الخميس 2 مايو 2024

أين ذهبت فساتين نجمات زمن الفن الجميل؟!

ماجدة و نعيمة عاكف و صباح

17-11-2022 | 12:26

خالد فؤاد

 

كانت الفساتين قديما تحديدا خلال العقود السبعة الأولى من القرن الماضى تعد من أهم الملابس المفضلة ليس لدى النساء المتزوجات فحسب بينما لدى الفتيات صغيرات السن أيضا.
فكانت وكما كنا نرى تظهرهن بشكل أنيق ومميز وجذاب.
حيث يعد وبتصريحات كل الجميلات عبر العقود ليس رمزا للجمال والأنوثة فحسب بيننا والدلال ايضا .

ولكون الفنانات سواء قديما أو حديثا  جزء لايتجزأ من المجتمع الذى ينتمين له فقد تبارت بيوت الأزياء المحلية والعالمية فى وضع تصاميم جميلة ورائعة ومختلفة تليق بهن وقادرة علي اجتذابهن و كانت أى بيوت الأزياء تعرف تماما أنه فى حالة قيام أى فنانة بارتداء تصاميمها الجديدة سيجتذب هذا آلاف وملايين النساء والفتيات الأخريات فيحققن من خلفها مبيعات كبيرة وأرباحا طائلة .
وكنا نرى نجمات زمن الفن الجميل يتمتعن بذكاء كبير حيث كن حريصات علي عدم الابتعاد عن أذواق زمانهن فيخترن أزياء جديدة  مستمدة من قلب الشارع المصرى فتعكس الذوق الراقى الجميل .
ورغم مرور عقود طويلة علي انتهاء تلك الحقبة التى كنا نشاهد فيها مثل هذه الأزياء الراقية على نجماتنا القدامى إلا أنها لاتزال حتى اليوم بمثابة الأيقونة التى تجذب الفتيات والنساء من كل الأجيال وليس الفنانات المعاصرات فقط، ولذلك الحديث  دائما وأبدا عن ملابس وأزياء نجمات الأربعينيات والخمسينيات والستينيات وكيف كانت تتميز بالبساطة والذوق الرفيع ويتمنين كما يصرحن أن يعود الزمان للخلف ويرتدين نفس الملابس ؛ والمفاجأة أن بعضها ظهر كموضة خلال الأعوام الخمسة الماضية خاصة فى فصول الصيف .
وهنا يطفو السؤال على السطح ، أين ذهبت هذه الملابس الجميلة ؛ وماهو المصير الذى آلت اليه سواء فى حياة الفنانات الجميلات اللاتى ارتدين إياها أو بعد رحيلهن.
 فى رحلة بحثنا عن هذه الأزياء والملابس الجميلة اكتشفنا أن بعض النجمات ظللن يحتفظن بها حتى آخر يوم فى حياتهن ؛ بيننا قامت أخريات ببيعها فى مزادات علنية وهناك من قمن بالتبرع بها فى أوجه الخير


