الخميس 21 نوفمبر 2024

لماذا هجر المطربون أغنية الفرح؟!

محمود الليثى

12-7-2022 | 16:57

موسى صبرى

ما بين أفلام غنائية، ومناسبات الزفاف، ظهرت أغنية الفرح التى تقدم للعريس والعروس فى ليلة فرحهما، لتعبر عن تلك الفرحة، ويمتلئ الأرشيف الغنائى بها عبر عشرات السنين، حتى أن الفنانين كانوا يتسابقون على تقديمها، فقد كانت سبباً فى شهرة بعض الفنانين وبريق اسمائهم، لكن مع مرور الوقت وتغير أذواق الجمهور، بدأت هذه النوعية من الأغانى فى الاختفاء رويداً رويداً، لتصل إلى مرحلة التلاشى، فلم تعد موجودة على الساحة، بالشكل الذى كان موجوداً سابقاً.

فى التحقيق التالى التقينا عدداً من المتخصصين لاستطلاع آرائهم حول السبب الحقيقى وراء اختفاء أغنية الفرح، فكانت هذه السطور...

ا

تقول المطربة الشعبية هدى: للأسف أصبح ذوق الجمهور هو المتحكم فى ما يقدمه الفنان، فلم تعد أغانى الفرح تحظى بالشعبية التى تحققت سابقاً، كما أن التوجه العام محير والجميع يبحث عن الأغانى التى تثير انتباهه، فعندما قدمت أغنية «الله على الفرح»، التى خصصتها للفرح لم تحظَ بالشعبية التى اعتدت عليها فى الأغانى الأخرى، فالجمهور ذوقه اختلف، وكل الشعراء لم يعرضوا عليّ أغنية جيدة حتى أقتنع بتقديمها، والمطرب دائماً يبحث عن النجاح فهو يشعر بنجاح الأغنية، وهذه النوعية من الأغانى ينصرف عنها الشعراء والملحنون، ولا أمانع فى تقديم أغانٍ تعبر عن الفرح أو مخصصة له تحديداً، لكن شرطى الوحيد أن تكون كلماتها جيدة وأقتنع بها.

ويقول الشاعر إسلام خليل: هذه النوعية من الأغانى تلاشت لأسباب عدة، أهمها أنه لا توجد أغنية مخدومة بشكل جيد لتقديمها خصيصاً للفرح، خاصة أن بعض المطربين يخشون من تقديم هذه الأغانى المرتبطة بالعريس والعروس؛ خوفاً من فشلها، وهناك من يطلب منى كتابة أغنية تعبر عن الفرح دون أن تكون متخصصة، حتى إذا فشلت فى هذا الاتجاه يمكن تقديمها فى مناسبات أخرى.

ويوضح: الجميع يفكر فى الأغنية التى تغنى فى أكثر من مناسبة، أما أغنية الفرح، فصارت بمثابة «موضة وبطلت»، فبعد أن قدم سعد الصغير أغنية «الفرح» التى قدمت خصيصاً لهذه المناسبة لم يجرؤ أى مطرب على تكرارها، وفقد أغلب المطربين الشغف والحماس لتقديم هذه الأغانى، وعلى الرغم من ذلك فقد قدم أكثر من مطرب أغانى متخصصة عن الفرح، ولكنها قوبلت بالنفور ولم يقدم هذا اللون غير مطرب واحد فقط هو محمود الليثى

ح.

