الأحد 24 نوفمبر 2024

الأمير أباظة : أحلامى فى مهرجان الإسكندرية بلا حدود

الأمير أباظة

23-10-2022 | 14:15

عنتر السيد

عشر سنوات من عمر «مهرجان الإسكندرية السينمائى» كان الأمير أباظة رئيساً لها.. حقق من خلالها إنجازات كبيرة، ورفع درجات نجاحه عاماً بعد آخر وصولاً إلى نضجه الفنى على يديه، وتحقيقه خطوات متسارعة من النجاحات على مستوى الضيوف والأفلام والإصدارات وعدد الدول المشاركة، غير عابئ بحجم التحديات، ولكنه استطاع التغلب عليها، فقد كان متسلحاً بخبرته وتجربته وتتلمذه على يد أستاذه سعد الدين وهبه، الذى تعلم منه سر الإدارة الناجحة، مقدماً فى الدورة الأخيرة رقم «38»، التى حملت اسم محمود حميده، دورة ناجحة بكل المقاييس وأبحر من على شواطئ الإسكندرية عروس البحر المتوسط، فارساً وأميراً لأحلام سينما ومهرجان يحمل اسمها، وإلى التفاصيل..

بداية، أكد الأمير أباظة أن اختيار النجم محمود حميده لتحمل الدورة 38 لمهرجان الإسكندرية السينمائى لدول البحر المتوسط اسمه كان اختياراً صائباً وفى مكانه، وكانت لدينا توقعات كبيرة بنجاح المحاضرة «ماستر كلاس»، التى أدارها حميده خلال ندوة تكريمه ضمن الفعاليات.
وشدد على أن ما يزرعه الفنان سيحصده، وهو بالتأكيد زرع حباً فوجدنا تظاهرة حب فى انتظاره خلال التكريم، وهذا حصاد ما زرعه خلال سنوات عمره الفنى خاصة فى الحقل السينمائى.

10 سنوات من النجاح
وحول نجاح مهرجان الإسكندرية فى عهد أباظة الذى تولى رئاسته 10 سنوات، وما حققه المهرجان فى عهده من نجاح ونضج فنى، قال أباظة: أشكرك على رأيك، وتابع: إن ما حدث هو توفيق من الله وكنت حريصاً على الإعداد المبكر للدورات التى توليت رئاستها، ولا أترك شيئاً للصدفة أو إلى وقت متأخر من بدء الفعاليات، كنت دائماً أفكر جيداً فى كل دورة قبل بدايتها، وأستطيع القول من الآن من هو نجم الدورة المقبلة إن شاء الله، كما تم تحديد أسماء بعض المكرمين والذين نحتفل بمئويتهم خلال الدورة المقبلة «رقم 39» من عمر المهرجان.
وتابع: لقد تم توقيع عقد افتتاح مهرجان العام المقبل فى مكان يتم تطويره حالياً بحدائق أنطونيادس، والذى أعلن عنه فى حفل الختام، ولأننى أفكر مبكراً فإن أى شىء يتم تأجيله للوقت الضائع لا يكون وفقاً لإرادتك، بل لأن هناك ظروفاً حتمية فرضته عليك.

الباب الأخضر
أما عن اختيار الفيلم المصرى «الباب الأخضر» قبل بدء فعاليات المهرجان مباشرة، وأسباب تأخير الاختيار، أوضح أباظة أنه عرض عليهم أفلام مصرية كثيرة للاختيار فيما بينها لفيلم مصرى يمثلنا فى المسابقة الرسمية، وقد رأينا أن رائعة الكاتب الكبير الراحل أسامة أنور عكاشة هى الأفضل، وذلك بعد أن شاهدنا كل مستويات الأفلام التى تقدمت لإدارة المهرجان، وكنت أتمنى أن يحصل على جوائز لأنه يستحق لكننا لا نتدخل فى عمل لجنة التحكيم، ونحن فى النهاية شاشة عرض.

