هذه الأوراق ورغبتها في اقتسام ثروة عبد الحليم، خاصة إن مجدي العمروسي رفض الاعتراف نهائيا بهذا الزواج ، وإصر على إن حليم وسعاد لم يتزوجا، وقد يكون امتناعها عن إعلان هذا الزواج لسبب آخر هو إن حليم ربما يكون قد جرح مشاعرها، وسبب لها ألما نفسيا بعدم إعلانه للزواج ومن هنا لم ترد هي أن تعلن أيضا

.سعاد حسني

 ولكن لتأكيد جانب النفي عندما سألت المطرب الشاب محمد شبانة ابن شقيق حليم في حوار خاص، أكد لي : إن سعاد حسني لم تتزوج من حليم ، ودلل على صدق كلامه وموقفه بقوله: عبد الحليم كان عندما يخرج من بيته كان يخرج معه أكثر من 5 أو 6 أفراد ، وكون أن تثار قضية مثل زواجه من سعاد حسني وفي السر ولمدة 6 سنوات، فهذا ليس صحيحا بالمرة مؤكدا اختلافه مع كل الآراء التي كانت تريد تأكيد ذلك لان حليم لو كان قد «عطس» لعرفت كل الجماهير. قد تكون سعاد في وقت من الأوقات خفتت عنها أضواء الشهرة، وهناك ظروف من حولها ، وساعدها بعض الأشخاص لترويج مثل هذه الشائعة في السنوات الأخيرة من حياتها. لكن عبد الحليم ماذا كان يعيبه إذا تزوج من سعاد حسني علنا أو من غيرها. ولو حدث ذلك لكان قد أعلن خبر زواجه على الملأ  ولو عبد الحليم كان متزوجا من 20 فتاة لظلت  معجباته ومعجبينه كما هم دون  نقصان.

وشدد على إن دليله على صدق كلامه قائلا :  والدي ووالدتي وعمتي وكلامه وتعبه ومرضه وأشياء كثيرة تؤكد ذلك، وانه كان من الممنوع  على حليم أن يتزوج في السنوات التي هاجمه فيها النزيف الحاد،  ولدي شريط بصوت عمي يؤكد فيه انه «أوصل سعاد لبر الأمان»، و لكن في رأي ابنة عمتي لو كانت سعاد حسني قد تزوجت من حليم لكانت طالبت بنصيبها من الميراث بعد وفاته، وعلى الأقل الذي يتحدث عن زواج حليم من سعاد يظهر ورقة الزواج حتى لو كان عرفيا . حتى نصدقه، فعبد الحليم على قدر ما كان فنانا كبيرا إلا انه كان إنسانا شرقيا إلى درجة كبيرة أيضا.