فنان قدير، استطاع من خلال أدواره المتميزة أن يوجد مساحة حب فى قلوب الجمهور العربى، ملامح وجهه وشخصيته الطيبة الصادقة تجعلك تشعر بأنه أحد أفراد عائلتك، يمتلك منطقة فنية خاصة لا ينافسه فيها أحد، يتمتع بثقة النجوم فصار اسمه القاسم المشترك لنجاح أى عمل فنى وأيضاً تميمة حظ لنجاح أى عمل، أستاذ كبير فى مدرسة الفن الهادف، تاريخ فنى مشرف سواء فى المسرح أو السينما أو التليفزيون، حريف فى لعبة التمثيل.
إنه هو الفنان القدير صلاح عبدالله الذى التقت به «الكواكب» فى حوار خاص من القلب...
دائماً أعمال الفنان صلاح عبدالله محط ثقة واهتمام من قبل الجمهور.. كيف استطعت الحفاظ على هذا المستوى فى ظل مشوار فنى طويل؟
أحاول الحفاظ علي هذا المستوى بقدر الإمكان، وبالطبع مسألة الاختيار ترتبط بالعرض، وفرصة اختيار الأدوار، هى الأصعب والأجمل فى ذات الوقت، فهى الأصعب لأنها تحتم عليّ أن أدقق فيما يعرض عليّ بما يتناسب معى، ولكنها «أجمل»، لأن هناك مجالاً للاختيار.. ولكن للأسف تأتى فترات فى حياة الممثل يعرض عليه القليل، لذلك أحياناً اختار عملاً لا أقتنع به بنسبة كبيرة، ولكن أقبله من باب رغبتى الشديدة فى الشغل لأنى عاشق للعمل، ولا أفضل الجلوس فى المنزل.
فيلم الرهينة
التقيت مع النجم أحمد عز فى أفلام مهمة جداً.. حدثنا عنها؟
بدأت العلاقة مع أحمد عز من خلال فيلم «الرهينة»، ثم توالت الأعمال مثل فيلم «مسجون ترانزيت»، ثم «الشبح»، ثم «المصلحة»، وكان بطولة مشتركة بين أحمد عز وأحمد السقا، وهناك فيلم مع عز من أحب الأدوار إلى قلبى، وهو «365 يوم سعادة» وأيضاً «حلم عزيز».
من بين أفلامك المهمة أفلام «الرهينة» و«المصلحة» و«مسجون ترانزيت» مع المخرجة ساندرا نشأت.. ماذا تقول عنها؟
ساندرا نشأت من أقرب الناس لى على المستويين الفنى والإنسانى، وهى جدعة جداً، ومخرجة شاطرة ولها مذاق خاص بها.
فيلم مسجون ترانزيت
«فيلم هندى» من الأفلام القوية التى تظهر وتبرز نموذجاً مثالياً للصداقة القوية بين المسلم والمسيحى فى إطار كوميدى غير مباشر.. ما تعليقك؟
أشكرك جداً أنكِ ذكرتِنى به، هو بالفعل من أقرب الأفلام لقلبى مع النجم الجميل أحمد آدم إخراج منير راضى، وتأليف هانى فوزى.. والحقيقة لعبت هذا الدور بمزاج عالٍ مع صديق عمرى أحمد آدم، وبالمناسبة ربما لم ينجح هذا الفيلم فى شباك التذاكر، ولكنه حقق نجاحاً كبيراً عندما دخل البيوت من خلال التليفزيون، والحقيقة أنا لا أرى أن هناك فارقاً بين المسيحى والمسلم، وأكثر ما جذبنى فى «فيلم هندى» أنه يحكى عن الصداقة التى تجمع عاطف المسيحى بصديقه سيد المسلم، فى ود وحب فى إطار كوميدى غير مباشر.
