الأحد 24 نوفمبر 2024

ميرفت أمين .. رمز الأنوثة والإنسانية


الزميلة رشا صموئيل مع ميرفت أمين

9-9-2022 | 19:48

رشا صموئيل
طوال حياتى و أنا أرى النجمة ميرفت أمين.. أيقونة فنية من الجمال الربانى الخالص ،لوحة نحتها أمهر فنان ،ملامح خالية من أى رتوش تجميلية ،تزداد مع العمر والزمن جمال خاص مطعم بالحكمة والخبرة والحنكة يضاعف من جمالها ويزيده قيمة ، فتاة أحلام الشباب ومصدر غيرة الفتيات والسيدات اللاتى دائما يتسألن ما سر جمالها وشبابها الدائم ؟ صاحبة الإطلالة الساحرة على الشاشة . ظل لقائى بها حلم يراود مخيلتى سنوات ،بالفعل هى نجمتى المفضلة ، إلى أن حقق لى عملى الصحفى حلمى ، و سنحت لى فرصة ذهبية بالدخول لبيتها ذو اللمسات الرقيقة الراقية الذى يشبه شخصيتها كثيرا حيث تقطن فى أرقى شوارع المهندسين ولابد أن أعترف أن الوصول إليها لم يكن سهلا على الإطلاق ،ولكن قيمتها الفنية منحتى الكثير من المثابرة ومن هنا لاتسعنى السطور لأصف ما تلامسته مع هذه الشخصية الفنية الإنسانية الخاصة جدا ، سأحاول أكشف لكم عن سر جمالها الخارجى الذى ماهو إلا مرآة للجمال الداخلى الذى حاورته عن قرب ،ببساطة وبدون مبالغة ميرفت أمين تستحق وعن جدارة لقب "ليدى السينما المصرية" ، نجمة ذات إطلالة ساحرة تفوح منها أغلى العطور ليسبقها متناثرا فى الأركان ممزوجا بإبتسامتها الرقيقة التى تعلو وجهها المشرق ، نجمة مفعمة بالأنوثة ذات ملامح أرستقراطية تعشق النظر إليها بكل أريحية وسعادة ، وهذا الجمال يرجع لجذورها الأوربية حيث والدتها أسكتلندية ، صاحبة الذوق الرفيع فى إستقبال ضيوفها، دعونى أتوقف هنا قليلا لأصف لكم مشهدا نادرا ماتشاهدوه مع نجمة بهذا الحجم ،على الرغم من أن لديها خادمة بالمنزل ولكن أمين كانت تقوم بنفسها تضايفنى و معى الزميل المصور أستاذ صبرى عبد اللطيف ، فخادمتها سيدة عجوز حركتها محدودة لاتستطيع أن تسرع فى خدمة الضيوف ولذلك حاولت تساعدها ،هذا الموقف جعلنى أرى وجه أخر للنجمة ميرفت أمين ،فنانة متواضعة بسيطة جدا غير متكلفة ، روحها الطفولية كانت تظهر مع كل سؤال ينال إعجابها ، هى التى حباها الله بجمال مختلف ومع ذلك تقول عن نفسها (لاأرى نفسى جميلة ولكن أرى نفسى مريحة) . هى الوطنية التى تعشق تراب مصر وهذا تجلى فى حديثها المفعم بالفخر و الإعتزاز والسعادة عندما تولى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى مقاليد الحكم . هى النجمة التى تفخر بتاريخها مع أكبر مخرجى ونجوم السينما ،هى الأم التى تخاف على إبنتها (منة حسين فهمى) بجنون وتقول عنها أفضل إستثمار فى حياتى وهى عطية ثمينة من الله ، شخصية متسامحه لأبعد الحدود ولكن لابد أن تحذر منها لأنها لاتنسى بسهولة ، عنيدة جدا وهذا بالتأكيد خلق بداخلها معافرة وتحدى مع الحياة فهى من مواليد برج القوس ،ولكن نأتى لأقوى الصفات التى تميزها وهى (الفنانة صاحبة الواجب) ،تحرص دائما على أداء واجب العزاء والمواساة أكثر من حضور الأفراح والمهرجانات ليس فقط مجاملتا لأصدقائها داخل الوسط ولكن خارج الوسط أيضا ، و كانتا تشاركانها فى أداء هذا الواجب النجمتان الراحلتان رجاء الجداوى ودلال عبد العزيز ، فكان الثلاثى دائما معا بحكم الصداقة العائلية التى كانت تجمعهن،ومع رحيل الجداوى الذى فاجئنا