الأحد 28 ابريل 2024

السيناريست وليد يوسف :تاريخ السينما منذ بدايته قائم على الغناء

السيناريست وليد يوسف

12-11-2022 | 13:13

موسى صبرى

يرى السيناريست وليد يوسف أن تاريخ السينما المصرية منذ بداياته قائم على قطبى الغناء أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب، ثم اسمهان، وكانت أفلامهم تعتمد على الغناء بشكل أساسى، حتى نستطيع القول إنها كانت أفلاماً غنائية «صرف»، ثم جاءت مرحلة فريد الأطرش وعبد الحليم وشادية وقدموا فى أفلامهم أغانى مصحوبة باستعراضات كبيرة مثل الفيلم الشهير «معبودة الجماهير» و«ما تقولش لحد» و«انت حبيبى» وغيرها من الأفلام الغنائية الناجحة، وكانت الاستعراضات تقدم فى الأفلام سواء على خشبة مسرح أو داخل صالة ليلية بشكل موظف درامياً داخل أحداث الفيلم.
أما بالنسبة للأفلام الاستعراضية القائمة على فكرة وجود فرقة استعراضية، فكان أشهرها ما قدمته «فرقه رضا» مثل فيلم «غرام فى الكرنك» وفيلم «أجازة نص السنة» وهذه كانت أفلاماً تقوم على الاستعراض بشكل كبير، حتى الغناء فيها كان يقوم به مطرب الفرقة الراحل الكبير محمد العزبى، بعد ذلك جاءت مرحلة أفلام شباب المطربين مثل تامر حسنى ومصطفى قمر ومحمد فؤاد ولكنها عادت لتقوم على الغناء فقط دون الاستعراض، ولعل ذلك يعود لسببين مهمين؛ الأول عندما نقول فيلم غنائى استعراضى فنحن فى حاجة إلى ميزانية ضخمة للمطرب ولإعداد الأغانى وتسجيلها وتنفيذها.
 ربما كانت فى التسعينيات تجربة استثنائية للفنانة شريهان من خلال فيلم «كريستال»، ومن ثم فإن التكلفه الإنتاجية الباهظة هى التى تؤدى لعزوف المنتجين عن إنتاج هذه النوعية من الأفلام، حتى الرهان على شباك التذاكر واجتذاب الجماهير لهذه النوعية من الأفلام لم تعد ذات مردود عالٍ، كما كان فى السابق.
على صعيد آخر فإننا إذا ما بحثنا عن المطربين الذين يقدمون هذه الأفلام، فإننا نجد مطربى المرحلة البارزين على السطح الآن بعضهم مطربو المهرجانات، وهم بالتأكيد لا يصلحون لتقديم هذه النوعية من الأفلام.
 ثم أين هى الفرقة الاستعراضية الحالية القادرة على أن تتحمل فيلماً استعراضياً من الألف إلى الياء، وتقدمه بنفس درجة الإبهار الذى قدمته «فرقة رضا» فى السابق.
وإذا ما عدنا لنتذكر الأفلام التى صنعها العبقرى أنور وجدى للطفلة المعجزة فيروز، وكيف وظف موهبتها بشكل بارع، سنجد أن هذه الطفلة غير متكررة أو ربما إذا وجدنا طفلة أخرى تمتلك نفس المواهب، لا نجد المخرج الذى يستخدم هذه الحالة الخاصة، أو العكس قد يكون هناك مخرج موهوب ولا يجد طفلة ذات موهبة حقيقة، المسألة إذن فى وجود حالة التناغم بين كل الأطراف؛ لكى يكون هناك فيلم استعراضى ناجح، يجب أن تكون جميع العناصر متكاملة حتى نعود لهذه النوعية التى افتقدناها بالفعل.