الصيف هو شهر المرح وقضاء العطلات، خاصة مع ارتفاع درجة حرارة الجو، وهو ما كان دافعاً لهروب نجومنا إلى الشواطئ والمدن الساحلية، للاستجمام والراحة، حيث كان نجوم الزمن الجميل ينتظرون فصل الصيف بفارغ الصبر لقضاء عطلتهم ما بين الإسكندرية ورأس البر وجمصة، لذلك كان هذا التقرير لنتعرف على أبرز المواقف والطرائف التى حدثت مع نجوم الزمن الجميل فى فصل الصيف، وكيف كانوا يقضون عطلتهم الصيفية.
كانت أم كلثوم من محبى وعشاق مدينة رأس البر وتذهب إليها كل صيف لتقضى بها بعض الأيام بعيداً عن أجواء القاهرة وحرارتها، ولها العديد من الصور التذكارية بها، التى توثق زياراتها المتعددة لتلك المدينة المصيفية، وفى إحدى السنوات مرضت أم كلثوم واضطرت للذهاب إلى فرنسا فى رحلة علاجية، ومن اشتياقها لرأس البر ذهبت إلى أحد شواطئ فرنسا لتنفس عن حزنها، وهناك سمعت صوتاً عربياً جميلاً يلتف حوله الكثيرون، كان هذا الصوت من فتاة جزائرية تتغنى بإحدى أغانى كوكب الشرق، فذهبت السيدة أم كلثوم للتعرف عليها ودعوتها لقضاء بعض الوقت فى مصر حتى تنمى موهبتها وتساعدها، ولكن مع نشوب الحرب العالمية الثانية انقطعت أخبار هذه الفتاة، وشعرت أم كلثوم بالحزن عليها والاشتياق لها.
النابلسى.. وضربة شمس
أما نجم الكوميديا الراحل عبدالسلام النابلسى فكان محباً جداً لشواطئ الإسكندرية؛ وهو ما استغله أحد أصدقائه المقربين، لينفذ «مقلب» فى النابلسى، حيث دعاه إلى قضاء إجازة فى أحد فنادق الإسكندرية، وقال له سنسافر بسيارتى، وبالفعل ذهب النابلسى لصديقه ليستقل معه السيارة، وأثناء السير بالسيارة تعطلت عند «الكيلو 50»، وبعد مرور ساعتين فى إصلاحها، سارت السيارة، ثم تعطلت بهما مرة ثانية وثالثة، حتى ثار النابلسى غضباً ووضع جريدة كان يقرأها على رأسه لتحميه من حرارة الشمس، وسار على قدميه مسافة كيلو مترين حتى وجد سيارة «تاكسى» فاستقلها وعاد بها إلى القاهرة، كل ذلك وهو يحسب أن هذا من باب المصادفة، إلى أن عرف أنه مقلب من أحد أصدقائه.
فوزى.. وفتاة الشاطئ
وللفنان محمد فوزى العديد من القصص والمواقف فى فصل الصيف، فكان يذهب فى كل عام إلى أحد الشواطئ، خاصة فى الإسكندرية ورأس البر، ولعل من أبرز تلك القصص، قصة الحب التى نشأت بينه وبين إحدى الفتيات التى كان يلتقيها على الشاطئ، وبعد تبادل الابتسامات، قرر الذهاب إليها ليعرفها على نفسه، ثم وقع فى غرامها، وبدأت قصة الحب تنمو. وكانت الفتاة تذهب إليه بسيارتها مع سائق مهذب، والذى قال عنه فوزى إنه كان شاهداً على حبهما، وقرر محمد فوزى خطبة هذه الفتاة الجميلة بعد الانتهاء من بعض المواعيد المهمة لديه، فذهبت الفتاة إلى القاهرة قبلة بأسبوعين وبعد الانتهاء من مواعيده ذهب إليها ليجدها خطبت إلى سائق عائلتهم
.
فاتن حمامة
أما عن سيدة الشاشة العربية، فاتن حمامة، فكانت تحب قضاء عطلتها فى باريس، لكنها لم تكن تجيد اللغة الفرنسية، فكانت تذهب ومعها كتيب يحتوى على جمل فرنسية وأسماء أشهر الأماكن بها، فكانت كلما ذهبت إلى مكان تسأل المارة عبر الكتاب حتى شعرت بالتعب والملل، وقررت تعلم الفرنسية وأجادتها بالفعل.
صباح تعجب بالسائق
أما عن الشحرورة، صباح، فشعرت ذات مرة بأنها رأت فتى أحلامها فى أحد المصايف، إلا أن الأمر كان فكاهياً جداً ولم يكتمل، حيث كانت الشحرورة محبة لركوب الدراجات، وذات يوم وأثناء ركوبها الدراجة فى أحد المصايف سقطت بها أمام فيلا كبيرة، فخرج منها شاب وسيم وكان يصرخ فى الخدم بطريقة ارستقراطية أن يسعفوها، وبالفعل كان موقفه بطولياً معها فلم يتركها تذهب إلا بعد الاطمئنان عليها.
ذهبت الشحرورة وهى تحلم به ليل نهار، حتى قالت لوالدها علينا أن نذهب ونشكره فى حجة منها أن تراه مجدداً، فذهبا إليه ليجداه سائق سيارة صاحب المنزل فتحطم قلبها وحلمها به
.
العندليب.. و«دقوا الشماسى»
وعن عبدالحليم حافظ، فلم تكن أغنيته «دقوا الشماسى» وليدة الصدفة، فكان العندليب يذهب فى الصيف إلى شواطئ الإسكندرية، وكان يتلقى العديد من الرسائل، التى تطالبه بتقديم أغنية للمصيف، وأنها ستكون أغنية لكل المصيفين عبر كل العصور، كان عبدالحليم مولعاً بالفكرة خاصة أنه من محبى فصل الصيف وقضاء العطلات، ولكنه كان يسير بخطى ثابتة، فتأنى فى الاختيار حتى حدثه إحسان عبدالقدوس عن فيلم جديد سيكون من بطولته، وأثناء العمل على الفيلم اتفق عبدالحليم مع القائمين عليه أنه سيكون فيلماً غنائياً، واختار أغنية «دقوا الشماسى» به لتصبح أغنية كل صيف إلى الآن
شهر العسل
وكانت الفنانة مريم فخر الدين تعشق الإسكندرية جداً، حتى أنها قامت بشراء شقة فى منطقة سيدى جابر لتكون فى وسط المدينة، وكانت تذهب إليها كل صيف مع ابنتيها وزوجها، وكذلك كان المخرج محمود ذو الفقار والفنان رشدى أباظة كان عاشقاً للإسكندرية وشواطئها، حتى أنه اختارها لقضاء شهر العسل مع زوجته الفنانة تحية كاريوكا.
مفاجأة أمينة رزق
وكان فصل الصيف بمثابة مفاجأة كبيرة لجمهور الفنانة أمينة رزق، الذين اعتادوا أن يروها تظهر بأدوار معينة، مغلفة بالاحتشام، التى جعلتها فى عيون الجمهور المرأة الصعبة الحزينة، إلى أن رآها الجمهور فى المصيف وهى ترتدى «المايوه» وتلعب فى مياه البحر، على عكس ما كانت تقدمه فى أعمالها، فظهرت أمامهم بشخصية مرحة كشف عنها فصل الصيف.