مشوارك الفنى غنى بالأعمال السينمائية مع مختلف الأجيال.. ما أهم هذه الأعمال بالنسبة لصلاح عبدالله؟
فيلم «الرغبة» مع المخرج الكبير على بدرخان، وفيلم «كرسى فى الكلوب» للمخرج سامح الباجورى رحمة الله عليه، وفيلما «المصلحة» و«الرهينة» وأيضاً أفلام «حلم عزيز» و«مسجون ترانزيت» و«مواطن ومخبر وحرامى» و«حمادة يلعب» و«كباريه» و«الفرح» و«365 يوم سعادة».. وأعتبر الفترة من 2000 إلى 2010 من أهم فترات حياتى الفنية لأنى قدمت الكثير من الأفلام والمسلسلات المهمة فى تلك الفترة.
هناك نقلة فنية حدثت فى حياتك من الكوميدى للتراجيدى.. حدثنا عنها؟
بالفعل هناك أفلام أحدثت نقلة فنية كبيرة من الأدوار الكوميدية إلى أدوار جادة وصعبة، ومنها فيلم «مواطن ومخبر وحرامى» مع المخرج داود عبد السيد، وتلقيت عنه جوائز كثيرة داخل مصر وخارجها، والحقيقة أعتبر داود عبد السيد المسئول عن إعادة اكتشافى من خلال هذا الفيلم، وظهرت معه ضيف شرف فى فيلم «رسائل البحر»، بالفعل هو بصمة فى حياتى.
لديك تاريخ فنى زاخر فى الدراما التليفزيونية.. ما أكثرها نجاحاً إلى الآن؟
الذى يعتبر علامة فارقة وما زال يحيا مع الناس إلى يومنا هذا مسلسل «ذئاب الجبل» إخراج مجدى أبو عميرة، وتأليف المستشار محمد صفاء عامر، وبعده بعشر سنوات قمت بدور عبد الرازق فى مسلسل «ريا وسكينة»، وهو من الأعمال التى لها علامة مع الناس إلى الآن لدرجة أن كل الإفيهات التى أطلقتها يستخدمونها فى السوشيال ميديا بشكل كوميدى، أيضاً مسلسل «الدالى 1» من أحب الأدوار لقلبى مع العملاق نور الشريف، أيضاً دورى بمسلسل «الملك فاروق» ذلك المسلسل التاريخى الذى أعتبره من أهم الأدوار، حيث قمت بدور النحاس باشا رئيس وزراء مصر الذى كان يطلق عليه «زعيم الأمة» ورئيس الوفد، فقد كان شخصية ثرية جداً، وحصلت على جوائز كثيرة عن دورى بهذا المسلسل، وهو من تأليف الدكتورة لميس جابر، وإخراج المخرج حاتم على.
مررت بوعكة صحية كبيرة فى عام 2010 قلت عنها إنها أحدثت تغيراً كبيراً فى حياتك.. كيف ذلك؟
أطلق عليها «منحة من الله»؛ وكانت عبارة عن جلطة دماغية أثرت على الجانب الأيسر، ولكن الحمدلله بعد خضوعى للعلاج الطبيعى، عادت الذراع سليمة بنسبة كبيرة، ولكن أثرت على قدمى بشكل بسيط، ومنذ ذلك التاريخ حتى يومنا هذا أدخل العناية المركزة تقريباً مرة كل عامين، ولكن الحمد لله فى كل مرة أعود إلى عملى بشكل قوى، وفى العام الماضى أجريت ثلاث دعامات فى القلب، وفى العام الحالى أجريت بعض الفحوصات للاطمئنان، وفى النهاية أنا مؤمن بأن كل ما يأتى من عند الله خير.
وكيف تتعامل مع إرهاق التمثيل؟
أنا عاشق للعمل لدرجة يتلاشى معها كل الأمراض، بالفعل فى حضرة التمثيل أشعر بقمة الحيوية والنشاط، وأتعب كثيراً عندما أبتعد عن التمثيل.