 مقتنيات فاتن حمامة
فقد فوجئنا فى يوم 27 مايو الماضى «ذكرى ميلاد سيدة الشاشة فاتن حمامة» والتى لم تكن فنانة كبيرة بالأدوار التى تقدمها فحسب بينما بأناقتها وأزيائها فى حقبتى الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى .
وقد ظلت سيدة الشاشة تحتفظ بغالبيتها حتى آخر يوم فى حياتها.
وتم بعد وفاتها تحديدا فى الذكرى الثانية لرحيلهاعام ٢٠١٧ افتتاح معرض رائع ضم مقتنياتها فى مكتبة الإسكندرية تم فيه التوثيق لتاريخها ومسيرتها الفنية، بالتعاون مع أسرتها.
وأدلى الدكتور محمد عبد الوهاب، زوج الفنانة فاتن حمامة بتصريحات قال فيها ، إنه حينما طرحت مكتبة الإسكندرية فكرة المعرض أبدى موافقته على الفور لما سيعطى لها قيمة فى هذا الصرح العظيم، وتقدم بالشكر لإدارة المكتبة فى التعاون لخروج هذا المعرض وتقديم القيمة الحقيقة لسيدة الشاشة العربية.
وواصل قائلا: إن المعرض يمثل مرجعا للباحثين والدارسين فى تاريخ سيدة الشاشة العربية، ويمثل أيضا جزءا كبيرا من تاريخ الفن السابع، فيحتوى على أجزاء كبيرة من مقتنياتها وتاريخها.
حيث ضم مجموعة كبيرة من وثائق الفنانة فاتن حمامة وصورها الشخصية فى مراحلها العمرية المختلفة، ومجموعة من مقتنياتها الشخصية التى كانت تستخدمها فى آخر أيامها ومنها نظاراتها وساعة اليد الخاصة بها وجواز السفر، وأيضا يضم البورتريه الشهير لها الذى رسمه الفنان عز الدين حمودة عام 1958 وعددا من الفساتين الخاصة بها والوشاح الذى ارتدته أثناء حصولها على الدكتوراة الفخرية من الجامعة الأمريكية والملف الصحفى الذى أعد عنها طوال مسيرتها الفنية وحتى الأخبار التى تناولت وفاتها .
 أم كلثوم
ودائما وأبدا كنا نشاهد كوكب الشرق أم كلثوم تطل فى حفلاتها بفساتين ساحرة تعد مواكبة لتوقيت ارتدائها لها ناهيك عن المنديل الحرير الذى لم يكن يفارق يدها .
فكانت كما يصفونها بأيقونة الموضة الكلاسيكية فقد تفردت بذاتها كما يقول خبراء الأزياء فى زمانها فلم تقلد أحدا وحصدت لقب واحدة من أشهر عشر سيدات أنيقات فى العالم العربى.
ناهيك أيضا عن فساتين الكثير من حفلاتها الأخيرة التى اشترتها من  «كريستيان ديور» فى فرنسا ، والذى كان يحتفظ بصورة كبيرة لها، خلال زيارتها لهم فى فرع باريس. 
وعن المصير الذى آلت إليه هذه الفساتين فنؤكد أن غالبيتها موجودة فى متحفها، بروضة المنيل، فى القاهرة.
هى وكل مسلتزماتها الشخصية من أحذية وحقائب واكسسوارات.
سعاد حسنى 
وفى رحلة البحث عن المصير الذى آلت إليه فساتين ومقتنيات السندريللا الراحلة سعاد حسنى والتى كان معروف عنها حرصها الكبير على الظهور فى كل فيلم من افلامها بشكل مختلف، سواء من ناحية الملابس والأزياء أوالشعر والمكياج
فقد اكدت شقيقتها «جانجاه»أنها أعطت الماكيير الشهير محمد عشوب مكياجات و«رموش» و«بواريك» السندريللا، لتصبح صدقة جارية على روحها.
وعن مصير الملابس، أكدت أنها تم توزيعها على شقيقاتها من ناحية الأم، فهن 5 شقيقات، احتفظت كل واحدة منهن بملابس وأحذية وحقائب «سعاد»، ولم تفرط واحدة منهن فى متعلقاتها اوفساتينها ومن بينها الفستان الشهير الذى ارتدته فى فيلم “صغيرة على الحب”، والقبعة الواسعة فى فيلم “السبع بنات” والتى كانت حديث الجميع وقتها .
ويعد الفستان الوحيد للسندريللا الذى تم بيعه في مزاد هو الذى ارتدته أثناء ادائها لأغنية ”الدنيا ربيع“، وكانت تحبه بشدة وتم بيعه فى مزاد علنى أقيم بعد وفاتها بعامين ضمن خمسة مقتنيات أخرى خاصة بالسندريللا، وتم تخصيص المبلغ كتبرع لمستشفى  سرطان الأطفال كصدقة جارية عن روحها.
هند رستم
وبالانتقال للنجمة الكبيرة هند رستم التى كانت رمز الأنوثة والجمال فى حقبتى الخمسينيات والستينيات وملقبة بمارلين مونرو الشرق ؛ فقد كانت كما كنا نراها ترتدى فساتين مجسمة غاية فى الأناقة والنعومة.
وبعد رحيلها أكدت ابنتها بسنت رضا أنها تحتفظ بكل مقتنيات وفساتين والدتها وذلك خلال الحلقة الخاصة التى تم استضافتها فيها ببرنامج «هنا العاصمة» مع الإعلامية لميس الحديدى حيث شاهدنا بسنت ابنة النجمة الراحلة ومعها الناقد طارق الشناوى والفنان سمير صبرى.
وتم فى الحلقة عرض فساتين نادرة لهند رستم لأول مرة على الشاشة بألوانها الطبيعية بعيدا عن الأبيض والأسود، وانبهرت لميس الحديدى بشدة من أناقة هند رستم، خاصة وأن التصاميم الفساتين بدت رائجة بشدة حاليا .
وكشفت ابنة هند رستم أن والدتها كانت تنفق الكثير من الأموال على أناقتها، كما كانت تستعين أيضا بمصمم أزياء المطربة أم كلثوم.
وتابعنا مؤخرا قبل أسابيع قليلة من الآن تحديدا فى يوم ١٠ نوفمبر ٢٠٢١ إقامة مزاد تم فيه بيع 8 قطع نادرة من مجوهرات النجمة الراحلة هند رستم فى مزاد نظمته دار «سوذبى» فى مدينة جنيف السويسرية.
وذلك بعد أن تم عرض بعض هذه المجوهرات فى دبى العام الماضى قبل أن تشارك المجموعة الكاملة فى مزاد علنى، وتباع جميعها محققة أرقاما كبيرة للغاية حيث وصل سعر السوار الماسى المزين بأحجار الزمرد فى المزاد إلى 57,627 دولار.
ووصل سعر القلادة الماسية التى تحمل توقيع مجوهرات شاتيلا فتم بيعها بسعر 30,186 دولار، فيما بلغ سعر الأقراط الماسية، التى يعود تصميمها إلى العام 1960 وتحمل توقيع دايفيد ويب، 22,200 دولار أمريكى.
فقد كانت هند رستم معروفة بشغفها بالمجوهرات التى سعت للحصول عليها من أنحاء مختلفة من العالم، كما كانت تصمم بنفسها بعض القطع التى ترتديها، وعرفت بشغفها بالماس والياقوت، وكانت تشارك بانتظام بمزادات لبيع المجوهرات.


