فنانة كبيرة، صاحبة البصمات الخاصة، ليست فقط كونها ممثلة كبيرة ومنتجة سينمائية مهمة، بل لأنها حالة إنسانية استثنائية تجلت عندما طلت علينا عبر فيديو على السوشيال ميديا لتعلن تبرعها بأعضائها بعد وفاتها لمن يحتاجها؛ مما أثار إعجاب الجمهور وأضاف الكثير لرصيدها من حب واحترام وتقدير.
هى النجمة الجميلة إلهام شاهين التى قدمت أعمالاً مهمة للمكتبة السينمائية والتليفزيونة، حيث تجاوز رصيدها السينمائى المائة فيلم، بجانب أكثر من 50 عملاً درامياً تليفزيونياً.
أعمال مهمة جعلتها فى مكانة خارج المنافسة، أعمال حصدت عليها الكثير من الجوائز حتى لقبت بـ«صائدة الجوائز»، وآخرها منذ أسابيع من مهرجان القاهرة للدراما، وأيضاً مشاركتها فى فعاليات «مهرجان الأمل السينمائى» الدولى بروما كرئيسة للجنة التحكيم.
التقت بها «الكواكب» فى حوار خاص من القلب تتحدث فيه عن أهم الجوائز فى مشوارها، وأيضاً عن الضجة التى أحدثتها مؤخراً بعد قرار تبرعها بأعضائها، ورأيها فى خطوات إلهام الصغيرة، كما تحدثت عن العمل الرمضانى المقبل الذى يجمعها بالكاتب الكبير إبراهيم عيسى، وغيرها من التفاصيل فى الحوار التالى...
شاركتِ مؤخراً بالدورة الثانية من مهرجان الأمل السينمائى الدولى بروما كرئيسة للجنة التحكيم.. حدثينا عن المهرجان وسبب اختيارك؟
الحقيقة أنا سعيدة جداً بمهرجان «الأمل»، وبالفعل كرمت فى دورته الأولى بستوكهولم العام الماضى، وأخبرونى بأنهم يختارون المكرمين من الممثلين الذين بالفعل قدموا أدواراً لشخصيات من ذوى الهمم وشخصيات أُصيبوا بأمراض نادرة؛ ولأنى بالفعل قدمت فيلم «خالى من الكوليسترول» بدور أم من ذوى الاحتياجات الخاصة تم تكريمى فى الدورة الأولى. وكان الافتتاح فى ستكهولم، والختام على مركب إلى فنلندا وكانت رحلة رائعة.
أما هذا العام، فقد أُقيم المهرجان فى أكثر من دولة أوروبية، حيث كان الافتتاح فى روما، وبدأت رحلة مشاهدة الأفلام من جينوه الإيطالية، وفى اليوم الثانى من مارسيليا بجنوب فرنسا، وكان ثالث يوم فى برشلونة بإسبانيا وساردينيا بإيطاليا، وبالفعل هى تجربة جديدة من نوعها، ولم تحدث من قبل، وأنا سعيدة جداً بفكرة المهرجان؛ لأن به حالة إنسانية عظيمة جداً، وشاهدت نوعية من الأفلام لم أشاهدها بالمهرجانات الأخرى.
وما تقييمك لأفلام المهرجان.. وهل كانت هناك صعوبة فى التقييم؟
ومن منطلق متابعتى الجيدة للمهرجانات وتواجدى فى الكثير من لجان التحكيم ومشاهدتى لنوعيات مختلفة من الأفلام أستطيع أن أقول بالفعل إن جميع الأفلام المشاركة فى «مهرجان الأمل» بها حالات على درجة عالية من الإنسانية ومؤثرة جداً، وتم اختيارى هذا العام كرئيسة لجنة التحكيم للأفلام القصيرة والتسجيلية ورأيت أفلاماً رائعة، أغلبها لأبطال من ذوى الهمم وأصحاب أمراض نادرة جداً، وجميعها مبهرة، وهذا وضعنا فى حيرة شديدة لوضع النتائج لأنه على مستوى فنى وإنسانى عالٍ جداً.
أيضاً شاركتِ كعضو لجنة تحكيم فى مهرجان كازان السينمائى الدولى.. حدثينا عن تلك المشاركة؟
مهرجان كازان من المهرجانات التى أحترمها وأحبها، كثيراً، فهو مهرجان ثقافى يضم دائماً مجموعة من الأفلام على مستوى راقٍ وعالٍ جداً؛ ولأنه مهرجان خاص بالدول الإسلامية نجد الأفلام به على قدر كبير من الصوفية، وموضوعاتها بها عمق وفلسفة دينية، وبالطبع شاهدنا أفلاماً من عددة دول لا نعتاد على مشاهدتها فى كثير من المهرجانات، مثل أفلام من كازاخستان وإيران والهند وسيريلانكا.. والحقيقة استمتعت جداً؛ لأن الأفلام على مستوى عالٍ.. وكانت مشاركتى الأولى بهذا المهرجان فى2010 عن فيلم «واحد صفر»، الذى حصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة، ثم دعيت إليه مرة أخرى 2017 كضيف شرف واُستقبلت استقبالاً حافلاً من رئيس دولة تتارستان شخصياً، وأُقيم عشاء على شرفى يوم افتتاح المهرجان وفى حضور مفتى روسيا، وذهبت بفيلم من إنتاجى، وهو «يوم للستات» الذى حصل على ثلاث جوائز، كما حصلت عنه على جائزة «أحسن ممثلة»، وكنت سعيدة جداً بهذا التكريم، ثم شاركت هذا العام بمهرجان كازان كعضو لجنة تحكيم.