وفاجعنا جميعا دخلت ميرفت أمين فى نوبة من الحزن الشديد لأنها كانت تعتبرها أما ثانية لها ولكن دلال عبد العزيز كانت بجانبها تشد من أزرها وتصبرها وتغمرها بحب شديد وتشجعها ،ولكن للأسف لم تفق ميرفت من فراق الجداوى حتى تلقت صفعة أخرى مزدوجة أشد برحيل دلال عبد العزيز وسمير غانم ،أحساس مرير بفقدان الأحبة وأقرب الناس ، بالفعل النجمة ميرفت أمين تغيرت تماما فى السنوات الأخيرة ،دخلت فى نوبات متلاحقه من الأسى و الحزن لم تكن هى نفسها تتوقعها ولكن لأن لديها شخصية قوية لاتقبل الإستسلام فنجدها فى حالة حرب مستمرة مع تقلبات الزمن ، و فى وسط كل هذه الصدمات المتلاحقة لديها إصرار على أداء واجب العزاء لأنها تعتبره عهد من الوفاء وواجب مقدس تجاه أصدقائها ومعارفها ،وكان أخرهم حضورها فى عزاء المخرج الكبير على عبد الخالق ، الذى أنتهز فيه أحد المصورين فرصة تواجدها و ألتقط لها صورة تظهر فيها حزينة وشاردة ، فبالتأكيد كل عزاء تحضره يقلب عليها مواجع فراق أحب الناس لقلبها ،ميرفت أمين دائما ما تحرص و هى ذاهبة لأداء واجب العزاء ألا تضع مساحيق التجميل إيمانا منها أن الوداع له هيبته وقدسيته التى لابد أن تحترم ، عادات وتقاليد من البديهى أن تلتزم بها رغم نجوميتها فى حين أرى بعض النجمات يحرصن على وضع المكياج وأحيانا بطريقة ملفتة وصريحة خوفا من التقاط عدسات المصورين الصحفيين ، فى الواقع أرى أنها صورة طبيعية جدا للنجمة ميرفت أمين فى واجب عزاء وهذا إن دل فيدل على مدى ثقتها بنفسها و تواضعها وإنسانيتها وصدقها وكنت أنتظر أن هذه اللقطة تمر مرور الكرام أو على الأقل تلقى الترحاب و الثناء لإحترام هذه القامة الفنية لواجب العزاء ،الذى فضلت فيه أن تكون الأولوية لإنسانيتها قبل نجوميتها ، و التى حتمت عليها الإلتزام بالحضور والظهور بشكل طبيعى يتناسب مع الظروف لأنها فى النهاية ليست فى لوكيشن تصوير لعمل سينمائى ولكن كانت المفاجأة غير المتوقعة ، خروج كم من التعليقات غير اللائقة تنتقد إطلاتها الحزينة فى عزاء ،فهل هذا يعقل ؟!الحقيقة تفسيرى الوحيد لهذه التعليقات إنها تخفى وراءها نفوس مريضة مشوهه مما جعلنى أسرع إلى هاتفى للإطمئنان عليها فقط دون الخوض فى قصة الصورة ولكنها فاجئتنى إنها على علم بكل ما حدث و بضحكتها المعهودة سألتنى فى تعجب هل من الطبيعى أن أذهب للعزاء وأنا أضع مساحيق التجميل ؟ ولكنها أسرعت وأجابت لا يصح أبدا وأنا لست نادمة على الإطلاق، على العكس سعيدة جدا بهذه الصورة التى فجرت مظاهرات الحب على السوشيال ميديا،لم أكن أعلم أن جماهيرتى بهذا الحجم . أغلقت الهاتف و أنا بالفعل كل يوم انبهارى بهذه النجمة يزيد لأنها متصالحة مع نفسها ومع الزمن وثقتها بنفسها تجذبنى كثيرا ، و أتسأل إلى متى ننظر للنجم على أنه شخص من عالم أخر ؟! ويجب أن يتصرف بمقاييس النجومية فى مختلف جوانب الحياة، شىء صعب وقاسى أن ننعم بحياة طبيعية و حرية مطلقة وفى نفس الوقت نحد من حرية الأخرين ونضعهم فى قفص من القيود لمجرد إنهم مشاهير ولو تصرفوا عكس المتوقع نقيم عليهم الحد! ،النجوم بشر مثلنا يمرون بكل الأحاسيس والمشاعر الفطرية التى خلقنا عليها الله ،فأرفعوا أقلامكم المسنونة والمسمومة عن النجمة ميرفت أمين، يكفى حزنها على فقدان الأحبة ، فلم تعد تحتمل المزيد من الألم .