الخميس 21 نوفمبر 2024

لماذا تراجعت البطولات النسائية فى السينما .. هل أزمة سيناريو أم إنتاج ؟

هند صبري و إلهام شاهين و هالة صدقي

18-8-2022 | 15:44

عمرو محيى الدين

مع نجاح تجربة البطولات النسائية فى الدراما التليفزيونية مؤخرا إلا أنها تتراجع فى السينما رغم أن الساحة الفنية حافلة بأسماء لامعة من النجمات يستطعن تجسيد بطولات أفلام تحقق نجاحا.. وتشعل المنافسة بموضوعات مختلفة ومتنوعة تمس قضايا المرأة.. فما سبب تراجع البطولة النسائية فى السينما؟.. نرصد آراء الفنانين والمخرجين والنقاد فى السطور التالية..

 

 

أشارت النجمة هند صبرى فى تصريحات سابقة لها إلى وجود أزمة فى السينما بالنسبة للبطولة النسائية وسببها المنتجون والموزعون حيث أوضحت..«نحن نمر بأزمة حقيقية فى كتابة الأدوار النسائية فى السينما، وليس فى الدراما حيث إن حظ المرأة بات أفضل فنجد نجمات يقدمن أعمالا درامية من بطولتهن، وعندما نبحث عن مشكلة البطولة النسائية فى السينما ونسأل المنتجين يقولون: «الستات مابتجبش فلوس»، وأنا أتمنى أن تتغير تلك الصورة ويقومون بتجربة النجمات فى فيلم تجارى».

وتابعت أن هناك عددا من الكتَّاب والمخرجين المتميزين فى تقديم الشخصية النسائية بأبعادها بشكل مميز، ومن بينهم المخرج محمد خان، فى فيلم «موعد على العشاء» الذى قدمه باحترافية شديدة، مؤكدة أن فيلمها «بنات وسط البلد» مع الفنانة منة شلبى، عُرض فى فترة لا توجد فيها فنانات يحملن بطولة أفلام على عاتقهن وكانت تجربة مميزة، مشيرة إلى أن مشكلات السيدات عميقة وداخلية وصعبة التعبير، وهناك تحدٍ كبير فى فكرة الثقافة للتحدث عن كل ما يخص المرأة، حيث كان على المرأة أن تسكت لفترة طويلة، والآن هناك بعض الخوف من التعبير عما يدور فى رأس السيدة بعد فترة من الصمت وهل سيتم تقبلها أم لا.

وأوضحت الفنانة هند صبرى أن من أكثر الشخصيات التى قدمتها مكتملة الأركان فى الصفة النسائية، كانت شخصيتها فى فيلم «الفيل الأزرق»، والتى صاغها أحمد مراد، بشكل مختلف، وكانت من أكثر الشخصيات جرأة.

من جانبها طالبت الفنانة هالة صدقى بمزيد من الاهتمام بقضايا المرأة، إذ ليس من المنطقى أن تبقى صورة المرأة فى الأعمال الفنية تقليدية غير مواكبة لِما حصلت عليه المرأة فى السنوات الأخيرة من حقوق وما حققته من إنجازات في مختلف المجالات.

وقالت : إن المسئولية تقع فى الدرجة الأولى على المؤلفين الذين من واجبهم أن يتصدّوا لكتابة موضوعات تهتم أكثر بالمرأة، وعلى المنتجين أيضاً بحيث يتحمّسون لها، وترى هالة صدقى:  أن فرص التعبير عن المرأة فى الدراما التليفزيونية أكبر منها فى السينما التى تهتم بالناحية التجارية أكثر، فإن منتجى السينما لا يرون فى مناقشة قضايا المرأة عنصرَ جذب تجارياً بعكس الدراما التليفزيونية التى من المفترض أن تعبّر أكثر عن المرأة.

وقالت الفنانة إلهام شاهين فى تصريحات لها إن: الأعمال السينمائية فى الفترة الحالية قليلة جدا، وهذا بسبب الظروف التى نمر بها، وكذلك الاعتماد حاليا على الأعمال الكوميدية والأكشن، وهو ما يبرر قلة الأعمال التى تعتمد على البطولة النسائية، وأرى أنها مظلومة حاليًا.

بينما رأت النجمة شيرى عادل أنه فى فترة أفلام  الأبيض والأسود كان فيه بطولة نسائية، مختلفة عن الآن، مع إن فيه كذا ممثلة زى ياسمين عبد العزيز، ومى عز الدين، فى ناس كتير حققوا فيها نجاح كبير جدا، هما  موجودين بس مش كتير زى أيام زمان بس بيحققوا نجاح حلو أوى  لو فيه قصة حلوة والناس عايزة تشوفها، وتابعت فى تصريحات لها .. لو قدمت فنانة اللون الكوميدى؛ هتنجح فيه، واعتقد أن الفترة الجاية هيكون فيها قصص نسائية.

وذكر  المخرج مرقص عادل، أن نجاح الإيرادات لا يمكنه توقعها، ولذلك هو يتركها للجمهور، لكنه يعتقد أنه حين يقدم فكرة مثل فيلم «بنات رزق» مثلا فهى فكرة مختلفة وبطلاتها من النساء، لذلك فإنها ستجذب الجمهور لأن جمهور السينما اختلف، وأصبح تذوق السينما يتم بشكل مختلف بسبب المنصات وغيرها من الأسباب، فهناك أفلام بنجوم شباك لم تحقق إيرادات لأنها لم تقدم فكرة، وأفلام بنجوم ماز الوا فى أول الطريق وحققت إيرادات ضخمة.

