فى أحد أعداد الكواكب فى سبتمبر ١٩٥٨ ،عندما التقت بملك العود فريد الأطرش وسألته عن إمكانية أن يغنى من ألحان عبد الوهاب فأجاب أنه ليس لديه مانع ،بشرط أن يغنى عبد الوهاب من ألحانه هو وسوف تكون نقلة نوعية لعبد الوهاب لا يتوقعها ،وأنه يريد مباراة شريفة مع عبد الوهاب.. فرد عليه موسيقار الأجيال فى عدد لاحق بأن كلمات فريد عن التحدى لا تقال إلا فى مجال المصارعة أو البوكس أو شيل الحديد، وأنه لا يصدق أن فريد قال هذا الكلام... فرد فريد أنا لا أتباهى بعضلاتى أو أتحدى فتوات الحتة أنا فنان يعتز بفنه ويقدر غيره من الزملاء... أما عبد الوهاب فرد ضاحكا أعدك أننى سوف أجرب بينى وبين نفسى وأخبرك...هكذا كان السجال بين عملاقين من زمن الفن الراقى..أما فريد الذى اجتمع عليه كل عثرات الزمن فهو الهارب هو وأسرته من جبل الدروز حيث كان والده مطلوبا من الفرنسيين حيث كان يقود المقاومة هناك فى الجنوب السورى، وبرغم أن والدته هى الأميرة علياء المنذر والتى اضطرت أن تعمل مطربة لتفى بمتطلبات أسرتها الكبيرة"٣ أولاد وبنتين" ،واشتغل فريد ببيع القماش وتوزيع الإعلانات إلى جانب دراسته العادية ومعهد الموسيقى، وأسعده القدر بأن التقى بالموسيقى فريد غصن وتقدم لأول اختبار للإذاعة ورسب بسبب لفحة برد، ولكن الموسيقار مدحت عاصم وجد له مساحة ليعزف العود للإذاعة مرة أسبوعيا تعينه على الحياة إلى أن تقدم مرة أخرى ونجح بأغنية لحنها وكتبها الفلسطينى يحيى اللبابيدى "ياريتنى طير لاطير حواليك" وقد حصل فريد على الجنسية المصرية ووصل إلى قمة المجد فى أم الدنيا حتى أنه توج كفاحه بقلادة النيل العظمى...كم أنت عظيمة يامصر عاش فيك السورى ونبغ والفلسطينى وأبدع واللبنانى نيقول وبشارة تقلا فأسسا جريدة الأهرام ويعقوب صنوع وروزاليوسف اللبنانية الأصل وأسست أكبر مؤسسة إخبارية وعاش فيها الخواجة صيدناوى وشملا وعمر أفندى اليهود، وقاد ثورتها إلى جانب سعد زغلول سيموت حنا والقمص سرجيوس خطيب الثورة...عاش فيها الجريجى والطليانى وكانا أكبر جاليات وكانت الإسكندرية المدينة الكوزموبوليتان الأشهر... أما فريد الذى غنى بكل كيانه سنة وسنتين وانت ياقلبى تقول أنا فين ودبت وتهت فى أشواقى وشفت النيل وعرفت أنا فين يامصر ياعمرى يانور العين بعد أن غاب عنها بعد حرب ١٩٦٧ فقد عشق مصر والنيل فأحبه أهل مصر، عاش حياته ساهرا يفتح بابه للأصدقاء حتى الصباح وهو ما أفشل علاقته بالسيدة شادية والتى عاش معها قصة حب كادت تنتهى بالزواج وخاصة أنها تسكن معه فى نفس العمارة ،ولكنها لم تستطع التأقلم مع حياته فهى تميل إلى الهدوء والنوم المبكر والحياة المستقرة، وهو يعشق الصخب ومن عيوبه الرهان وقد تلقى خبر وفاة أخته أسمهان وهو فى مضمار السبق وكان فى غمرة فرحته حيث فاز بالرهان... قدم للسينما ٣١ فيلما وأشهرها:" حبيب العمر"، وهو عن قصة حقيقية لذا حقق أعلى إيراد وأعلى ربح..