فنان موهوب، ورث الموهبة وحب الفن عن والده منذ الصغر، وعلى الرغم من معارضة الأب لعمله فى التمثيل، إلا أنه جرى وراء حلمه، وبعد أن أنهى دراسته الجامعية تفرغ لحلم الطفولة، وشارك فى أكثر من عمل فنى بأدوار صغيرة، ثم اتجه إلى الخارج، مقدماً أعمالاً نال عن بعضها جوائز عالمية.
هو الفنان الشاب محمد إبراهيم يسرى، صاحب الظهور المميز والكثير من النجاحات المصرية والعالمية، الذى شارك فى العديد من الأعمال المهمة والناجحة، منها «نجيب زاهى زركش», «ضل راجل», «حكايات بنات», «نصيبى وقسمتك»، وأخيراً كان موعدنا معه من خلال مسلسل «وعد إبليس» الذى حقق صدى واسعاً.
التقت «الكواكب» الفنان محمد يسرى لنتعرف منه على أبرز ردود الأفعال التى وصلته حول مسلسل «وعد إبليس» وكيف كانت التجربة مع وجود مخرج وفريق عمل بريطانى، وهل واجهته أية صعوبات فى الكواليس، وما الجديد عنده فى الفترة المقبلة، وغيرها من التفاصيل فى هذا الحوار...
بداية نهنئك على نجاح مسلسل «وعد إبليس».. ما الذى حمسك له منذ أن قرأت الورق؟
كنت سعيداً جداً بالمشاركة فى المسلسل، فهو مختلف تماماً عن كل ما قدمته من قبل، لما به من قصة جديدة، وقد يبدو للبعض أن تلك القصة قد سبق تقديمها فى أعمال سابقة، إلا أن مسلسل «وعد إبليس» تناولها بأفكار جديدة ورؤى مختلفة، كما أن الإنتاج بالعمل كان على مستوى عالٍ، وسعيد بالمشاركة فى العمل مع كل الطاقم من ممثلين مصريين وغير مصريين مثل عائشة بن أحمد وأحمد مجدى ومريم الخشت ومراد مكرم وغيرهم، والحمدلله أنه ترك صدى واسعاً.
كانت ردود الأفعال كثيرة حول المسلسل.. هل تابعتها؟
الحمد لله حقق المسلسل نجاحاً جماهيرياً كبيراً، وكانت ردود الأفعال حوله إيجابية، فقد كان هناك مجهود عظيم من الجميع لإخراج العمل بهذا الشكل، وبالطبع، تابعت ردود الأفعال وكانت كثيرة جداً والحمد لله على ذلك، بما يدل على نجاح المسلسل وأن الجمهور شاهده ونال إعجابه.
قدمت دور الضابط قبل ذلك.. وفى «وعد إبليس» شاهدناك فى دور النقيب صلاح.. ما المختلف هذه المرة؟
التجربة كلها مختلفة، على المستوى الإنتاجى أو الإخراج، وفكرة وجود «كاست» أجنبى فى المسلسل أيضاً كانت محمسة لأى ممثل أن يشارك به، فالعمل كله مختلف بسبب قصته المشوقة جداً التى جعلت الجمهور يريد الجزء الثانى سريعاً حتى يعرف بقية القصة, وهو ما يتم التجهيز له.. أما شخصية النقيب صلاح نفسها فهى شخصية معقدة، خاصة فى تحليله للأمور، وأيضاً الشخصية لم تنتهِ بعد عند هذا الحد، فالجزء الثانى به تطورات كثيرة سوف تحدث له.
فى الآونة الأخيرة انتشرت دراما الرعب والإثارة.. هل تؤمن بوجود هذه الأشياء الخارقة للطبيعة؟
هناك أعمال فنية كثيرة تناولت فكرة الرعب والإثارة، ولكن مسلسل «وعد إبليس» مختلف تماماً عن ذلك، فالفكرة غير منطقية من الأساس، فمجرد التفكير فى الأمر أرى أنه شىء مستحيل.. فهل هناك شخص يعقد اتفاقاً مع الشيطان نفسه، هذا مخالف لعقيدتنا تماماً، فالعقل يتقبل فكرة الدجل والشعوذة والأعمال السفلية، فهى أمور موجودة ونسمع عنها كثيراً، لكن فكرة عقد اتفاق مع الشيطان أمر مستبعد تماماً ومخالف تماماً لعقيدتنا وهو أمر صعب تصديقه، فالشيء الوحيد الذى يستطيع إبليس فعله لنا هو الوسوسة.
دائماً ما تحظى أعمال الإثارة والغموض بكثير من الصعوبات.. هل واجهتك صعوبات.. وكيف كانت الكواليس؟
المسلسل قام على مستوى عالٍ جداً كصناعة، فهو يمتلك أفضل العناصر المحترفة فى صناعة الفن، سواء من ناحية السيناريو والممثلين المشاركين بالمسلسل ومواقع التصوير وتقنيات الإضاءة والجرافيك وغيرها، وبسبب كل هذه العوامل مجتمعة استطعنا التغلب على الصعوبات التى قد تواجه أى عمل آخر من نفس النوعية، وعموماً الصعوبات دائماً فى أعمال الغموض والإثارة تكمن فى فكرة الأكشن، فالجمهور يراها لحظات على الشاشة ولكنها تأخذ الكثير من الوقت فى الحقيقة حتى تخرج بهذا الشكل، أما الكواليس فكانت من أجمل ما يكون بين الجميع.
قبل «وعد إبليس» كانت لك تجربة عالمية سابقة من خلال فيلم سويدى.. حدثنا عن الفرق بين العمل العالمى والمصرى؟
نعم، لم يكن «وعد إبليس» المرة الأولى التى أشارك من خلالها فى عمل عالمى، فقد شاركت بأكثر من مسلسل خارج مصر وقدمت مسلسلاً إنجليزياً بالكامل، وأشياء كثيرة خارج مصر، ودائماً ما أقول إن هناك فرقاً فى الإدارة بين العمل المصرى وغيره, اما الفنان فهو هو في الداخل والخارج.
فكرة المسلسل جعلتنا نتساءل.. هل من الممكن أن يضحى شخص بحياته من أجل غيره؟
أكيد بالطبع، فالحب رابط قوى جداً يجعل الشخص المحب يضحى بأغلى ما يملك، حتى لو كان سيضحى بحياته من أجل من يحب، وهو ما رأيناه فى المسلسل، حيث كاد البطل يتخلى عن حياته لينقذ زوجته من الموت.
من وجهة نظرك.. هل فكرة المسلسل المكون من 6 حلقات ثم استكماله بجزء ثانٍ ثم ثالث فكرة جيدة؟
الفكرة ليست جديدة، بل قديمة ومنتشرة فى العالم كله، فهى فكرة عالمية، ونحن كنا نقوم بها ولدينا كثير من المسلسلات التى ترك المؤلف نهايتها مفتوحة، قبل تجهيز جزء ثانٍ منها، ففكرة المواسم موجودة منذ زمن.. ولكن الجديد هنا أن المسلسل مكون من 6 حلقات، وأدرك أنها مسألة جديدة، وليست جيدة بالنسبة للجمهور المتشوق لمتابعة الأحداث ومعرفة النهاية، ولكن بالنسبة لفريق العمل فى النهاية كان تنفيذ 6 حلقات فى غاية الصعوبة، فقد بذلنا مجهوداً واستغرق وقتاً كبيراً مثل مسلسل من 30 حلقة.. فالفكرة هنا أيضاً أننا أردنا أن يكون المسلسل بشكل معين وأخذ الكثير من الوقت حتى يظهر بهذا الشكل.