رحلت عن عالمنا في مثل هذا اليوم 21 يونيو أجمل من رأت شاشة السينما ،أخت القمر سعاد حسني.. التي كانت ومازالت تطل على جمهورها من الشاشة فتبعث طاقة حياة على من يراها.
كانت للسيندريلا أعمالاً كثيرة تعد علامات في السينما المصرية، وكان منها فيلم" القاهرة 30 "الذي حصل على المرتبة 57 ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في السينما المصرية، تألقت فيه بشكل مبهر، حتى نشعر أنه ليس من الممكن أن نراه ببطلة غيرها.
ولكن مالا يعلمه الكثيرون أن سعاد لم تكن المرشحة الأولى لبطولة الفيلم، بل كانت شادية هي المرشحة الأولى لبطولته ، ففي منتصف الستينيات و عندما بدأ المخرج صلاح أبو سيف التجهيز للفيلم، و في اختيار الأبطال، وكانت أولى الشخصيات التي فكر فيها هي بطلة الرواية" إحسان شحاتة"، رشح شادية للدور، وكان يراها أفضل من يقدمه، خاصة أنها قدمت أعمالًا لـ" نجيب محفوظ "منها : اللص والكلاب و الطريق، ولكن محفوظ أبدى تحفظه خوفاً من أن شادية اعتادت على تقديم دور الفتاة الدلوعة وليست الفتاة المقهورة، بينما كانت شادية تعيش أسعد لحظاتها لأنها أعجبت بالدور وشعرت أنه سيضعها في مكانة مختلفة، و انها ستقدم من خلاله عملاً قوياً على يد صلاح أبو سيف.. كما فعل مع تحية كاريوكا فى " شباب إمرأة".
إلا أن القدر قال كلمته وحسم الخلاف بأن تعتذر شادية بسبب حملها الذي لم يكتمل ليتحول الدور إلى السندريلا التي قدمته ببراعة فقد أدت الدور بشكل أبهر الجميع، حتى أنها كانت تتقمص الشخصية وتبكي بكاءً حقيقياً، وفي أحد المشاهد كان من المفترض أن تنهي كلامها في لحظة خروجها من الكادر إلا أن تقمصها جعلها تكمل بحماس شديد ولم يقطع المخرج المشهد بل تركه كما أدته السيندريلا، وهنا كُتب في تاريخ مشوارها الفني بحروف من نور.