ورسالة من امرأة مجهولة من إخراج صلاح أبو سيف حيث كان يختار القصص التى تقترب أو تتقاطع مع قصة حياته وقد اعترفت صباح بفضله عليها بعد أن أنكرت المطربة رولا فضل صباح عليها أما من كانت دائما تتحدث عنه بإيجابية فهى لبنى عبد العزيز...والفيلم الذى أثار ضجة هو فيلم "ودعت حبك"، لأنه ينتهى بموت البطل والذى اضطر يوما ما أن يخرج فى نهاية العرض بعد إزاحة الستار ليحيى الجمهور قائلا:" هاأنذا لم أمت"... لقد كتب عنه عشرات الكتب وكتب له كل كتاب عصره صالح جودت ومرسى جميل عزيز ومأمون الشناوى وحسين السيد وإسماعيل الحبروك وأحمد شفيق كامل، وأهدى ألحانه إلى شادية وفايزة أحمد وسميرة توفيق ومحرم فؤاد ومها صبرى ونازك... أحب فتاة سمراء تدعى مديحة وكانت من طبقة ارستقراطية، ولكنه لم يكمل معها حيث كانا قد ذهبا معا لحضور حفل بكازينو الأريزونا حيث كانت ترقص سامية جمال وأعجب بها إعجابا شديدا أثار غيرة مديحة والتى نعتته بألفاظ خارجة فصفعها فغادرت المكان إلى غير رجعة..وظل صديقا لسامية جمال عقدا من الزمن..وبعدها تعرف على ليلى الجزائرية فى باريس وشاركته فيلم "عايزة اتجوز".. ودارت رحى قصة الحب بينه وبين القيثارة شادية بعد طلاقها من عماد حمدى وانفصلت وقد تركت فيه جرحا غائرا بعد ان تزوجت عزيز فتحى..فحاول تضميد جرحه وأحب الفنانة سميرة أحمد فى فيلم شاطئ الحب ولكنه لم يتزوجها...وأعلن خطبته الرسمية على أرملة صديقه السيدة سلوى القدسى وتمنى أن يكمل معها حياته ولكن القدر كان أسرع فقد هاجمته نوبة القلب الثالثة والأخيرة، ومات فى أحد مستشفيات بيروت...بعد أن أمتعنا من كلمات الأخطل الصغير...عش انت انى مت بعدك وأطل إلى ماشئت صدك...كانت بقايا من غرامى بمهجتى...فختمت بعدك..... فقد كان البدر يطل علينا عندما نسمع هلت ليالى حلوة وهنية ليالى رايحة وليالى جاية..القدر فيها الله أكبر.. يوعدنا بيها...واضنيتنى بالهجر..ما أظلمك.. وعندما تقسو عليه الحياة يغنى ..وحدانى هاعيش كده وحدانى ولا أقول ياغرام أبدا تانى ...وإذا ما قابل حبا جديدا قال قلبى ومفتاحه دول ملك إديك ومساه وصباحه يسألنى عليك.. ومش كفاية ياحبيبى مش كفاية ابتسامك أو سلامك مش كفاية...فإذا ما طالعتنا نسمات الربيع غنى رائعته الخالدة ..لمين بتسهر ياصيف لياليك وأيامك..ومن يوم مافاتنى وراح شدو البلابل نواح...ويشترط أن حبتنى أحبك أكتر وإن ملتنى راح أنسى هواك..ومنحرمش العمر من عطفك عليا ياللى حبك من السما أجمل هدية...وياك الدنيا حلوة وياك فى صفاك وجفاك أنا راضى ياحبيبى برضاك..وعدت يايوم مولدى عدت يا أيها الشقى..الصبا ضاع من يدى وغزا الشيب مفرقى...وأخيرا كل مايدق قلبى بنادى عليك...بكل همسى وحبى بنادى عليك