الشحرورة صباح
وكما كان معروف عن الشحرورة اللبنانية صباح تميزها بارتداء فساتين مبهرة وبراقة وجذابة تبرز أنوثتها وجمالها .
وكانت تحرص على التعامل مع المصمم وليم خورى، حيث صمم لها  غالبية الفساتين التى ارتدتها وكما صرح مؤكدا أنه صمم لها نحو 400 فستان .
المفاجأة كما قال إن بعضها موجود لديه والغالبية قامت هى أى صباح فى حياتها،بتوزيعه على بعض السيدات على سبيل الإهداء.
وقامت كما أكد المقربون منها بعد رحيلها ببيع بعضها فى أمريكا حيث كانت النساء يقمن بدفع عشرة أضعاف ثمن الفستان الحقيقى لتوافق على التنازل عنه. 
وقد أكد خورى ابن الفنانة الراحلة أن والدته باعت فى حياتها كما قال ٢٠٠  فستان وتبقى لديها ١٠٠ فستان لا يعرف كما قال وهو حزينا مصيرها بعد رحيلها .
فيعتبر خورى أن فساتين صباح ثروة يمكن أن يستفيد منها معنويا وأيضا لتخليد اسمها .


مأساة ملابس تحية كاريوكا
ورغم طول فترة زواج الفنانة الكبيرة الراحلة تحية كاريوكا من زوجها الثالث عشر والأخير فايز حلاوة إلا أن الخلافات عرفت طريق الزوجين .
فتركت كل ملابسها بمنزل الزوجية واستأجرت شقة صغيرة فوق سطح أحد العقارات بالعجوزة واشترت فساتين أخرى.
فاجعة كاميليا
ولم تكن هذه هى الفاجعة الوحيدة التى تتعرض لها إحدى الفنانات الشهيرات فهناك فاجعة أخرى تكشفت أسرارا فى السنوات الماضية ولم تكن معروفة لسنوات طويلة وهى قصة حب الفنان الكبير الراحل رشدي أباظة لفاتنة الأربعينيات كاميليا، فقد كان على موعد معها وظل ينتظرها بشغف  فى نفس اليوم الذى شهد احتراقها فى  حادث سقوط الطائرة المروع .
ولم يستطع الدنجوان يومها تحمل الصدمة، وأصيب بالإغماء، وحينما كان يفيق منه كان يصرخ ويمزق وجهه من إثر الفاجعة، حتى استعاد وعيه بعد أسبوعين من رحيلها .
وطلب من والدته شراء شقة محبوبته كاميليا، بكافة ما بها من محتويات مهما بلغت التكلفة.
وهنا كانت فاجعة أخرى فى انتظاره وهى أن والدة كاميليا قامت ببيع محتويات الشقة فى المزاد العلنى.
وشاهدت والدة رشدى أباظة قيام  والدة كاميليا ببيع ملابسها الجميلة والأنيقة التى اشتهرت بها فى نفس المزاد فتضاعفت آلام وأحزان رشدى أباظة وقتها .
ليلى مراد
وبالانتقال للفنانة الكبيرة الراحلة ليلى مراد والتى كانت مثالا للأناقة والرقى والجمال في كل إطلالاتها فكانت تبدو كالأميرات.
ووصل الأمر لارتدائها فى حقبة الأربعينيات لفستان كان ثمنه 400 جنيه أى ثمن عمارة كاملة فى هذا الوقت .
ورغم قيام ليلى مراد بالتبرع بالكثير من فساتينها لأوجه الخير وإعطاء بعضها لفتيات ونساء كن فى احتياج لها .
إلا أنها ظلت تحتفظ بأهمها حتى آخر يوم فى حياتها ورغم بيع شقتها بجاردن سيتى بعد وفاتها إلا أن أبناءها مازالوا يحتفظون بالكثير من أزيائها والمقتنيات التى كانت تعتز بها ورفضت التفريط فيها فى حياتها .
سميرة أحمد
ولعل اجمل شئ يمكننا أن نختتم به موضوعنا الفنانة الكبيرة سميرة أحمد  متّعها الله بالصحة والعافية فكانت إحدى أيقونات زمن الفن الجميل وكانت تخطف الأنظار بملابسها ذات الطابع الخاص ؛ وظلت تعتز بها وترفض التفريط فيها حتى قررت التبرع بمجموعة كبيرة منها قبل أربعة أعوام من الآن لصندوق تحيا مصر .
فقد نظم الصندوق بالتعاون مع الفنانة الكبيرة فى عام ٢٠١٧ معرضاً، لعرض مجموعة من الملابس والمقتنيات التى سبق أن ارتدتها الفنانة فى الأفلام والمسلسلات التى قامت ببطولتها، لبيعها والتبرع بقيمتها لصالح صندوق «تحيا مصر» لدعم مشروعات الصندوق المختلفة.
وأعربت عن سعادتها البالغة يومها وحققت الفكرة نجاحا كبيرا .