وأضاف أنه يتمنى أن يحقق فيلمه النجاح لأن ذلك سيفتح الباب لموجة من أفلام الأكشن النسائية، وكذلك البطولات النسائية السينمائية بوجه عام، مشيراً إلى أن تقدم المرأة فى أى مجتمع سواء فى السينما أو السياسة أو الوظائف يقول إن المجتمع يتقدم بوجه عام.

يقول الناقد طارق الشناوى: منذ أكثر من 20 عاما وهناك تراجع فى مساحة المرأة على الشاشة الكبيرة، وهذا يعود إلى جيل الفنانات يسرا وإلهام شاهين وليلى علوى، فصحيح جسدن دور البطولة لكن غالبا ما كان الفيلم الضخم إنتاجيا والذى يجلب إيرادات أكبر من نصيب الرجل، مثل عادل إمام وأحمد زكى ومحمود عبد العزيز، بالرغم أن السينما المصرية بدأت ببطلات نساء نجمات شباك  مثل ليلى مراد ثم فاتن حمامة ثم سعاد حسنى، وصولا إلى نبيلة عبيد ونادية الجندى، فالمرأة كنجمة شباك جزء حميم فى السينما المصرية رغم حدوث تراجع الآن إلى أن هذا التراجع متعلق أن السينما المعاصرة اتجهت بشكل أكبر إلى الأكشن ومن قبلها الكوميديا، وبالتالى تجد قليلا من النجمات اللاتى يقمن بأدوار كوميدية باستثناء الفنانة ياسمين عبد العزيز التى قاومت ثم ظهرت الأفلام الأكشن المرتبطة بالرجل، فتراجعت المساحات الدرامية أمام النساء، ولكن التليفزيون دراما العائلة يفتح الباب لكل الأنماط والأدوار فتجد لذلك المرأة توزع بشكل جيد في المسلسلات، واسمها فى الفضائيات اسم كبير، أما فى السينما فإن الأمر به مشكلة وآمل أن تعود النجمات إلى السينما بقوة، ولدينا عودة للفنانة دنيا سمير غانم بفيلم «تسليم أهالى»، وهو يمكن أن يصنع تيارا لتكرار التجربة، فالتيار يأتى من تراكم النجاح.

تقول الناقدة ماجدة موريس:السينما برغم كل النجاحات، الإنتاج المفترض أن يعطى مساحات لأبطال متنوعين وأنواع سينمائية متنوعة، إذا قل المنتجون فهم يصوبون على الأكثر انتشارا لدى الجمهور والأكثر ربحا، ولك أن تشاهد مثلا الـ 3 أفلام فى عيد الأضحى « كيرة والجن» الأكثر انتشارا وجماهيرية الفنانين كريم عبد العزيز وأحمد عز وهند صبرى قامت بدور مهم وقوى، وأداؤها ليس أقل من النجمين الكبار كريم وعز، فالمسألة ليست ضعفا فى الأداء النسائى، والفيلم يعتبر فيلما استثنائيا ربما لا تجد مثله كل موسم فى تطرقه لقضية وطنية، والفيلم الثانى المسئول عنه تامر حسنى وهو كتبه وأخرجه فلن يأتى بنجمة تنافسه، والفيلم الثالث لمحمد إمام كاستمرارية، ولو كانت هناك نجمة قررت الاهتمام بالسينما وأنتجت فيلما ستكون رقم واحد، فـ « احكي يا شهرزاد»  بطولة منى زكى كان تأليف وحيد حامد ومن إنتاجه، والمؤلفون الكبار بدأوا ينسحبون من الساحة  فالإنتاج قليل فى الوقت الذى يتزايد فيه جمهور.

وتابعت.. المنصات تفتح أبوابا بأفكاروموضوعات مختلفة ولكن لا تستطيع أن تكون منافسا جماهيريا حقيقيا، أرى أن نيللى كريم وإلهام شاهين وأمينة خليل ومنة شلبى وغيرهن يستطعن خوض عالم السينما بشكل أكبر إذا وجد المنتج والسيناريو الجيد.

يقول الناقد أندرو محسن: جاءت فترة فى الماضى، مع موجة الكوميديا وظهور أفلام من بطولة محمد هنيدى كان التركيز بشكل أكبر على نجومية الفنانين وليس الفنانات، وهناك أكثر من نجم لمع فى مجال الكوميديا مثل الفنان محمد سعد وغيره ورغم كفاءة منى زكى وحنان ترك وغيرهما ظهرن فى أدوار بجانب البطل، وأرى أن الفنانة ياسمين عبد العزيز ربما الوحيدة التى خاضت تجربة البطولة النسائية كنجمة شباك بأفلام كوميدية ومن القلائل اللاتى حققن إيرادات وكذلك بشرى خاضت التجربة، لكن لا يوجد اهتمام بإعطاء مساحة للفنانات وأغلب الأفلام المكتوبة يكون للرجل النصيب الأكبر فيها، رغم أن أغلب الممثلات من الجيل الحالى كقوة وأداء وتشخيص مثل نيللى كريم وهند صبرى لا خلاف عليهما، ولكن أداؤهما تتم ترجمته فى التليفزيون، وكذلك لدينا أزمة فى التنوع وسيطرة فكرة السينما الجماهيرية ، بمعنى أنه فى حالة نجاح الأكشن تجد السيناريوهات موجهة للأكشن وفى حالة نجاح الكوميديا فى وقت معين تجد أيضا السيناريوهات تسير فى نفس الاتجاه دون وجود تنوع، مثلا فى الماضى تجد أفلاما لفاتن حمامة تناقش موضوعات مختلفة، أو للفنانة نبيلة عبيد.