الحيادية والشفافية
أما عن كيفية اختيار لجان التحكيم المختلفة وأعضاء تلك اللجان للمسابقات المختلفة بالمهرجان، أشار الأمير أباظة رئيس المهرجان إلى أنهم يبحثون عن الحيادية والشفافية، وإلا نتهم بأننا طرف فى توجيه الجوائز إلى جهات أو أفلام أو دول بعينها ودائماً يكون هناك حرص على أن يكون الجانب الأجنبى له الأغلبية عن الجانب العربى أو المصريين، فيكون هناك فنان مصرى وآخر عربى وثلاثة أجانب، حتى عندما يفوز فيلم عربى فيصبح دون تدخل، وأن الأجانب من اختاروا وصوتوا لهذا الفيلم أو ذاك.

اليوبيل الذهبى للجمعية
وحول الاحتفال بـ«جمعية كتاب ونقاد السينما» العام المقبل بعيدها الذهبى ومرور 50 عاماً على إنشائها، قال رئيس الجمعية الأمير أباظة: إن الاحتفال سيكون طوال العام، وهناك احتفال شهرى، كما سيتم الاحتفاء بها فى دورة المهرجان المقبلة، وأنا أتمنى أن يكون الاحتفاء على قدر قيمة الحدث إن شاء الله.
سألته عن خروج عدة مهرجانات من عباءة جمعية «كتاب ونقاد السينما».. فكيف ترى أهمية وقيمة مهرجان الإسكندرية من بينها؟
رد أباظة بقوله: هو المهرجان الباقى والمستمر للجمعية، وبقية المهرجانات كانت تجارب، فمهرجان أسوان أُقيم مرة واحدة والإسماعيلية مرة واحدة، ومجاوش مرة واحدة، والقاهرة 8 مرات ثم أصبح فيما بعد تابعاً للدولة، فالحمد لله مهرجان الإسكندرية ما زال مستمراً والدولة تدعمه بشكل رائع، ونسعى ونجتهد من أجل استمراره وتطوره وزيادة نجاحه عاماً بعد آخر.

تونس ضيف الشرف
وعن سبب اختيار تونس هذا العام لتكون ضيف شرف المهرجان، أشار إلى أنه ليس السبب هو عام الثقافة المصرية - التونسية هذا العام فقط، ولكن أيضاً لأنه عام يعبر عن مئوية السينما التونسية، لأن أول فيلم تونسى أنتج فى العام 1922، لذا تم الاختيار على هذه الأسباب.
وعن كثرة تواجده وتردده على مهرجانات السينما العربية والعالمية ومدى استفادته من ذلك فى إنجاح مهرجان الإسكندرية، قال أباظة: أى فعالية ثقافية أو فنية أو ورشة سينمائية أو مهرجان محلى أو عربى أو عالمى حتماً تفيدنى كإنسان ورئيس للمهرجان، فقد حصلت مؤخراً على دورة فى أكاديمية ناصر عن إدارة الأزمات، ووجدت نفسى أننى أعمل أشياء كثيرة دون أن أعرف أنها ناجحة وفقاً لتربيتى الشخصية وخبرتى وتجربتى فى الحياة.

المهرجان بالأرقام
وتحدث الأمير أباظة عن الدورة 38 بالأرقام، قائلاً: كان لدينا 29 دولة مشاركة و90 فيلماً و11 كتاباً، وعدد أيام المهرجان 6 أيام، وقدمنا 36 ندوة، وعدد الضيوف الأجانب 70، وعدد المصريين كان 120، وهناك ضيوف جاءوا نصف المدة وعددهم 40 ضيفاً ليصبح إجمالى عدد ضيوف المهرجان 230 ضيفاً.

