يقول الناقد الموسيقى أحمد السماحى، اختفاء الأغنية الجماعية يرجع إلى عدة أسباب أولها عدم تفضيل بعض المطربين الحاليين  للغناء الجماعي على العكس من الماضي، وثانيا عدم وجود ملحن صاحب فكر غنائى مثل سيد درويش وبليغ حمدي وإبراهيم رجب وسيد مكاوى الذين برزوا فى تلحين الأغنية الجماعية، وأيضا اختفاء الظرف السياسى الذى يسمح بتقديم هذا اللون من الغناء، حيث شهد مطلع القرن الماضى، ظهور نمط فنى جديد، انفرد بتقديم أغانٍ مختلفة، عن تلك التى كانت سائدة باللونين العاطفى والغزلى، تمثّل بطرح أغنيات ذات مواضيع وألحان جديدة، تتغنى بالوطن والإنسان والمهن، وكان الفنان سيد درويش، أحد أبرز من قدّم هذا اللون، وفى منتصف الستينيات عاد وازدهر هذا اللون على يد الملحن الكبير إبراهيم رجب، الذى كان مهموما بالأغنية الجماعية وصاحب الأغنية الشهيرة (تعيشى يا بلدى) التى يقول مطلعها :

تعيشى يا بلدى يابلدى تعيشى

تعيشى يا بلدى وزرعك أخضر و مندى

تعيشى يا بلدى وعلمك مرفوع على يدى

تعيشى واسمك فى الكون بيلالى

تعيشى ومكنك شغال طوالى

وواصل السماحى، أدرك إبراهيم رجب أنه من خلال الأغنية يتشكل وعى الشعوب ويمكن تعبئتهم وتوجيههم، وأن الأغنية ساهمت بشكل فعال ضد المستعمر كما ساهمت فى تعميق ثقة الشعب بقدراته وقدرته على فعل المستحيل كما حدث عقب هزيمة ٦٧ حتى إنجاز نصر أكتوبر المجيد، لهذا كان حريصا على تقديم الأغنية الجماعية، وساعده شعراء مهمومون بتقديم الأغنية الجماعية وتقديم موضوعات اجتماعية مختلفة عن الأغنية العاطفية.

وتابع السماحى: جاء (بليغ حمدى) ونظرا لغزارة إنتاجه اتجه بقوة إلى الأغنية الجماعية واستمتعنا معه بأغنيات من خلال (ثلاثى المرح وثلاثى النغم) كثيرة جدا أبرزها وأهمها: أغنية (الله أكبر باسم الله) أيقونة أغنيات حرب أكتوبر، وبعيدا عن (بليغ) قدم الثلاثى المرح أغنيات مهمة محفورة فى وجداننا حتى الآن وتذاع بصفة مستمرة أهمها :(أهو جه يا ولاد، وافرحوا يا بنات يلا وهيصوا، وسبحة رمضان).. وغيرها.