الأحد 24 نوفمبر 2024

أستاذ الكوميديا

6-9-2022 | 14:56

تحل اليوم 6 سبتمبر ذكرى ميلاد أستاذ الكوميديا فؤاد المهندس، الذى أسس مدرسة خاصة به فى فن الكوميديا واستطاع أن يخطف قلوب الجماهير بأدائه المميز عبر مجموعة كبيرة من المسرحيات والأفلام والمسلسلات الإذاعية والتليفزيونية، وكون مع الفنانة شويكار واحداً من أهم الثنائيات التى عرفها المسرح والسينما المصرية . هو فؤاد زكى المهندس، وُلد 6 سبتمبر 1924 فى محافظة القاهرة فى حى العباسية، وشقيقته هى الإذاعية الكبيرة صفية المهندس وله شقيقان آخران، درية وسامى المهندس . عشق فؤاد اللغة العربية منذ نعومة أظفاره، ولمَ لا ووالده زكى المهندس خبير لغوى، ولذلك كان فى منزلهم حرص بالغ على اللغة العربية التى أتقنها من خلال أبيه، فكان أبوه هو صاحب الفضل الأول فى تنمية مواهبه الفنية، وقد ورث عنه خفة الدم وحضور البديهة وسرعة الخاطر الذى ميزه فى مشواره الفنى. لم يضع فؤاد الوقت، فعندما التحق بكلية التجارة انضم لفريق التمثيل بالجامعة، وشاهد الفنان الراحل «نجيب الريحاني» وأُعجب به فى مسرحية «الدنيا على كف عفريت»، انضم لفرقته المسرحية لعله يحظى بأحد الأدوار، إلا أنه لم يساعده كثيراً، وبعد وفاة الريحانى انضم لفرقة «ساعة لقلبك»، وكانت هذه بدايته مع التمثيل. كان المسرح عشق فؤاد المهندس الأول رغم أنه قام ببطولة وشارك فيما يقرب من 70 فيلماً سينمائياً، ووصل ارتباطه الشديد بالمسرح إلى أنه أصر على تقديم مسرحية «إنها حقاً عائلة محترمة» مع أمينة رزق وشويكار، وهو مصاب بجلطة فى القلب، والغريب أن ذلك لم يؤثر على صحته بل العكس تماماً، فقد أكد له الأطباء أنه شفى من هذه الجلطة بسبب ارتفاع روحه المعنوية من خلال عمله على المسرح ! ولأنه عاشق للأطفال فقد قدم عدداً كبيراً من الأعمال الفنية التى يمثل فيها الطفل عنصراً أساسياً فى العمل، فقد كان يبحث عن عمل يلتقى فيه بالأطفال ، وكانت بدايته مع الأعمال الموجهة للأطفال فى مسرحية «أنا فين وأنتي فين» بأغنية «رايح أجيب الديب من ديله»، وبعدها توالت الأغنيات بالأعمال الفنية، حيث قدم العديد من الأغنيات للأطفال، وقدم للأطفال المسرحية الكوميدية «هالة حبيبتى» التى أوضحت سوء المعاملة التى يلقاها الأطفال فى بعض الملاجئ ،كما كان للطفل دور كبير فى مسرحية «إنها حقاً عائلة محترمة»، ومن منا يستطيع أن ينسى «فوازير عمو فؤاد» التى كان يتابعها كل الأطفال فى مصر والعالم العربى، وقدمها لأكثر من ١٥ عاماً . و كان فؤاد المهندس يحب الغناء منذ الصغر، حيث كان رئيساً لفريق الكورال فى المدرسة الإبتدائية، وكان حريصاً فى أعماله الفنية على توظيف الغناء لخدمة الدراما داخل الأحداث . أشهر أعماله فى المسرح كانت مسرحيات «سيدتى الجميلة»، «السكرتير الفنى»، «أنا وهو وهى»، « حواء الساعة 12»، «سك على بناتك»، وأشهر أفلامه كان «أرض النفاق»، «أخطر رجل فى العالم»، «شنبو فى المصيدة»، «العتبة جزاز». كما قدم للتلفزيون عدة مسلسلات منها «عيون» و«أرض النفاق». وكان يرى أن الفن له رسالة سامية، وهى خدمة المجتمع. كون فؤاد ثنائياً فنياً رائعاً مع الفنانة شويكار، مدعوماً بقصة حب وزواج استمر حوالى عشرين عاماً، كانت بدايتها عام 1968، عندما جمعتهما مسرحية «السكرتير الفنى» وأثناء عرض مسرحية «أنا هو وهى»، فاجأ فؤاد المهندس الفنانة شويكار وطلب منها الزواج قائلاً «تتجوزينى يا بسكويتة»؟.. وردت عليه شويكار قائلة: «وماله» حيث كانت تبادله نفس الشعور، أما يوم زفافهما فقد كان لا يقل كوميديا عن أعمالهما الفنية، فأثناء تصوير فيلم «هارب من الزواج»، حيث كان يرتدى فؤاد المهندس فى نهاية الفيلم، بدلة وكارفت، وترتدى وشويكار فستان عروسة وطرحة، استغل الاثنان هذا المشهد وذهبا بعد التصوير إلى المأذون فى الساعة الثانية صباحاً. وقد أكدت الفنانة الراحلة شويكار، أن الفنانة لبنى عبدالعزيز، نصحتها بالزواج من فؤاد المهندس؛ لأنه سيكون أحن أب على ابنتها اليتيمة، حيث كانت شويكار وقتها أرملة حسن نافع الجواهرجى الذى أنجبت منه ابنتها منة الله؛ أما فؤاد فقد تزوج هو الآخر قبل شويكار من السيدة عفت سرور، وأنجب منها ولدين هما أحمد ومحمد. وعاش الثنائى «فؤاد وشويكار»، وأولادهما تحت سقف واحد، واستمر زواجهما 20 عاماً لينتهى بالانفصال الغامض الذى لم يعرف أحد أسبابه الحقيقة. وفى ١٦ سبتمبر عام 2006 توفى فؤاد المهندس إثر أزمة قلبية، وذلك فى منزله فى حى الزمالك بالقاهرة، ولكن تبقى أعماله الخالدة عنواناً للكوميديا الراقية على مر الزمن .