الجمعة 19 ابريل 2024

فى الذكرى الـ 10 لرحيل «الولد الشقى» سر هروب أحمد رمزى من الجمهور!!

الفنان الراحل احمد رمزي

24-9-2022 | 13:18

طه حافظ
هو أحد «جانات» السينما المصرية، الذى اعتمد عليه ج والمخرجون فى حقبة الخمسينيات والستينيات، فى كثير من الأعمال التى أضاف إليها على الرغم من قيامه بالدور الثانى فيها، لكن طلته المميزة كانت كفيلة بإنجاح أى عمل يشارك به. إنه «الولد الشقى» و«خفيف الظل»، الفنان والنجم الكبير أحمد رمزى، الذى تحل علينا فى شهر سبتمبر الجارى ذكرى وفاته، وعلى الرغم من شقاوته وخفة ظله اللتين عرف بهما، إلا أن أشهر تصريحاته أنه كان يهرب من الجمهور؛ لأنه كان يخشى مواجهته، مؤكداً أنه دائماً كان يشعر بالخجل والارتباك أثناء مواجهة الجمهور، كما كان فى معظم الأوقات يرفض الحوارات التليفزيونية التى يتواجد بها جمهور. وُلد الفنان أحمد رمزى فى ٢٣ مارس عام ١٩٣٠‏ لأب طبيب مصرى وأم أسكتلندية، درس فى مدرسة الأورمان، ثم مدرسة فيكتوريا، إلى أن التحق بكلية الطب بناءً على رغبة والده الطبيب وشقيقه حسن الطبيب أيضاً، لكنه رسب فى كلية الطب ثلاث سنوات، ولم يكن يرغب أن يكون طبيباً، فانتقل إلى كلية التجارة، التى أكمل دراسته بها إلى أن تخرج فيها وحصل على درجة البكالوريوس. علاقته بالسينما ارتبط رمزى بالسينما التى كانت معشوقته، وكانت علاقة الصداقة التى تربطه بعمر الشريف الذى كان يهوى السينما أيضاً من العوامل التى رسخت الفكرة فى ذهنه، وكان هناك لقاء دائم بين رمزى وعمر وشخص آخر، وفى أحد هذه اللقاءات التقى هذا الثلاثى بالمخرج يوسف شاهين، الذى خاض معهم حواراً مطولاً، وظل لدى «رمزى» أمل أن يختاره «شاهين» فى أحد أفلامه، ولكنه فوجئ ذات يوم بعمر الشريف يخبره بأن شاهين اختاره ليكون بطل فيلمه الجديد «صراع فى الوادى» فى عام 1954وصدم «رمزى» لكنه لم يحزن لأن الدور ذهب لصديق عمره، لكن الحلم ظل يراوده، وعندما أسند «شاهين» البطولة الثانية فى نفس العام لـعمر الشريف فى فيلم «شيطان الصحراء» ذهب معهما «رمزى» وعمل كواحد من عمال التصوير حتى يكون قريباً من معشوقته، السينما. بدايته الفنية فى إحدى الليالى كان رمزى جالساً فى صالة البلياردو كعادته، فلمحه المخرج حلمى حليم، الذى لاحظ سلوكه وتعبيراته، فعرض عليه العمل معه فى السينما، فاستقبل رمزى هذا العرض بسعادة غامرة، لتكون انطلاقته الأولى من خلال فيلم «أيامنا الحلوة» فى 1955، والطريف أن البطولة كانت مع صديقه عمر الشريف والوجه الجديد وقتها عبدالحليم حافظ، مع النجمة فاتن حمامة. الانطلاقة الحقيقية انطلق أحمد رمزى بعدها وقدم أعمالاً مهمة عبرت عن مشاعر ومشكلات شباب العشرينيات، وتوالت أدواره حتى بلغ عدد الأفلام التى شارك فيها 100فيلم فى 20 عاماً، هى عمره السينمائى الذى أنهاه أول مرة بمنتصف السبعينيات بعد انتهائه من تصوير فيلم «الأبطال» مع فريد شوقى، ليعلن منذ ذلك التاريخ الاعتزال، بعد أن شعر بأن الأوان لم يعد له، مع بروز نجوم شباب مثل نور الشريف ومحمود ياسين ومحمود عبد العزيز، فآثر الابتعاد حتى تظل صورته جميلة فى عيون جمهوره الذى اعتاد عليه بصورة معينة، فكان الاعتزال الذى استمر بضع سنوات، لكنه عاد فى نهاية السبعينيات مع عودة سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، للتمثيل من خلال حكايات «حكاية وراء كل