23-9-2022 | 13:59
نانيس جنيدي
نجم الكوميديا والمونولوجيست الأشهر فى تاريخ الفن المصرى الفنان الكبير الراحل إسماعيل ياسين، ولد ياسين فى محافظة السويس، وانتقل إلى محافظة القاهرة فى بدايات الثلاثينيات بحثًا عن مشواره الفنى كمطرب، فكانت لديه القناعة بأنه يستطيع أن يكون مطرباً مشهوراً ولديه مقومات المطرب، إلا أن طريقه كان مختلفاً ورسم له القدر مساراً آخر لخطواته الفنية فكان شكله وملامحه وخفة ظله حاجزاً بينه وبين الغناء، وقد امتلك إسماعيل الصفات التى جعلت منه نجما من نجوم الاستعراض.
بداية إسماعيل ياسين مع المونولوج
كانت أمنية سمعة أن ينافس محمد عبدالوهاب فى الغناء، فلطالما عشق أغانيه ورددها حتى شعر بأنه سيكون يوماً ما مطرباً عظيماً ينافس موسيقار الأجيال فى الغناء، ولكن رياح الفن لم تأت بما اشتهت سفينة المونولوجيست الأشهر، ففتح فن المونولوج ذراعيه ليستقبل فناناً موهوباً بالفطرة، يخطو أولى خطواته الفنية ومازال غضاً لا يُعرف له طريق.
بدأت رحلة إسماعيل ياسين مع فن المونولوج عام 1935، ومنه صنع لنفسه اسماً معروفاً، وشعبية كبيرة، حتى أصبح أبرز روّاده على امتداد عشر سنوات حتى عام 1945، صعود إسماعيل ياسين مع فن «المونولوج» والشهرة الطاغية التى حصدها، جاءت من خلال فرقة «بديعة مصابنى»، حيث ألقى «المونولوجات» فى الملهى الخاص بها فى البداية، ثم واصل إبداعاته مع المونولوج بمشاركة رفيق رحلة كفاحه أبوالسعود الإبيارى، الذى كتب له معظم وأشهر مونولوجاته.
ذاع صيت إسماعيل ياسين فى المونولوج فوصل إلى ميكروفون الإذاعة، وأصبح يلقى المونولوج فى الإذاعة، نظير مبلغ مالى 4 جنيهات عن المونولوج الواحد، وهذه مكانة كبيرة وكان الأجر شاملا أجر التأليف والتلحين، وهو يعتبر أجرا عاليا فى ذلك الوقت من الثلاثينات من القرن الماضى.
قدم سمعة عشرات المونولوجات التى مازالت حاضرة فى أذهان جماهيره ليس فقط من جيله بل على مدى أجيال متتابعة لم تعاصره، ومن أشهر مونولوجاته: «الحموات» من تأليف سعد عبد الرحيم، ولحن إسماعيل ياسين، الحب بهدلة بمشاركة محمود شكوكو، وما تستعجلشى، وعينى علينا يا أهل الفن».
وفى حوار نادر له تحدث سمعة عن المونولوج وعلاقته به وقال الفنان الراحل إسماعيل ياسين، إنه يحب تقديم «المنولوجهات» فى المناسبات المميزة، موضحا .. « ده واجب وطنى ولازم الإنسان يكون على استعداد أنه يقدم حاجة لطيفة».
وأضاف إسماعيل ياسين، خلال لقاء نادر لـ برنامج «عرض خاص»، أن «المونولوج» له مؤلفون مختصون وهم يحصلون على أجر أقل من مؤلفى أغانى التليفزيون ، وهو سبب تراجع فن المونولوج .
وتابع «ياسين».. أن فن المونولوج له مؤلفون مختصون، موضحا: «مش أى مؤلف يقدر يكتب مونولوج ولازم كاتب مخصوص له .. ولازم المونولوج يبقى ليه هدف وبيضحك».
كانت قصة نجاح إسماعيل ياسين فى عالم المونولوج قصة مشتركة فكان رفيق عمره هو الشاعر أبو السعود الإبيارى والذى كتب له أولى مونولوجاته فعلاقة صداقة نشأت بينه والفنان إسماعيل ياسين منذ أن عملا بكازينو بديعة مصابنى، وخاصةً بعدما حقق سُمعة نجاحا بعد غناء مونولوج «بوريه من الرجالة» من كلمات الإبيارى.
ومن بعدها بدأ الإبيارى دخول مجال السينما وكان صديقه سمعة رفيق دربه، اقتحم الإبيارى مجال السينما كان أول عمل يقدمه للسينما هو فيلم «لو كنت غنى» مع بشارة واكيم عام 1942.
أشرك إسماعيل ياسين فى أفلامه التى كتبها لنجوم آخرين قبل إسناد أدوار البطولة له، فجعله يشارك فى أفلام بطلها فريد الأطرش مثل: «عفريتة هانم، آخر كدبة، عايز أتجوز، لحن حبى».. وغيرها، وأشركه أيضا فى أفلام من بطولة أنور وجدى مثل «دهب، وياسمين»، وجميع الأفلام التى كتبها فى تلك الفترة لمحمد فوزى، وهذا من شدة إيمانه بموهبة صديقه.
ظل إسماعيل ياسين يعلو فى مجال المونولوج قبل السينما والذى كان بوابة مرور له لعالم السينما وهو العالم الأكبر والأوسع والأشمل فقدم عشرات الأفلام وأصبح الكوميديان الأشهر فى الوطن العربى آنذاك وظل نجمه يعلو ويعلو حتى غير منحنى حياته اتجاهه وبدأت الأزمات تحاصره وبعد أن كان النجم الأعلى أجرًا أصبح العمل بالنسبة له شحيحاً وشبه منعدم، فاضطر للعودة للمونولوج مرة أخرى فى أحد الملاهى الليلية ليثبت المونولوج وفاءه وولاءه للمنولوجيست الأول فى العالم العربى ويقول له إنه الوحيد الذى لن يتركه مهما تغيرت الظروف والأزما