حصدتِ الكثير من الجوائز على مدار مشواركِ الفنى.. ومازالت المسيرة مستمرة.. ما أقرب تلك الجوائز وأكثرها أهمية للفنانة إلهام شاهين؟
الحمد لله، معظم أفلامى سافرت مهرجانات وحصلت على العديد من الجوائز، وأنا شخصياً حصلت على الكثير من الجوائز والتكريمات على مدار مشوارى، وجميع تلك الجوائز مهمة وغالية على قلبى، كما أن أفلامى حصلت على الكثير من الجوائز، وهناك أفلام بعينها من إنتاجى أخذت الكثير من الجوائز مثل فيلم «يوم للستات»، الذى حصد 22 جائزة، وفيلم «خلطة فوزية»، الذى حصد 17 جائزة، وكذلك فيلم «واحد صفر»، الذى حصل على 50 جائزة، وأيضاً آخر فيلم تم تصويره وهو «حظر تجول»، الذى حصل على 25 جائزة حتى الآن، وغير ذلك من الجوائز التى توقفت عن عدها بعد الرقم «100»، لكن كل جائزة حصلت عليها لها خصوصيتها وأهميتها إلى قلبى.
هل فكرة تقديم مسلسل شخصية «شجرة الدر» مازالت قائمة.. وما الذى استفزك فى تجسيد شخصيتها؟
شجرة الدر شخصية رائعة؛ لأنها امرأة قوية جداً، استطاعت أن تتقلد مقاليد الحكم بكثير من الحكمة والحنكة، وهو ما تجلى عندما توفى زوجها الحاكم ولم تخبر أحداً بموته، مدعية أنه مريض حتى لا تحدث بلبلة بين الجنود، واستمرت هى فى الحكم تصدر التعليمات قد تضعف من معنويات الجنود والجيش الذى كان فى حالة حرب، فهى بالفعل نموذج رائع لامرأة شديدة القوة، للكاتب الكبير يسرى الجندى، وكنت أتمنى أن أظهره للنور، ولكن للأسف لم أستطع لأن الأعمال التاريخية مكلفة جداً.
ماذا عن مسلسل «حضرة العمدة» المقرر مشاركته فى الموسم الرمضانى 2023؟
المسلسل للكاتب الكبير إبراهيم عيسى وإخراج عادل أديب وإنتاج محمد محمود عبد العزيز، وبالفعل تلقيت عرضاً للمشاركة به، ورحبت بالعمل جداً لأنى أحب كتابات إبراهيم عيسى، وأشعر أننا معاً سنقدم عملاً جيداً، ولكن الحقيقة ليس لديّ أى معلومات لأدلى بها لأننا مازلنا فى مرحلة الكتابة.
ماذا عن فيلم «بنات صابرة» وآخر ما توصل إليه؟
فيلم «بنات صابرة» يناقش موضوعاً مميزاً وهو قضايا زواج القاصرات وختان الإناث، والفيلم كتابة سارة شولح، ولكن الحقيقة توقفنا عن إكمال التصوير لأن أغلبنا انشغل بأعمال رمضان؛ لأننا مرتبطون بمواعيد عرض، وللأسف الأعمال التليفزيونية تعرقل السينما، ولكن المشاريع السينمائية مازالت قائمة وإن كانت مؤجلة بعض الشىء.
يحيي الفخراني و ليلى علوي و الهام شاهين من حفل ختام مهرجان الامل السينمائي
لكِ علامات سينمائية بارزة.. من وجهة نظرك ما أكثر تلك الأعمال التى صنعت تاريخ إلهام شاهين؟
الحقيقة كى أتحدث عن الأدوار السينمائية التى صنعت تاريخى سأظل أتحدث كثيراً لأنى قدمت 101 فيلم سينمائى، أغلبها أدوار أعشقها، بداية من أول بطولة فى حياتى بفيلم «الهلفوت» الذى جمع عمالقة أمثال عادل إمام ووحيد حامد ووسمير سيف، وبالفعل أعتبره انطلاقتى السينمائية الأولى، فضلاً عن حصولى من خلاله على أول جائزة «أحسن ممثلة»، لذلك «الهلفوت» له خصوصية لديّ وبعده توالت الأعمال، ومنها فيلم «السيد قشطة» مع عادل أدهم، ثم فيلم «أيام الغضب» الذى أخذت عنه العديد من الجوائز من إخراج منير راضى، وبعدها انطلقت لمرحلة أخرى مثل فيلم «موعد مع الرئيس» و«يا دنيا ياغرامى» الذى حصدت عنه العديد والعديد من الجوائز وأيضاً «دانتيلا» و«الجنتيل» و«هارمونيكا» و«الهروب إلى القمة» و«سوق المتعة» و«الرغبة» و«خلطة فوزية» و«يوم للستات» و«حظر تجول»، وأيضاً فيلم «عليه العوض» مع المخرج الكبير على عبد الخالق.