لك رصيد كبير من الأعمال المسرحية.. لماذا توقفت عن المسرح من 2003؟
أنا عاشق للمسرح وأعمل به منذ نعومة أظافرى، بدأت التمثيل وأنا طفل فى الشواع والمقاهى وفى نادى بولاق، ثم الثقافة الجماهيرية ثم الجامعة، وكنت أخرج وأمثل، وكنت مشهوراً جداً فى جامعة القاهرة، وبالمناسبة أخرجت للجامعة الأمريكية ولجامعة المنوفية ولكن كنت أخرج للهواة فقط، وأخذت أمثل مسرحاً كممثل محترف من 1980 إلى 2003، أى 23 عاماً، وكان المسرح فى القمة ويشهد حالة من النجاح العظيمة لدرجة كان يصعب علينا أخذ إجازات، إلى أن حدث للمسرح تقهقر وبدأنا من هنا نعمل من يومين إلى ثلاثة أيام فى الأسبوع، وللأسف بدأت الحركة المسرحية فى تراجع كبير، خاصة القطاع الخاص فى الوقت الذى حدثت فيه قفزة كبيرة للسينما.
لديك ثلاث بنات.. ألم يفكرن يوماً فى دخول عالم التمثيل؟
العمل بالفن شريف ومحترم وله أهداف نبيلة، ولكنه عمل مرهق نفسياً جداً، ومواعيده صعبة، وأنا أشفق عليهن جداً مما أراه فى زميلاتى.
من المعروف أن البنت حبيبة أبيها وتدلله.. ما اسم الدلع لصلاح عبدالله؟
أجاب ضاحكاً: معظم الناس تقول لى «ياعم صلاح»، ولكن مع الوقت ابنتى الغالية ياسمين عبد العزيز أخذت تنادينى «صاصا»، ثم انتشر هذا الاسم ووجدت حبايب قلبى النجمتين غادة عادل وإيمان العاصى تناديانى أيضاً «صاصا»، ثم مع الوقت أصبح كثير من زميلاتى ينادينني «يا صاصا»، وأنا أحب هذا الاسم جداً، ثم انتقل للمنزل، ثم استكمل حديثه بخفة ظل «المدام تنادينى بصاصا حسب الحالة المزاجية عندما تكون راضية عنى».
ما رأيك فى الأعمال التى تعرض على المنصات الإلكترونية؟
بالطبع هناك أعمال كثيرة ممتازة، وأصبح لها جمهور كبير، فمثلاً أنا واحد من الناس الذين يعشقون التليفزيون، فمازال للتليفزيون بريقه رغم الإعلانات الكثيرة التى تفقدنى حرارة المتابعة، ولكن رغم عشقى لمشاهدة التليفزيون، فقد تجعلنى الظروف أشاهد المنصات أيضاً، وأسمع آراء تفيد بأن المستقبل للمنصات.
لك نشاط واضح على السوشيال ميديا ومتابعون كثيرون جداً.. ما تعليقك؟
أدرك أهمية السوشيال ميديا الكبيرة عندما أسافر وأقابل أناساً يهتمون بصفحاتى على مواقع التواصل الاجتماعى، وبدأت أركز على مميزاتها وأبعد عن عيوبها.
ما أهم عيوب السوشيال ميديا من وجهة نظر صلاح عبدالله؟
هناك عيوب كثيرة للسوشيال ميديا من وجهة نظرى، أهمها، الشائعات التى تتناقل ما بين رواد مواقع التواصل الاجتماعى، مثل وفاة الفنانين، أو غيرهم، وبالفعل هذه النوعية من الأخبار تخلق هزة كبيرة فى البيوت، أيضاً اللجان الإلكترونية وما يسمونها «الذباب الإلكترونى» وظهرت هذه اللجان بشكل كبير بعد ما تخلصنا من جماعة الإخوان.
ما الجديد لدى الفنان صلاح عبدالله؟
بالفعل هناك أعمال جديدة ولكن لا أستطيع الإفصاح عنها لأنى لم أوقع عليها إلى الآن، ولكن أعدكم بمشاهدة دراما تليفزيونية على مستوى عالٍ