الأحد 24 نوفمبر 2024

نحتاج لأعمال درامية تواجه مشكلة الطلاق

فيلم اسفة أرفض الطلاق

9-8-2022 | 20:36

أميمة أحمد

لاشك أن للفن أثراً كبيراً على تكوين بعض الأفكار وتصحيح بعضها الآخر من الأفكار المغلوطة داخل المجتمع، من خلال تراكم الصورة الذهنية لدى الفرد نتيجة المعلومات التى يستقيها من التليفزيون والمَشاهد التمثيلية، وهو ما يفرض على الدراما أن تدرك هذا الدور المهم، وأن تقتحم الملفات المجتمعية التى أصابها بعض الخلل، خاصة ما يخص الأسرة، لاسيما أن الدراما أصبحت الآن فى كل بيت مصرى ويمكن من خلالها توجيه العديد من الرسائل للمتلقى عبر قصصها وحواديتها، ومن أهم تلك القضايا على الإطلاق يأتى الطلاق، الذى يعصف بالأسرة ويدمر مستقبل أفرادها.

«الكواكب» تفتح هذا الملف، وأسبابه وعلاجه، وكيف تصدت له الدراما؟

فى البداية أكدت الناقدة الفنية ماجدة موريس أن الحديث عن مشكلة الطلاق وتناولها درامياً لابد أن يكون مقدماً وفى المراتب الأولى من حيث المناقشة، خاصة أن الطلاق بين الزوجين أصبح أمراً سريعاً فى كثير من الأحيان.

وأضافت موريس أن الدراما لابد أن تتناول الأسباب التى تؤدى إلى الطلاق وهى كثيرة، مشيرة إلى عدد منها، مثل سرعة إتمام الزواج دون أن يدرس كل طرف الطرف الآخر، لمجرد أن هناك بعض المشاعر التى تحركهما دون التأكد من صدق تلك المشاعر أو القدرة فيما بعد على استمرارية العلاقة، وبعد الزواج تبدأ المشاكل فى الظهور نتيجة عدم المعرفة الكاملة بطباع كل منهما للآخر، وهو ما يزيد من وجود حياة زوجية مليئة بالمشاكل التى تفضى إلى الطلاق فى كثير من الأحيان.

وتؤكد أنه لابد من إنتاج دراما تدور حول دور المرأة والرجل داخل الأسرة، فهل الزواج يعنى أن دور الزوج يقتصر على العمل والاكتفاء المادى للأسرة، وعلى الزوجة أن تتولى باقى المسئوليات التى تصل إلى 90% من أعباء الأسرة، أم أن الحياة بينهما مشاركة يتقاسمان فيها الأعباء.

موضحة: على الدراما أيضاً أن تناقش مشكلة تحول الرجل بعد الزواج لشخص آخر، ومناقشة مسئولياته وكيف يستطيع الالتزام بها بعد أن أصبح زوجاً أو أباً وهذا أمر مختلف تماماً عن كونه فرداً، فالزواج مرحلة ثانية غير حياته الأولى، مضيفة: أيضاً هناك مشكلة أخرى فى غاية الأهمية وهى كيف يصبح الرجل صديقاً لزوجته فى ظل هذا المجتمع الذكورى، فالصداقة بينهما تجعل الحياة أجمل، خاصة فى المجتمع الذكورى الذى يعتقد بأن الأفضلية والأهمية للرجل، فهذه القضايا فى حاجة إلى جهة إنتاجية كبرى ترعاها حتى تتحول إلى دراما جيدة ورائعة تجذب انتباه الجمهور.

واختتمت موريس كلامها بأن الدراما المصرية فى حاجة إلى خطة متكاملة حتى تتحدث عن مشاكل الطلاق، فهى فى احتياج إلى أن تدعو مجموعة كبيرة من الكتاب وتطرح عليهم القضايا الصعبة فى مصر، وعلى رأسها قضية الطلاق، وكل منهم يقترح حلاً لهذه المشكلة، بحيث يكون هناك نوع من الرعاية لهذه الكتابات، وعلينا أن نعيد التعامل مع الكتاب الرائعين أمثال محمد جلال عبدالقوى وأبو العلا السلامونى ونادية رشاد، التى قدمت الفيلم الرائع «آسفة أرفض الطلاق».

ومن جانبه يوضح الناقد الفنى أحمد سعد الدين أننا أصبحنا نعانى من مشاكل كثيرة تؤدى فى النهاية إلى الطلاق، أهمها عدم الاختيار الصحيح، وبناء العلاقة على أسس مادية بحتة، على حساب الحب والمشاعر، فتنبى حياة زوجية ضعيفة، يكتشف خلالها الزوجان أن هناك مشاكل من الصعوبة معالجتها، وهذه الأمور اهتمت الدراما قديماً بمناقشتها، مثل عدم وجود شقة للزوجية ومشكلة المهر وأشياء أخرى، أما الآن ومنذ أكثر من عشر سنين فقد ابتعدت الدراما جداً عن المشاكل الزوجية التى تتسبب فى الطلاق، وأصبحت معنية بشكل أكبر بمناقشة ما بعد الطلاق مثل تعامل المرأة المطلقة فى العمل، وكيف يراها المجتمع، ونظرة الرجال لها، ولكن المناقشة الصريحة لأسباب الطلاق والتوعية وما إلى ذلك فهى أمور صارت غير موجود فى الدراما.

ويؤكد المخرج أحمد البكرى أن هذه القضية غاية فى الأهمية، وعلى الدراما مناقشتها واقتحام هذا الملف بقوة، خاصة أن الدراما فى كل بيت مصرى ويمكن علاج تلك المشكلة من خلال الدراما، مشيراً إلى ضرورة إجراء دراسة موسعة ومتكاملة حول أسبابها وكيفية علاجها، هل هى أسباب مادية أم غير ذلك، ثم يقوم كاتب ذو وعى بكتابتها، ولابد على كل صناع الدراما التطرق لتناول هذا الموضوع.

وتتفق مع الرأى السابق السيناريست والكاتبة هبة الشريف، فى ضرورة إجراء دراسة كاملة حول هذا الموضوع، ومعرفة أسباب اللجوء إلى الطلاق، وعرض هذه الدراسة فى شكل درامى يليق بالمجتمع المصرى ويكون به الكثير من الرقى، خاصة أن الدراما دائماً ما تؤثر على الوعى المصرى ويمكن أن تكون علاجاً فى الكثير من المشاكل المجتمعية والأسرية.

وتستنكر الشريف انتشار الدراما التى تحرض على العنف، التى لا قيمة لها، ولا تعود على المجتمع بأى فائدة، مرجعة ذلك إلى بعض شركات الإنتاج التى تجرى وراء المال وتبحث عنه، دون الاهتمام بالقيمة الفنية، مؤكدة: لم أشاهد منذ زمن طويل جداً عملاً درامياً واحداً يحث على قيمة الأسرة أو التمسك الأسرى، وتناول العلاقة الأسرية بما تحمله من مودة وحب ورحمة، التى ينبغى أن تكون موجودة بين طرفى العلاقة، والتى تستطيع أن تصل بالأسرة إلى بر الأمان وتجنبها الوصول إلى مرحلة الطلاق.