وماذا عن الأعمال التليفزيونية القريبة إلى إلهام شاهين؟
بالنسبة لأعمالى التليفزيونية، فقد قدمت أكثر من 50 مسلسلاً، ويوجد الكثير منها قريب لقلبى مثل «نصف ربيع الآخر» و«الحاوى» و«البرارى والحامول» و«ليالى الحلمية» و«مسألة مبدأ» و«نجمة الجماهير» و«قصة الأمس» و«قضية معالى الوزيرة» و«امراة فى ورطة»، فهى حقاً جميعها علامات مهمة جداً.
ما رأيك فى الدراما التليفزيونية الآن.. والأعمال التى تقدم فى 15 حلقة؟
أنا سعيدة جداً بالمسلسل الذى يعرض فى 15 حلقة أو 10 حلقات أو حتى 5 حلقات، فهى فى الحقيقة تجارب رائعة وتتميز بالإيقاع السريع الخالى من المط والتطويل وإضافة خطوط فرعية لمجرد ملء الثلاثين حلقة، وهذا مميز جداً، ولذلك أستطيع أن أقول إن الدراما تطورت، واستطاعت المنصات الإلكترونية إنقاذ حال الدراما التليفزيونية؛ لأنها غير مرتبطة بميعاد عرض، ولا تحديد لعدد الحلقات، فهذا فى حد ذاته مريح للكاتب.
ما رأيك فى أولى خطوات إلهام الصغيرة من خلال الفيلم الخطير؟
كانت أولى خطواتها مفاجأة كبيرة لى؛ لأنها قامت ببطولة فيلم قصير وهو أول فيلم فى حياتها ويمثل مصر فى المسابقة الرسمية لمهرجان فينيسيا، وهو أكبر مهرجانات العالم فى الحقيقة فهذا شىء رائع ومشرف، أنا سعيدة جداً وفخورة بها، وأقول لإلهام وللمخرجة كوثر يونس «برافو، برافو، برافو»، وهذه الخطوة المهمة طمأنتنى عليها. إلهام بالفعل موهوبة جداً، وهذا ظهر منذ نعومة أظافرها، فهى تحب كافة أنواع الفنون وليس التمثيل فقط، بل الرسم والغناء والموسيقى، وأرى أنها اختارت الطريق الصحيح الذى يتناسب مع حجم موهبتها، وأتوقع لها مستقبلاً مميزاً وناجحاً .
خطوتكِ الإنسانية حول تبرعكِ بأعضائكِ.. كيف كانت بداية الفكرة ومن شجعكِ عليها.. ولماذا قررتِ توثيقها بنشر فيديو؟
الحقيقة أن صاحب الفكرة ومبادرة التبرع بالأعضاء هو الدكتور خالد منتصر، المفكر والطبيب وصديقى العزيز، وقد أعجبتنى جداً هذه المبادرة، وبالفعل أنا أفكر فيها من فترة كبيرة لأن أبى، رحمة الله عليه، تعرض لوعكة صحية شديدة، حيث كان مريض كبد، وحدث تليف وكان يحتاج لنقل كبد، ولكن القدر لم يمهلنا، وبعد وفاته أخذت أفكر لو أن هناك تبرعاً بالأعضاء بعد الوفاة بالفعل سننقذ حياة الكثير من الناس، أو على الأقل سنريحهم من الألم، وأنا أرى أنه شىء إنسانى عظيم جداً ومتحضر، ولذلك فضلت توثيق رغبتى فى فيديو يراه العالم كله، ويكون إقراراً منى أمام العالم بالصوت والصورة التبرع بأعضائى السليمة بعد الموت.
أيهما يثير مخاوف إلهام شاهين أكثر.. التقدم فى العمر أم الموت؟
لا أخاف من أى منهما، فالتقدم فى العمر شىء طبيعى ومنطقى ولابد منه، كما أن الموت راحة، ولكن ما أخاف منه هو المرض؛ لأنه أكثر شىء يمكنه أن يكسر الإنسان، فلا أخاف من التقدم فى العمر طالما أن الله وهبنى الصحة.
مازالتِ تتمتعين بقدر كبير من الجمال.. أين الرجل من حياة إلهام شاهين.. ألم يطرق الحب قلبكِ من جديد؟
الجمال ليست له علاقة بالحب، فالحب شىء قدرى وليس قراراً له توقيت، أو شروط مثل الجمال أو العمر، وبالطبع لا يدخل رجل فى حياتى إلا إذا أحببته.