تعد الدراما التاريخية واحدة من أهم أدوات ومرتكزات قوة مصر الناعمة، كونها تسهم فى تشكيل الصورة الذهنية وصياغة الوعى الجمعى لدى الجمهور، فيما تحظى هذه الأعمال سواء فى السينما أو التليفزيون بنسب مشاهدة عالية بسبب طبيعة إنتاجها الضخم، وموضوعاتها الجاذبة، وقدم صناع الفن على مدار سنوات مجموعة كبيرة من الأعمال التى تنوعت ما بين التاريخى الدينى، والتاريخى السياسى، بالإضافة إلى الأعمال التى تناولت السير الذاتية لشخصيات مؤثرة فى حياتنا،فقدمت النموذج والقدوة، ولكن مع بداية الألفية الجديدة انحسرت هذه الأعمال لدرجة الاختفاء، وما بين مشروعات جديدة تم الإعلان عنها لتقديمها خلال الفترة المقبلة، ومشروعات أخرى توقفت بشكل مفاجىء
و أكد الناقد الفنى سمير الجمل أن الأعمال التاريخية سواء فى السينما أو الدراما تلعب دورا هاما فى توعية وتثقيف المشاهدين، لاسيما الأجيال الناشئة، والتى لم تعد منجذبة بشكل كبير للقراءة أو الإطلاع، وسيطر عليها الاهتمام بالتكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعى، بالإضافة إلى أن الجمهور العربى لديه شغف كبير بالأعمال التى تتحدث عن حقب زمنية قديمة، سواء كانت فى التاريخ القريب أو القديم.
وأضاف الجمل أن جميع القائمين على صناعة الفن طالبوا كثيرا بضرورة عودة تقديم الأعمال الفنية التاريخية والتى كانت وجبة أساسية فى المواسم الدرامية الرمضانية فى حقبتى الثمانينيات والتسعينيات.
وأوضح الجمل قائلا: الكاتب والمخرج بالإضافة إلى الممثلين فى مثل هذه الأعمال يجب أن يتفرغوا تماما له من حيث البحث المتقن الدقيق بشكل لا خلاف عليه، بالإضافة إلى التمثيل والإخراج، واختيار العناصر الفنية من مكياج، وملابس، وديكورات، وتسخير كل الإمكانيات الفنية لتقديم عمل فنى تاريخى سينمائيا أو تليفزيونيا، حتى يتحقق عنصر المصداقية، ولايثير سخرية الجمهور.
وختم الجمل قائلا: ينبغى بطبيعة الحال الاستعانة بالمؤرخين، أثناء تقديم هذه الأعمال الفنية، حتى لاتحدث أية أخطاء تاريخية فى السيناريو، وإعطاء الوقت الكافى للعمل من حيث التحضيرات.