ثقافة المهرجانات
ناقشت من قبل فكرة ثقافة المهرجانات السينمائية من خلال الكتب التى تنشرها عن مكرميها ورموز دوراتها.. فهل مهرجان الإسكندرية لعب دوراً مميزاً فى هذا الاتجاه؟
قال الأمير أباظة: لا أعتقد أن هناك مهرجاناً استطاع أن يسهم فى إثراء الساحة الثقافية من خلال مطبوعاته مثل مهرجان الإسكندرية، فمنذ توليت رئاسته قبل 10 سنوات وحتى اليوم أصدرت 155 كتاباً فى دوراته العشر الماضية، بمعدل أكثر من 15 كتاباً سنوياً، وهذه نسبة كبيرة جداً لم يقدمها أى مهرجان آخر، كما أن كتالوج المهرجان يصدر بثلاث لغات وهى العربية والإنجليزية والفرنسية.. فثقافة المهرجانات لا تعتمد على الكتب الصادرة فحسب، بل يجب إضافة اللقاءات المباشرة إليها مع ضيوف ونجوم وصناع السينما؛ لأن اللقاء مع صناع السينما يفيد هذه الصناعة من خلال الأفكار والمشاريع الجديدة التى يتم طرحها ومناقشتها والتفاعل حولها، وكل ذلك يمثل إضافات حقيقية للثقافة السينمائية.

تجارب.. ومهرجانات
وعن تربية الأمير أباظة فى كواليس المهرجانات، خاصة فى مهرجان القاهرة السينمائى على يد، قال: بالتأكيد إن هذا هو الأساس، والذخيرة التى خرجت بها، والتجارب التى تعلمت منها، وهو ما أعمل به حالياً من خلال مهرجان الإسكندرية؛ لأننى تعاملت عن قرب مع أنجح رئيس مهرجان، وهو لن يتكرر ولا يمكن تعويضه، وتعلمت منه كثيراً، وأعتقد أننى أشتغل بنفس أسلوب أستاذى سعد الدين وهبه، وأسعى للتطوير وفقاً للزمن الذى نعيشه والأحداث التى تمر .
كم سنة سينما.. وكم سنة مهرجان للأمير أباظة؟
قال: لو سينما، فهى معظم سنوات عمرى، ولو مهرجان إسكندرية فهى 10 سنوات.
سألته عن أفضل دورة بوجهة نظره من بين الدورات العشر الماضية.. فقال: كل دورة هى الأفضل وكلما قدمت جهداً وشعر الآخرون به فهى افضل.
سألت الأمير أباظة عن نجاحه فى مهرجان الإسكندرية السينمائى هل يرشحه فى السنوات المقبلة لرئاسة مهرجان القاهرة السينمائى.. فقال: طالما أننى أعمل فى هذه المهنة أتمنى أن أستكمل تجربتى فى مهرجان الإسكندرية السينمائى، ومهرجان القاهرة شرف لأى إنسان أو فنان أو مثقف أن يتولى رئاسته، لكن فى مهرجان الإسكندرية تأتى من خلال جمعية عمومية أنت منها، أما مهرجان القاهرة فأنت معرض لترك الرئاسة بقرار فى أى لحظة.. ففى السنوات العشر الماضية تولى رئاسة مهرجان القاهرة عدد من المبدعين على عكس «الإسكندرية السينمائى» الذى أتولى رئاسته على مدى السنوات العشر الماضية.. وليس معنى ذلك أننى سأظل للأبد فى رئاستى للمهرجان، لأن من سبقنى لم يستمر للأبد، وأنا كذلك.. فكل واحد له مرحلة ربنا يكتبها له، ويعمل فيها، ومن الممكن الدورة القادمة التى أجهز لها من الآن ألا أكون موجوداً فيها.
وعن أحلامه المؤجلة إلى الآن، قال الأمير أباظة: أحلامى فى مهرجان الإسكندرية بلا حدود، ولو أنا غيرموجود سوف أساعد الموجود على قدر استطاعتى.
وعن محاولاته فى كتابة الشعر، أشار إلى أنه ظلم الشعر والصحافة وأحب السينما، وبرغم أن الصحافة كانت مدخله للسينما