لا شك أن الدراما المصرية منذ نشأتها قبل سنوات طويلة اعتمدت فى نجاحها الضخم والذى جعلها متصدرة
المشهد الدرامى العربى لعقود كبيرة على معادلة بسيطة مكونة من ثلاثة عناصر أساسية وبالترتيب: " نص جيد ومخرج كبير يمتلك رؤية ونجم أو نجمة "، وهؤلاء يمثلون الهرم الإنتاجى ، فالنص أعلى قمة الهرم والمخرج والنجم يمثلان قاعدة الهرم ، فقد كان النص على رأس معادلة النجاح ، وحين انقلب الهرم ليحتل النجم رأسه وتوارت جودة النص في بعض الأحيان كانت النتيجة اختفاء الأعمال الدرامية التى تحمل قيمة فكرية وفنية_ فيما عدا بعض الأعمال الدرامية _ لتفقد الدراما دورها الرائد الذى جعلها تتربع لسنوات طويلة فى قلوب المشاهدين وعقولهم من المحيط إلى الخليج فمازال الجمهور مرتبطا بأعمال كتبت اسمها فى سجلات الدراما التليفزيونية بحروف من نور، ومازال المشاهد مرتبطًا بها حتى لو أعيد عرضها عشرات المرات مثل: " الشهد والدموع ، ليالى الحلمية ،رأفت الهجان ، لن أعيش فى جلباب أبى ، أبنائى الأعزاء شكرا ، بوابة الحلوانى ، ذئاب الجبل ، المشربية، أرابيسك ، الضوء الشارد ، المال والبنون ، عائلة الحاج متولى".. ، وغيرها من الأعمال الرائعة ، وبحكم التطور الطبيعى دخل سوق الدراما جيل جديد من المبدعين ، انتجوا أعمالًا متميزة ، لكنها في بعض الأحيان ما تفتقد الأهتمام بأن الدراما التليفزيونية هى أولا رسالة إعلامية الغرض منها تكريس الوعى والقيم والاقتداء بالإنسان.
وخلال العامين الأخيرين ظهرت دراما المنصات التى يمكن أن تحقق قدرًا من التوازن فى العملية الانتاجية، فاعتمد عدد كبير فى صناعتها على عودة الهرم الإنتاجى لوضعه الطبيعى، فلا تعتمد على اسم النجم الممثل كقوة ضاربة يتم على أساسها إنتاج الأعمال الفنية التى تقدمها المنصات، وعاد الوضع كما كان عليه فى معظم الأعمال الدرامية فى وقت نجاح الدراما وتفوقها، فأصبح النص الدرامى هو " السيد "، كما عاد دور المخرج وأصبح صاحب الكلمة العليا له وللكاتب فى اختيار من يصلح لبطولة العمل الفنى الذى يتم تقديمه ومهما كانت نجوميته ..
فأهلا بعودة الهرم الإنتاجى إلى اعتداله الطبيعى .