الجمعة 26 ابريل 2024

عم مدبولي الممثل العبقري

21-9-2022 | 18:50

نجمنا العظيم حسن البارودي، ممثل عبقري من مواليد القاهرة عام 1890، وقد بزغ نجمه ومواهبه التمثيلية منذ صباه ومراهقته في فرق المسرح المدرسي في فترة ما قبل ثورة 1919، وفي هذا التوقيت بدأ حسن البارودي حكايته الفنية ومشوار ثري ترك خلاله بصمته القوية يشهد بها الستار المسرحي الذي كون به فرقة مسرحية مهمة طاف بها المحافظات المصرية حتى وصل إلى السودان الشقيق، منها ما وصل إلينا مثل مسرحية «سكة السلامة» و«السبنسة»، أما الشريط السينمائي فأعماله موثقة بين الأهم والأكثر جودة، منها أعماله الرائدة في الأربعينيات مثل أدواره في أفلام «علي بابا والأربعين حرامي وبنت ذوات وأولاد الفقراء والعامل وكرسي الاعتراف»، وفي الخمسينيات قدم حسن البارودي «الأفوكاتو مديحة، بلال مؤذن الرسول، حلاق بغداد، درب المهابيل، لحن الوفاء، إسماعيل ياسين في البوليس، الفتوة وباب الحديد»، ليستمر في العطاء خلال حقبة الستينيات ليقدم: «زقاق المدق، أمير الدهاء، والطريق»، ليتوج هذه الفترة بعمله في السينما العالمية مع شارلتون هيستون في فيلم «الخرطوم» عام 1966، عندما تشاهد الصدق الذي لا نظير له في عيني هذا الفنان المبدع، والدموع تتلألأ في عينيه عندما يصرخ قناوي ـ يوسف شاهين ـ عم مدبولي.. متسبنيش يا عم مدبولي، لابد أن تبكي، ثم تشاهده في عمل آخر هو «الزوجة الثانية» وهو ينصح أبو العلا بالآية الكريمة وهي حق أراد بها البارودي باطلا: «وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول....» إلى آخر الآية، لابد أن تلعنه، هذا هو الصدق الفني، إلى أن قدم في عام 1973 آخر أدواره في فيلم «العصفور» ليوسف شاهين قبل أن يرحل عام 1974 تاركا رصيدا ضخما من الجودة، بعد أن تعرض لضعف شديد في البصر قبل رحيله، لدرجة أنه كان يقف على المسرح فلا يرى جمهوره، وعندما توفي صديقه الصدوق حسين رياض، وقع البارودي في شرنقة الاكتئاب حتى وفاته.