تعيش النجمة هند صبرى حالة من التوهج الفنى بعد تكرار نجاحاتها الأخيرة، خصوصاً بعد دخول فيلمها الأخير «كيرة والجن» قائمة الأعلى إيرادات فى تاريخ السينما المصرية، بالإضافة إلى فيلميها السابقين «الفيل الأزرق 2» و«الممر»، كما أنها تواصل تصوير مسلسلها «مهب الريح» المأخوذ عن النسخة العالمية «The good wife»، بالإضافة إلى انتظارها عرض أحدث أفلامها «فضل ونعمة».. عن كل هذه الأعمال وتفاصيل اشتراكها فيها كان هذا الحوار.
ما إحساسك بعد تواجدك فى قائمة الأفلام الأعلى إيرادات عبر تاريخ السينما بثلاثة أعمال دفعة واحدة؟
سعيدة جداً بهذا التواجد، وسعادتى أكبر بما حققه فيلم «كيرة والجن» وانضمامه لهذه القائمة الذهبية مع «الفيل الأزرق 2» و«الممر». وسر سعادتى هو أن «كيرة والجن» يعيد السينما المصرية لعصر البطولات الجماعية الكبرى والإنتاجات الضخمة، وتحقيقه كل هذه الإيرادات دليل على أن الجمهور المصرى والعربى واعٍ جداً ويحب السينما، لأن الفيلم وبرغم أن مدته ثلاث ساعات إلا أنه حقق كل هذا النجاح الكبير.
ما الذى جذبكِ للمشاركة فى «كيرة والجن»؟
شخصية «دولت فهمى» التى جسدتها هى أكثر عنصر جذبنى فى العمل منذ قرأت الرواية، فهى شخصية مختلفة بداية من نشأتها، مروراً بحياتها وكفاحها وما وصلت إليه فى النهاية، وكذلك نهايتها التراجيدية جعلتها شخصية مغرية لأى فنانة ، كما جذبنى للفيلم الكثير من الأشياء سواء أسماء نجومه أو مخرجه أو صناعه من تأليف وتصوير وديكور وموسيقى، فكنت أعلم من البداية أننى أشارك فى عمل كبير جداً، والمخرج مروان حامد ينافس فيه نفسه، والشركة المنتجة قدمت إنتاجاً ضخماً للفيلم، لأن إنتاج أفلام مثل «كيرة والجن» والتى لها بعد تاريخى يحتاج إلى قوة لكى يتم بطريقة صحيحة، فهذا ليس فيلماً ضخم الإنتاج فقط، بل فيلم سيظل للزمن يؤرخ لحقبة مهمة فى تاريخ مصر.
كيف رأيتِ شخصية «دولت فهمى»؟
دولت فهمى من وجهة نظري هى شخصية ترمز للحركة النسائية فى بداية نشأتها فى مصر، وبدايات خروج المرأة من البرقع والبيت ليكون لها دور وطنى وقومى، وترمز لأشياء كثيرة أكبر من أن تكون مجرد شخصية واحدة، وكان شرف كبير لى أن أجسد رمزاً من رموز الحركة النسائية فى مصر والمقاومة ضد الاحتلال.
ما استعداداتكِ لتجسيد شخصية مثل «دولت فهمى»؟
اعتمدت على جزء كبير من خيالى فى تصورى للشخصية وشكلها وطريقتها، وبالطبع مزيج من تصورات المخرج مروان حامد ومؤلف الفيلم أحمد مراد، فلم يكن لدينا أى مرجعية عن شكل الشخصية مثلاً وملابسها وهل كانت ترتدى البرقع أم لا، وهل كانت تلبس بطريقة أجنبية أم لا، ولا توجد صور لها، فكان لابد من إدخال الخيال، وذلك بسبب قلة المادة التاريخية عن دولت فهمى، فقط كتابات للراحلين مصطفى أمين وعاصم الدسوقى، وهما أكثر من تطرقا لها، وحرصت بالطبع على قراءة ما كتباه، وكذلك شاهدت سهرة تليفزيونية من بطولة سوسن بدر. وبالطبع أجرينا بعض التغييرات على الشخصية فى الفيلم فلم تكن تشبه تماماً الرواية، وتم دمج أحداث وتفاصيل، وإضافة تفاصيل ونزع أخرى لتتناسب مع طبيعة الفيلم ورؤيته.
