الجمعة 22 نوفمبر 2024

مطلوب عمل درامى عن حرب أكتوبر

8-8-2022 | 20:41

في ظل نجاح الدراما الوثائقية التى عبرت عن وقائع حقيقية عاشها المجتمع المصري، وأفرزتها الأحداث والأنماط السلوكية كما فى مسلسل «الاختيار» بأجزائه الثلاثة، والذى قدم على مدى ثلاث سنوات دراما كنا أحوج إليها لمعرفة ما يحاك من مؤامرات بالدولة المصرية، وكيفية تخطى هذه الدولة الحضارية العظيمة لأصعب الظروف التى  مرت بها بحنكة وخبرة وتجربة عظيمة من خلال الجيش المصرى، ومن ثم فإن نجاح هذا النوع من الدراما الذى يضاف إليه الدراما المقتبسة من واقع ملفات المخابرات المصرية أو بالأحرى تسميتها ملفات الجاسوسية وتجربة نجاحها فى سنوات فائتة كما مسلسل «رأفت الهجان» أو «الثعلب» أو «بئر سبع» أو «الحفار» أو «دموع فى عيون وقحة»

 ما يؤكد ضرورة فتح خزائن كانت لسنوات طويلة بعيدة عن الأعمال الدرامية، وما أحوجنا الآن لعمل كبير بمناسبة 50 عاما على حرب أكتوبر لفتح كل ملفات هذه الحرب العظيمة التى تمجد للعسكرية المصرية ونجاحها فى تحقيق انتصار تاريخى عصرى أشادت به أكاديميات عسكرية عالمية كونها حربا خاطفة تم التخطيط لها عسكريا واستراتيجيا بدقة وعناية شديدتين.
وما هو مطلوب ومن الآن أن يكون العام 2023 يحمل فى طياته أهم عمل درامى يقدم كل أوراق حرب أكتوبر، وهو ما يجب العمل عليه فورا من الآن حتى يكون هناك عمل حقيقى يليق بتلك الحرب من جهة والجيش المصرى العريق الذى يعد من أكبر وأهم الجيوش العالمية من جهة أخرى، وتخليدا لحديث نبينا العظيم بأن الجيش المصرى فى رباط إلى يوم القيامة وأنه خير أجناد الأرض، فمصر مازالت تخوض حربا ضد الجماعات الإرهابية التى اتخذت لنفسها عدة مسميات ومعروف من يحركها ويمولها ويدعم أعمالها التخريبية من آن لآخر يجعلنا بالضرورة أن نسرع فى تقديم هذا العمل الذى يمجـّد حقبة زمنية من أهم الحقب فى تاريخ مصر، وتقديم كل النماذج المشرفة التى لعبت دورا كبيرا فى تلك الحرب، وإرجاع كل فكر لمنفذه وكل دور لمن قام به بعيدا عن أية مجاملات أو تشويه أو تزوير للتاريخ خاصة أن 50 عاما مضت على تلك الحرب يجعلنا نطالب بضرورة فتح أسرارها وملفاتها مهما كانت، وهو ما يعنى أن تكون الدراما نافذة حقيقية لعمل كبير تقف خلفه إمكانيات جيشنا العظيم ليكون درة الدراما التاريخية بمناسبة اليوبيل الذهبى لحرب أكتوبر.
يقينا لابد أن نبحث من الآن، وأن نقدم هذا العمل من خلال كافة الأصعدة والمجالات ، وإرجاع كل ملف إلى جهات التخصص لمراجعته والوقوف على أحداثه تاريخيا حتى يكون تأريخا حقيقيا لهذه الحرب العظيمة، وهو ما يجب أن تقدمه الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية على رأس أعمالها المنتجة للعام 2023 فضلا عن أننا نفتقد للدراما التاريخية خلال السنوات الماضية، وكذلك الدراما الدينية والتى يجب الاهتمام بها أيضا، كذلك يجب تشجيع منتجى القطاع الخاص   ومساعدتهم بقوة حتى تكون مصر وهى حقيقة واقعية الدولة العربية والشرق أوسطية والإفريقية الأولى فى الإنتاج الدرامي بل يجب أن يكون ضمن اهتمامات الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية كادرا كبيرا لترجمة أو دبلجة تلك الأعمال الدرامية الكبيرة تحديدا وتسويقها خارجيا.
لاشك ان لدىّ ثقة كبيرة فى الجهة الأساسية التى تتصدى للإنتاج الدرامى فى مصر، ولابد من دراسة كل ما وقعت فيه بعض الأعمال الدرامية المنتجة بشكل خاص من أخطاء خلال الأعوام الماضية كعدم تصوير أى  نص درامى قبل الانتهاء من كتابته ومراجعته، وضرورة أن نقدم وجوها جديدة سنويا فضلا عن النجوم والنجمات من الأجيال الشابة التى تتصدى للأعمال الدرامية فى السنوات الأخيرة، وهذا يدعونا للاهتمام بكبار نجمات ونجوم الدراما المصرية ممن لهم تاريخ تليفزيونى وسينمائى ومسرحى كبير، وهم أشبه بجذور الشجرة العميقة التى ضربت فى عمق الدراما سنوات عديدة، وصقلت التجربة خبراتهم وأصبحوا بمصاف الاساتذة والمعلمين للأجيال الشابة ممن يعملون معهم خاصة أنه مشهود لهم التزامهم بشكل كبير، وهم أجدر بالتكريم والتبجيل والاستعانة بخبراتهم سواء كانوا مخرجين أو مؤلفين أو ممثلين أو ممثلات أو من محترفى تلك الصناعة .
وأعتقد أن هناك تجارب أثبتت نجاح هذا النوع من الدراما مثل فيلم «الممر» الذى تناول صفحات من حرب الاستنزاف وحقق نجاحا فنيا وجماهيريا كبيرا، ومن هنا يجب أن يكون الشغل الشاغل لعمل درامى كبير يليق بحرب أكتوبر وتاريخ مصر العسكرى كدولة رائدة خاضت العديد من الحروب دفاعا عن أراضيها وكرامة شعبها ومحيطها العربى إذا دعت الضرورة لذلك، ومن هنا أن عملا كهذا لابد أن تتوفر له كل مقومات نجاحه قبل الشروع فى إنتاجه من خلال توفير كافة العناصر الملهمة والمتميزة فى كتابته وإخراجه وتمثيله حتى يظهر بالشكل المناسب الذى يضمن له النجاح الفنى والجماهيرى، وحتى يكون عملا تاريخيا حقيقيا يليق بنا، ويجب تسويقه عالميا والدعاية له من الآن، كما يجب ترجمته ودبلجته لأنه عمل لاتنطبق عليه المحلية كونه يجب أن يكون عملا عالميا، لأن تلك الحرب لها سمعتها  العالمية ، ومازالت تدرس فى كل الاكاديميات العسكرية العالمية، وحتما سيكون العائد المادى لهذا العمل ضخما وكبيرا، وليس هناك ما يمنع من الاستعانة بأية كوادر عربية أو أجنبية تساهم بموهبتها فى وضع لبنة حقيقية فى بنيان وكيان هذا العمل التاريخى الذى يؤرخ لحرب أكتوبر المجيدة.