يرى الدكتور أشرف عبدالرحمن، أستاذ النقد الموسيقى بأكاديمية الفنون، أن هناك جيلاً كاملاً تحت سن الـ35 عاماً، شهد موجة كبيرة من التحولات الغنائية السلبية، وبدأت هذه الموجة منذ التسعينيات، بداية من الفيديو كليب، وحتى الأزمة التى تعيشها الأغنية فى الوقت الراهن، مستطراً بقوله: يمكن القول إننا تحولنا من مرحلة الموجة الهابطة إلى موجة تشكل أزمة نيعشها الأن، وهو أن الغناء أصبح له تأثير سلبي على المجتمع، فالأول لا نفع منه ولا ضرر، والثانى أًصبح مثل الغذاء الفاسد الذى يسمم الجسد ويصيبه بالأمراض.
وأضاف عبدالرحمن قائلاً: حال الأغنية والأزمات التى تمر بها الآن من غياب للكلمة واللحن فى بعض الأحيان هو نتاج سنوات وتراكمات سابقة، وليس نتاج الواقع الحالى فقط، وهناك جيل كامل تسمم ذوقه منذ أكثر من 30 عاماً، حيث تعود على الذوق الردىء، وبناء الشخصية والإنسان سيأخذ الكثير من الوقت والجهد، وهناك اتجاه إيجابى من الدولة المصرية لعودة القوى الناعمة، والاهتمام بها تمثل فى افتتاح مشروعات عدة بالعاصمة الإدارية الجديدة ومنها قاعة الموسيقى بدار الأوبرا بمدينة الفنون والثقافة.
واستطرد عبدالرحمن قائلاً: هناك الكثير من الظواهر السلبية التى أثرت بشكل كبير على الإنتاج الموسيقى، ومنها مواقع الإنترنت، والمهرجانات، والحرب الثقافية التى تدعمها قوى خارجية معادية.
وأكد عبدالرحمن أن ثقافة الفنان بشكل عام سواء المطرب أو الملحن أو الشاعر أو حتى الممثل ضرورية، لأنها تجعل فنه يصل بشكل أسرع وأقرب للجمهور، ويكون بالفعل مثلاً أعلى وقدوة لجمهوره، لأن الفن والإبداع الحقيقى هو ما يؤثر على ثقافتى كمتلقى، ويرتقى بذوقى وإحساسى، وسلوكى، متابعاً بقوله: الموهبة وحدها لا تكفى من أجل تحقيق الانتشار الواسع، ومصر مليئة بأصوات جميلة.
وطالب الناقد الموسيقى الدولة المصرية بالمزيد من الإنتاج الموسيقي من خلال دار الأوبرا المصرية ووزارة الثقافة، لمواجهة الفن الردىء، بالإضافة إلى الإعلام، والاهتمام بالبرامج الموسيقية لتثقيف المواطن، من أجل إعادة الذوق الرفيع، والإحساس بالكلمة الراقية والجملة اللحنية.