السبت 20 ابريل 2024

الدراما .. وتحديات السوشيال ميديا

26-9-2022 | 14:55

قد لا ينتبه الكثيرون إلى أن صناعة الدراما بكافة أنواعها وتنوعها ومجالاتها خاصة الدراما التليفزيونية والسينمائية لم تعد تتحدى فقط ما كانت تواجهه من تحديات وصعوبات تقليدية وقديمة قدم تاريخ الدراما نفسها على سبيل المثال (وليس الحصر) العمل على تقديم عمل فني يلبي إحتياجات ورغبات المشاهدين وكيفية العمل على جذب المشاهد وتقديم موضوعات وقضايا مهمة جدا  في المضمون ، فيما تحتوى على عناصر الجذب والتشويق على مستوى الصورة والشكل .

ولحد وقت قريب وقبل ظهور و إستحواذ الشبكة العنكبوتية الانترنت بما لها من تأثير قوي على المشاهد فقد أثبتت العديد من الدراسات أن الإنسان خاصة فئة الشباب يذهب معظم وقته وتركيزه إلى الانترنت  خاصة وسائل التواصل الإجتماعي مثل الفيس بوك وتويتر وانستجرام وتيك توك ...الخ، وبات المشاهد يعتمد عليها بعدما كان يستقى معلوماته وأفكاره من المسلسلات الدرامية التليفزيونية والأفلام السينمائية والتى هي بدورها تشكل سلوكه واتجاهاته تجاه قضاياه الشخصية وأيضا قضايا وطنه وكل القضايا العامة وما أكثرها والتى تؤثر تأثيرا مباشرا وغير مباشر على الأسرة والمجتمع .

 حتى أواخر القرن الماضي كان فريق أي عمل فني سواء مخرجين أو مؤلفين او ممثلين وباقي العناصر الاخري من تصوير وموسيقى وديكور وكل العناصر تسعى جاهدة على الإستحواذ على المشاهد وكانت التحديات معروفة ، اما وقت عرض المنتج الفني وما هو معروف بوقت ذروة المشاهدة والمناسبات مثل الإجازات الصيفية والأعياد وشهر رمضان الكريم..الخ أو منافسه عمل فني لأعمال درامية أخرى ، و للأمانة وعلى مدى تاريخنا الدرامي التليفزيوني قدمت أعمالا درامية أعتقد انها شكلت وعي الجمهور وثقافته وأصبحت تلك الأعمال جزءا لا يتجزأ من شخصية المشاهد المصري والعربي بل ان معظم هذه الأعمال نجحت في تحدي الزمان وعاشت وما زالت تعيش بين الأجيال سواء التى عاصرتها أو الأجيال الشابة التى لم تعاصرها فمن ينسى مسلسل أولاد ادم والشهد والدموع وبوابة الحلواني وملحمة ليالي الحلمية وهوانم جاردن سيتي وما قبلها وما بعدها ومئات الأعمال الدرامية التى سوف تعيش على مر العصور والأجيال .
  والسؤال الذي يطرح نفسه _وبقوة _ هل تستطيع صناعة الدراما وتنجح في التغلب على التحديات الجديدة وهي تغول الانترنت والتواصل الإجتماعي وسيطرته على عقل ووقت وتفكير المشاهد خاصة ان الدراما وصناعة الدراما نجحت في الإستفادة من التطور التكنولوجى والعالم الفضائي وادخالها في بناء وصناعة العمل الفني ؟
 أعتقد ان التحدي كبير وليس سهلا كما قد يتصوره البعض وعلى كل العاملين في صناعة الدراما وضع هذه التحديات في الإعتبار متدرعة بما لها من إمكانيات جذب المشاهد وأعتقد ان هذا يتحقق اذا قدمت الدراما المشاكل والقضايا التى تمس صميم المشاهد وتناقش مشاكله وتشكل وعيه وسلوكه حتى لا نتركه فريسه سهلة للشبكة العنكبوتية ووسائل التواصل الإجتماعي ، ومن هنا تأتى قمة المنافسة لجعل كل فريق العمل يقدم أفضل ما عنده ، لنرى أعمالا درامية مثل التى رأينها فى السابق وشكلت ثقافة ووعي المشاهد ومازالت تعيش بيننا حتى الأن.