لمع نجمها وهى فى سن صغيرة جداً، جيناتها الوراثية- حيث إن جدها الأستاذ عبدالرحمن الخميسى، الكاتب والشاعر والمؤلف والملحن والمخرج الكبير.. مكتشف السندريلا سعاد حسنى- ساعدتها على ذلك أيضاً، بفضل الله أولاً، ثم موهبتها التى طغت عليها جداً لتبشر عن ميلاد نجمة جماهيرية كبيرة فى عالم الفن، لتصبح واحدة من أهم بنات جيلها، بل إنها تفوقت عليهن جميعاً، لتكون إحدى نجمات الصف الأول منذ سنين طويلة.. ولمَ لا؟، على سبيل المثال لا الحصر، عندما شاركت «ألفة جيلنا»- محمد هنيدى بطولة فيلم «عسكر فى المعسكر» فى عام 2003، ورصيدها من الأعمال الفنية كان قليلاً جداً وقتها، ولكن كانت موهبتها تنبئ بالخير، ومبشرة بنجمة صاعدة واعدة بقوة فى عالم التمثيل، وحدث نفس التوهج بل يزيد مع الجميلة «يسرا» فى مسلسل «رأى عام»، ومسلسل «الزوجة الرابعة»، وكذلك مع نجمنا وصديقنا المحبوب طارق لطفى فى مسلسل «بين عالمين»، كما برعت مع الصديق المشترك أشرف عبدالباقى، فى دور «رانيا»- زوجته بمسلسل الأجزاء الشهير «راجل وست ستات»، الذى نقلها نقلة كبيرة درامياً فى منطقة أخرى تماماً من التوهج والنجومية، وحازت من خلاله على جوائز عديدة ومهمة خلال مشوارها الفني، تحسد عليها.
«لقاء» تثبت دوماً من بين دور وآخر فى أى عمل فنى جديد تقدم عليه، أنها على مستوى المسئولية، وفى تطور «مرعب»، وملحوظ للجميع – ما شاء الله عليها - ومستمر فى أدائها بفضل الله، نتاج النضج والخبرة، وصقل موهبتها الكبيرة بقيامها ببطولات أعمال فنية جديدة.
لقاء، اهتمت فى الفترة الأخيرة مع المؤلفة منة الفقى بتقديم كل ما يهم المرأة والأسرة المصرية وقضاياها الاجتماعية المتعددة بوجه عام، كنوع من عملية الإحلال والتجديد فى فكر المجتمع حتى تأخذ الطفلة حقها الكامل فى الرعاية، وتحقق كل ما تحلم به فى النطاق المشروع، ولا يتم الحجر عليها فكرياً وثقافياً، مع سلاح التعليم؛ حتى تعرف واجباتها كاملة وتدافع عن حقها، مع الاهتمام بقضية قبول الآخر، فى كل شيء، ليس فقط فى الاختلاف الشكلى أو المظهر، وأيضاً عملاً بنظرية الاختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية، وهذا نضوج فكرى كبير من جانب نجمتنا المحبوبة «لقاء الخميسي»، فى تجربتها الخاصة أو مشروعها الفنى بشكل عام، والتطرق لكل ما يفيد الناس، من خلال اختيارها لموضوعات مختلفة وحيوية تهم قطاعاً عريضاً من الناس، مثلما فعلت – أخيراً-
على سبيل المثال، لا الحصر، من خلال مسلسل «الخماسية» «حتة من القمر» ومواجهة التنمر، والجانب الأسرى فى مسلسل «أجازة مفتوحة» مع الصديق شريف منير، وغيرها من الأعمال المتميزة الأخرى، كللت – أخيراً- بتكريمها فى مهرجان «أيام القاهرة الدولى للمونودراما» فى نسخته الخامسة، الذى أكد خلاله الدكتور أسامة رؤوف، رئيس المهرجان، أن تكريمها يعود إلى أن لها العديد من الأعمال المسرحية، حيث بدأت فى المسرح منذ نعومة أظافرها مع والدها.
وبعد أن حزمت حقائبها وهى فى طريقها للسفر خارج البلاد - ومن على سلم الطائرة -، كنت حريصاً على مكالمتها وتهنئتها على هذا التكريم المشرف، وتركت لها تلك المساحة من الكلام فى مقالى المتواضع للتحدث عن شعورها بهذا التكريم، وعلاقتها بالمسرح الذى سبق ووصفته لى فى حواراتنا المتعددة بـ«الحياة بالنسبة لها»، والجديد لديها فى الفترة المقبلة،- دون تدخل منى، فقالت: كنت فى قمة السعادة عندما علمت بتكريمى من قبل القائمين على مهرجان «أيام القاهرة الدولى للمونودراما»، عن مجمل أعمالى المسرحية، وشغلى فى المونودراما وأعمالى فى العموم، لأنه مهرجان دولى مهم فى مصرنا الحبيبة، وأضف إلى ذلك أننى عاشقة للمسرح، فهو بمثابة «بيتى» قبل أن يكون شغلي، فهو المكان الذى تربيت فيه، منذ كنت طفلة عمرى خمس سنوات، ويعتبر بالنسبة لى «معبد الحب»، الذى كنت، إن صح التعبير، «أتعبد فيه للفن»، ولذلك كانت سعادتى لا توصف.