باب»، وهى عبارة عن فيلم تلفزيونى يتكون من أربعة أفلام قصيرة، من تأليف الكاتب الكبير توفيق الحكيم والكاتبة كاتيا ثابت، وفى كل فيلم تعرض مشكلة مختلفة، والأربعة أفلام بطولة النجمة فاتن حمامة مع أبطال مختلفين، وهى على الترتيب: «موقف مجنون» بطولة أحمد رمزى، «أريد أن أقتل» بطولة أبو بكر عزت وصفية العمرى، «النائبة المحترمة» بطولة أحمد مظهر، و«ضيف على العشاء» بطولة جميل راتب ونادية ذو الفقار ومحمد السبع، ويتحدث كل فيلم منها عن قضية اجتماعية معينة تقع لامرأة، ويتناول كل ما يحدث لها، وهى من إخراج سعيد مرزوق. بعد أن شارك فاتن حمامة حكاية «أريد أن أقتل» كان قرار أحمد رمزى بالغياب مرة أخرى، بعد انشغاله فى مشروع تجارى ضخم اعتمد على بناء السفن وبيعها، لكن فى منتصف عقد التسعينات كان قرار رمزى بالعودة إلى عالم التمثيل مرة أخرى من خلال عدة أعمال بدأها بفيلم «قط الصحراء» مع يوسف منصور ونيللى، وفيلم «الوردة الحمراء» مع يسرا، ومسلسل «وجه القمر» مع فاتن حمامة، مؤكداً فى ذلك الوقت أن عودته كانت من أجل المال. أهم أعماله السينمائية منذ مشاركته الأولى فى فيلم «أيامنا الحلوة» فى 1955، قدم الفتى الشقى نحو 100 فيلم خلال عشرين سنة، شارك خلالها مع أهم النجوم والنجمات فى ذلك الوقت، ومن أهم تلك الأفلام «أيامنا الحلوة»، «أيام وليالى»، «حب ودموع»، «صراع فى الميناء»، «القلب له أحكام»، «بنات اليوم»، «شياطين الجو»، «صراع مع الحياة»، «الكمساريات الفاتنات»، «الوسادة الخالية»، «تمر حنة»، «ابن حميدو»، «الشيطانة الصغيرة»، «الأخ الكبير»، «إسماعيل يس فى الأسطول»، «إسماعيل يس فى دمشق»، «شباب مجنون جداً»، «شقة الطلبة»، «الخروج من الجنة»، «المراهقة الصغيرة»، «الأصدقاء الثلاثة»، «شقاوة رجالة» «الشقيقان»، «صبيان وبنات»، «العقلاء الثلاثة»، «هى والرجال»، «ليلة الزفاف»، «المغامرون الثلاثة»، «حكاية العمر كله»، «بنت الحتة»، «الباحثة عن الحب»، «الشياطين الثلاثة»، «الابن المفقود»، «أول حب»، «آخر شقاوة»، «من أجل حنفى»، «اعترافات زوج»، «العريس يصل غداً»، «شقاوة بنات»، «عائلة زيزى»، «جواز فى خطر»، «الأشقياء الثلاثة»، «مذكرات تلميذة»، «السبع بنات»، «شجرة العائلة»، «الزوج المتشرد»، «غراميات امرأة». الإنتاج لم يكتفِ النجم أحمد رمزى بالمشاركة كممثل فقط فى الأعمال السينمائية، بل شارك فى بعض الأعمال كمنتج لها، إيماناً منه ببعض القصص التى تحمس لها ولإنتاجها، ومن تلك الأفلام «لا تطفئ الشمس» مع فاتن حمامة عام 1961 ليقدم به دور «ممدوح» على الرغم من صغر مساحة الدور، ثم أنتج فيلم «برج المدابغ» ولم يشارك فى تمثيله. قائمة الأفضل فى القرن العشرين اقتحم أحمد رمزى قائمة أفضل مائة فيلم على مدار القرن العشرين من خلال أفلام «أيامنا الحلوة»، «ثرثرة فوق النيل»، «أين عمرى»، التى شارك بها، واختيرت ضمن الأفضل على مدار القرن الماضى. وفاته.. ووصيته عاش الفنان الراحل أحمد رمزى سنواته الأخيرة بإحدى قرى الساحل الشمالى، فأحبه أبناء القرية وعقدوا معه صداقة قوية، حتى يوم وفاته فى 28 سبتمبر 2012، حينما توفى على أثر جلطة دماغية فور سقوطه الحاد على الأرضية نتيجة اختلال توازنه فى حمام منزله، انتهت بوفاته وقد شيعت جنازته بشكل بسيط فى أحد مساجد الساحل الشمالى، ودفن هناك بشكل فى غاية البساطة والهدوء بناءً على وصيته.