عندما فكرت فى كتابة مذكراتى، أحسست بأننى أريد أن أصرخ بكل ما حدث فى عمرى مرة واحدة، «حب، وفاء، مرض، خيانة، صداقة، ألم، سعادة، رحلات إلى معظم بلاد الدنيا».
باختصار.. الحياة رحلة رائعة رغم كل ما فيها من الآم، والآن أحاول بهدوء أن أحكى للأوراق حكايتى.
لم أتصرف يومًا على أساس أننى إنسان حر، حولى دائماً سجون من نوع أو آخر.
فى «الحلوات» كنت ضيفاً على كل البيوت؛ لأن بيتنا ليس فيه أب أو أم.
الثدى الذى أرضعنى هو صدر أى امرأة فى القرية، كانت النساء تتزاحم لإرضاعى حتى تعيش أطفالها، أنا الذى رضعت من «الصدقة» ومن «الشفقة». أنا الذى تدور بى أختى فى البيوت لأنى أرفض لبن الماعز.
أنا الذى زحفت على التراب باكياً من أجل أن أدخل بيت أى «أم» فى القرية وأصرخ عندما أجدها ترضع طفلها.
أنا الذى حاصرنى الجوع مشوار حتى 1953 وعندما انفتح باب الثراء.. جاء النزيف.
أنا الذى كنت أجد النقود كلما سرت فى الشارع وأنا طفل، ثم أصبحت النقود تأتى لى وأنا كبير وأحس أنها تربك أفكار أى إنسان لو فكر فيها وحدها.
أنا.. يتفاءل بى العشاق، وقلبى مغموس فى الحزن.
أكتب هذه الكلمات بعد غناء «قارئة الفنجان»، لم يعرف الجمهور أنى خائف.. خائف. لم يعرف أحد أننى غنيت «بصرت ونجمت كثيراً.. لكنى لم أقرأ أبداً فنجانًا يشبه فنجانك.. بصرت ونجمت كثيرًا لكنى لم أعرف أبداً أحزاناً تشبه أحزانك»، وأنا خائف.
جريت إلى العجمى بعد ساعات من الحفل.
أين أنا من الحزن؟
إننى فى قلبه تمامًا.. يحاصرنى من كل اتجاه. اشتقت إلى الحب وعندما وجدته فقدته.
وأصبحت كلمات أى امرأة لى عن الحب هى مجرد أحاسيس لإنسانة أخرى.
أما أنا فلا حق لى فى الحب.
أخسر أنا ذكرياتى كلها لو قلت لامرأة «أحبك».
مرهق ويجب أن أنام لكن الكوتشينة أمامى.
أفتحها لنفسى.
ألعب مع نفسى
كسبان.. خسران