قال الموسيقار هانى شنودةً: بعض الغناء الآن أصبح مسخاً ومشوهاً، فالأغنية تقدم بعصبية وتهور دون تكنيك، عكس ما كان يقدم من قوة فى الغناء قديماً، ولا يمكن إغفال عوامل عديدة تسببت فى الأزمة على مدار سنوات منها الفضائيات وتحكمها فى الذوق العام للجمهور، والقرصنة على الإنترنت، والسوشيال ميديا التى أتاحت كل شىء مجاناً تقريباً، ومنها الغث والثمين، والصالح والطالح، دون رقيب أو حسيب.

واستطرد شنودة حديثه: كل هذه العوامل أدت إلى تقليص عدد شركات الإنتاج، وممارسات الاحتكار من البعض الآخر، على عكس قديماً فعندما كنا نجد موهبة جديدة إما أن نقدمها للإذاعة أو أقدمها إلى شركة إنتاج، أما الآن فلا توجد شركة إنتاج تضم مواهب حقيقية، كما أن الجمهور نفسه تغيرت طبيعته بتغير العصر، فقديماً كان يستمع إلى الكلمة واللحن، والجملة الموسيقية، ويتفاعل مع المطرب بأذنه ووجدانه، ويتذوق الكلمة، أما الآن مع انتشار موجة الراب والمهرجانات أصبح الجمهور يقف على قدميه يرغب فى التصفيق والرقص والحركة بجنون، من خلال التفاعل مع الموسيقى الصاخبة.

ويفسر شنودة التفاف الشباب تحديداً حول أغنيات الراب والمهرجانات الشعبية، بأنهم كانوا فى حاجة إلى ثورة فنية، وهى التى دفعتهم إلى التخلى عن مطربيهم المعهودين والكلاسيكيين الذين اعتادوا عليهم وعلى موسيقاهم، فضلاً عن إعجابهم بالإيقاعات الموسيقية، ويرجح أن ذلك الانفضاض عن القديم جاء من أن أجيالاً جديدة لم تسمع أغنيات القدماء.

ويعقد شنودة مقارنة بين القديم والحديث قائلاً: الشباب قديماً كانوا يشترون الألبوم ويستغنون عن الطعام والشراب، وهذا هو ما صنع المطرب ونجوميته، أما الآن فالشباب انكبوا على مواقع السوشال ميديا.