أيهما أصعب عليكِ «حتشبسوت» أم «دولت فهمى»؟
«دولت فهمى» أرهقتنى أكثر، ولكن كلتايهما كانت من النساء اللاتى أبدين شجاعة وشخصية مميزة، وهذا الأمر كلفهما الكثير، وهو أمر ملهم حقيقى.
ما أوجه الشبه بينكِ وبين «دولت فهمى»؟
«دولت فهمى» مختلفة عنى تماماً سواء اجتماعياً أو فى طريقتها وتفاصيلها، ولكنها كانت ملهمة جداً لى فى قوة الشخصية، ورغم أن تجسيد تلك الشخصية أرهقنى جداً لكنه كسر حاجز قلة الحديث فى الدراما عن قوة النساء فى تاريخنا وحضارتنا، فهى شخصية شجاعة جداً وقوية، ومن المفروض أن تبقى مصدر إلهام للفتيات الصغيرات، فتلك النساء هن من مهدن الطريق لخروج الفتيات اليوم، خرجت من البيت ودرست وسافرت للقاهرة وحدها، النساء مثل دولت فهمى يجب أن يتم تسليط الضوء عليهن كبطلات ومصدر إلهام.
وما أبرز الصعوبات التى واجهتكِ أثناء تصوير «كيرة والجن»؟
طول فترة تصويره، لأن الفيلم استغرق ثلاث سنوات، وهذا الأمر كان صعباً جدً وتحدياً كبيراً، والسبب فى ذلك كلنا نعرفه وهو وباء «كورونا» الذى أسهت فى تبدل حال صناعة السينما فى مصر والعالم كله، كما أن الجهد الذى بذلته كان مضاعفاً بسبب تصوير «هجمة مرتدة» وخلفه مباشرة «البحث عن علا»، وصولاً إلى «كيرة والجن»، والحمد لله النتيجة كانت رائعة فى النهاية.
كيف ترين تكرار العمل مع المخرج مروان حامد؟
من المؤكد أننى محظوظة بتكرار العمل مع مروان، الذى شاركته الكثير من الأعمال، يكفى أنه عندما يعرض عليّ أى عمل ويكون مروان هو المخرج أوافق دون تردد، ودائماً ما أترك نفسى له تماماً، لأنه ذكى ويعرف أدق تفاصيل الشخصية التى تمكن الممثل من إخراج أفضل ما لديه.
ماذا عن فيلم «فضل ونعمة».. وما مصيره الآن؟
أنتظر تحديد موعد عرضه، بعد أن انتهينا من تصويره، والفيلم يدور فى إطار اجتماعى كوميدى شيق، حول زوجين يعملان على سيارة أكلات سريعة، وتتابع الأحداث وتتطور فى العديد من الأزمات خلال العمل. وسعيدة بهذه التجربة وبفريق عمل الفيلم، ومنهم ماجد الكدوانى وبيومى فؤاد ومحمود حافظ وياسمينا العبد ومحمد رضوان، بالإضافة إلى ضيوف الشرف محمد ممدوح وشريف دسوقى، وكذلك سعيدة بالعمل مع المخرج رامى إمام والمنتج أحمد الجناينى.
ما جديدكِ خلال الفترة المقبلة؟
أصور حالياً مسلسل «مهب الريح» والمأخوذ عن «The good wife» وهو ينتمى للأعمال الطويلة المكونة من 45 حلقة مقسمة على ثلاثة أجزاء كل جزء 15 حلقة، ويعرض على إحدى المنصات، وهو من إنتاج محمد مشيش، وإخراج أحمد خالد موسى، ومن المقرر الانتهاء من تصويره فى أكتوبر المقبل. وأجسد من خلاله شخصية محامية، وتتصاعد الأحداث التى تدور حول بعض القضايا المهمة.