ويضيف الموسيقار حلمى بكر: كانت أغانى الفرح منتشرة فى السبعينيات حتى الألفية الجديدة، والكثير من المطربين كانوا يتسابقون لتقديم هذه النوعية من الأغانى؛ لأن نجاحها مضمون مقارنة بالأغانى الرومانسية الأخرى، خاصة أن أغنية الفرح تقدم فى كل الأفراح، وقد تكون سبباً لشهرة مطرب، لكن ما يحدث الآن عكس السابق، فالبعض يبحث عن أغانى المهرجانات والأغانى الرومانسية الهادئة التى قد تحل محل أغانى الفرح. ويضيف بكر: أعتقد أن أغانى الفرح تلاشت منذ عام ٢٠١٠ ولم يوجد لها رواج كالعهد السباق، ودخلت بدلاً منها الأغانى الرومانسية الراقية لأن المطرب يلعب على أكثر من وتر لضمان نجاح الأغنية، فإذا نجحت الأغنية الرومانسية ستكون منتشرة بالفعل بين أغانى الفرح، وهذا ما يريده المطرب، خاصة أن أغانى المهرجانات حلت مكان أغانى الفرح واجتاحت الأفراح حتى لو لم تعبر عن فرحة أو مخصصة للفرح، أو كانت تتحدث عن الغدر والخيانة لكنها أغانٍ «مرقصة» ومبهجة؛ لذلك اختفت أغانى الفرح.

ويقول د. شريف حمدى، أستاذ الموسيقى بكلية التربية جامعة حلوان: إن أغانى الفرح ارتبطت منذ زمن بعيد بنوعية الأفلام الغنائية، فأول أغنية تعبر عن الفرح كانت «نجف بنور» لعبدالعزيز محمود، وكانت فى فيلم«قلبى دليلى»، وكذلك أغنية «دقوا المزاهر» لفريد الأطرش، التى قدمها فى فيلم «لحن الخلود» وكانت مرتبطة بفيلم وأغنية «دبلة الخطوبة» لشادية التى قدمتها فى فيلم «أنا وحبيبى»، وهكذا تواجدت هذه النوعية من الأغانى لخدمة الدراما داخل الفيلم الغنائى، ومع غياب هذه النوعية من الأفلام أثر على تواجد أغنية الفرح.

ويضيف: المطربون حالياً يلجؤون فى ألبوماتهم إلى نوعية الأغانى التى تشمل كل مناسبة، دون أن تقتصر على مناسبة معينة مثل الفرح أو أعياد الميلاد أو عيد الأم، بل تكون الأغنيات شاملة كل مناسبة، فمثلاً أغنية «من أول دقيقة» التى أطلقها سعد لمجرد وإليسا، أصبحت تغنى فى جميع الأفراح والمناسبات الهادئة، وكل الفتيات والشباب يرددونها فى سياراتهم، فقد نجحت لأنها شاملة لكل مناسبة.

ويختتم د. حمدى قائلاً: عندما يغنى المطرب فى الأفراح والمناسبات فهو يريد غناء ألبومه الجديد أو أغنيته الجديدة التى يريد أن يعمل بها دعاية فى الفرح والتى اشتهر بها أياً كانت هى، وليس أغنية متخصصة تعبر عن الفرح، فضلاً عن أن بعض المنتجين يلزمون المطربين بالتنوع فى ألبوماتهم فى أغانى المقسومة والحزين والرومانسى، وإذا طلب المطرب تقديم أغانٍ متخصصة يرفض طلبه، ومن هنا اختفت أغانى الفرح.

ويقول الناقد الفنى أحمد السماحى: كانت أغانى الفرح مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بكل المطربين، والجميع كان يحرص تقديمها فى الإذاعة المصرية، ومنهم من لمع اسمه فى تقديم هذه النوعية من الأغانى مثل شريفة فاضل ومها صبرى حتى عبدالحليم حافظ قدم أغانى تعبر عن الفرح، ولكنها أغانٍ خاصة، وأم كلثوم وشادية كذلك، وكل مطربى الأربعينيات والخمسينيات قاموا بغناء نوعية هذه النوعية من الأغانى

.

ويضيف: لكن هذه الأغانى اختفت فى السنوات الأخيرة، وحلت مكانها الأغانى «السلو» الهادئة، ومع انتشار أغانى عمرو دياب ورامى صبرى وإليسا الرومانسية أصبح لا وجود لأغانى الفرح، فالتغير حدث بتغير الزمن واختلاف ذوق الجمهور الذى يميل إلى الأغانى الهادئة، مفضلاً إياها عن أغانى الفرح