يشهد فيلم "تحت الشجرة" للمخرجة أريج السحيري عرضه الأول في العالم العربي، وذلك في موطنه تونس ضمن فعاليات النسخة 33 من أيام قرطاج السينمائية (29 أكتوبر- 5 نوفمبر)، إذ ينافس في المسابقة الرسمية ومن المقرر أن يحضر طاقم العمل والأبطال عروض الفيلم.
أيام قرطاج السينمائية أحد أهم وأعرق وأقدم المهرجانات العربية حيث تأسس عام 1961، وتشهد النسخة الحالية بعث قسم أسبوع نقاد مهرجان قرطاج، المخصص للعمل الروائي الأول والثاني، وسيكون هذا الجزء من المسابقة الرسمية مفتوحًا لجميع صانعي الأفلام من كلّ أنحاء العالم ضمن برمجة تتكون من سبعة أفلام طويلة، مع انطلاق قسم أيام قرطاج لصناعة السينما هذه السنة.
وكان "تحت الشجرة" قد حصل على جائزة لجنة تحكيم EcoProd في مسابقة نصف شهر المخرجين في مهرجان كان السينمائي حيث شهد عرضه العالمي الأول، ثم شارك في في مهرجانات تورونتو السينمائي الدولي في كندا، وكارلوفي فاري وسراييفو، كما نافس في المسابقة الرسمية لمهرجان ملبورن السينمائي ومسابقة سيني فيجن في مهرجان ميونخ السينمائي.
وحصل "تحت الشجرة" على إشادات نقدية من أهم وسائل الإعلام العالمية، إذ كتبت أليكس هيني في Seventh Row "دراما تونسية معاصرة متعمقة"، وعلى موقع هوليوود ريبورتر كتبت الناقدة لوفيا جياركاي "تحت الشجرة تجربة ممتعة أخاذة وتقدم نسيجًا بسيطًا أنيقًا من التفاعلات المعقدة"، أما موقع سكرين دايلي فأشادت فيه آمبر ويلكينسون بالتجسيد الجذاب للمغازلات الصيفية ووصفت الفيلم بالدراما الإنسانية الرقيقة، كما أبدى الناقد كليم أفتاب انبهاره بالطاقم التمثيلي للفيلم في أول وقوف لهم أمام الكاميرا في مراجعته على موقع سينيوربا.
تدور أحداث الفيلم خلال يوم واحد أثناء موسم الحصاد الصيفي بين الأشجار، حيث يعمل مجموعة من المراهقين تحت أعين العمّال الأكبر سنًا، ويختبرون مشاعر الحب، ويحاولون فهم بعضهم البعض، كما يستكشفون عالم بناء العلاقات القوية.
تحت الشجرة هو أول فيلم روائي لأريج السحيري التي سبق لها إخراج الفيلم الوثائقي الطويل الفائز بالعديد من الجوائز عالسكة، وفاز مشروع الفيلم بجائزة MAD Solutions ومهرجان الجونة في ورشة فاينال كات فينيسيا، وجائزة أطلس بوست برودكشن في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش.
الفيلم من إخراج أريج السحيري ويشاركها تأليف الفيلم غالية لاكروا، باقي همان، وبطولة فداء الفضيلي، فاتن الفضيلي، أماني الفضيلي ، سمر سيفي، وعبد الحق المرابطي.
أريج السحيري مخرجة ومنتجة تونسية - فرنسية. بدأت حياتها المهنية في الصحافة، ثم دخلت إلى عالم صناعة الأفلام الوثائقية، حيث حقق فيلمها عالسكة نجاحًا كبيرًا، ويحكي قصة المعاناة اليومية لعمّال السكك الحديدية في مواجهة فشل المؤسسات الوطنية، وعُرض الفيلم لمدة ستة أسابيع متتالية في دور العرض التونسية. وفي عام 2022، كتبت وأخرجت وأنتجت أول أعمالها الروائية الطويلة تحت الشجرة الذي فاز بالعديد من جوائز مرحلة ما بعد الإنتاج في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي (ورشة فاينال كات)، كما اختير ليُعرض ضمن النسخة 54 من نصف شهر المخرجين في مهرجان كان السينمائي الدولي عام 2022، كما وقع عليه الاختيار ليصبح ممثل تونس في مسابقة الأوسكار لأفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية لعام 2023.