وتمضى فى حديثها قائلة: لا أخفيك سراً، أخذت ثوانى من الوقت أستوعب فيها هذا الحدث الفنى الكبير بالنسبة لى وسط زملاء ونجوم ومخرجين، من مختلف أنحاء العالم، وناس كثير ة، عندما كنت على مسرح دار الأوبرا وهم ينادون على اسمى فى حفل افتتاح المهرجان لأحصل على التكريم الخاص بى، مما جعلنى أشعر بالنشوة والسعادة بعد سنين طويلة من العمل يتم تكريمى من خلال المسرح «بيتى».. المكان الذى عشقته – كما سبق وذكرت -، وأحببته منذ نعومة أظافرى وأنا طفلة صغيرة فى أبوظبى مع والدى، من خلال «مسرح الخميسى لعرائس القاهرة»، وحتى التحاقى بمعهد الفنون المسرحية، والجامعة، وحرصى يومياً على التواجد على خشبة المسرح، مع إنارة الأضواء الخفيفة لأتعبد فى محراب المسرح، كان يمنحنى ذلك طاقة إيجابية ومحبة، لا أستطيع وصف
مشاعرى على وجه التحديد وأنا على خشبة المسرح، ولكن أستطيع القول إنه مكانى وأرضى وحدى، أعبر من خلاله عن ما يطرأ بخاطرى، «أقول اللى نفسى فيه.. كل ما يدور فى رأسى وقلبى وحياتى»، بكل ما أمتلك من مشاعر وأحاسيس، ولذلك كانت لحظة مهيبة بالنسبة لى تكريمى من بيتى «المسرح»، وأستطيع القول عشت أجمل سبعة أيام فى حياتى قبل صعودى على المسرح لاستلام التكريم – ومازلت-، فى تلك الحالة من النشوة العظيمة، لافتة إلى أن زملاء كثيرين لها من الوسط الفنى حرصوا على المباركة لها على هذا التكريم، وإظهار محبتهم لها من قلوبهم أمثال بشري، لقاء سويدان، والأساتذة أشرف زكى، وأشرف عبدالباقي، وآخرين كثيرين الحقيقة.
وأكدت لقاء أن زوجها العزيز محمد عبد المنصف، كان سعيد جداً جداً – وأخذت تؤكد عليها - بهذا التكريم، لأنه يعى جيداً حبها للمسرح، ومطلع على كل حكايتها مع – المسرح -«أبوالفنون»، وصورها منذ أن كانت الطفلة التى تحكى رحلتها الطويلة على خشبة المسرح.
وأكدت «لقاء» أنها أجلت رحلتها إلى الخارج التي كان الغرض منها الاستجمام والعلاج فى نفس الوقت، إلى يوم 16 من الشهر الحالى، إلى ما بعد حفل التكريم الخاص بها، التى تعتبره حدثاً مهماً جداً بالنسبة لها، إن لم يكن الأهم بالنسبة لها على مستوى كافة التكريمات التى سبق وحصلت عليها، كما أن أولادها كانوا سعداء بتكريم والدتهم، خاصة الصور والفيديوهات التى توثق تكريمها فى حفل افتتاح المهرجان من خلال صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعى، كما أن ابنها الكبير كان حريصاً على مساندتها وسؤالها قبل الحفل «هتلبسى إيه.. وهتعملى إيه»، حتى لو هناك كلمة ستلقيها بعد تكريمها على خشبة المسرح.
وتصف لقاء لحظة حصولها على درع التكريم من الفنانة القديرة صفية العمرى، والدكتور أسامة رؤوف: «كانت لحظة فارقة فى حياتها» تحمل حباً كبيراً وثقة غالية منهما لشخصى المتواضع، ومنحتنى ثقة كبيرة أيضاً.
أما عن الجديد بالنسبة لها خلال الفترة المقبلة، فلم تتضح معالمه بعد – على حسب قولها-، وأن هناك مشاريع فنية جديدة تجمعها بصديقتها السيناريست منة الفقى، داخل وخارج مصر بإذن الله.
واختتمت حديثها الشيق بقولها: دعوات كل المحبين لنا بأن كل حاجة تبقى كويسة، وعلى ما يرام، خلال الفترة المقبلة بإذن الله.