الخميس 21 نوفمبر 2024

أغانى المهرجانات من المحلية إلى العالمية

اغاني المهرجانات

1-12-2022 | 11:44

همسه هلال

كظاهرة غريبة، نشأت أغانى المهرجانات لتتواجد على الساحة الغنائية عن طريق المزج بين موسيقى الراب والأغانى الشعبية ولكن بطريقة غريبة وباستخدام من يؤدونها لأسماء مستعارة، وعلى إيقاع سريع تمكنوا من تحقيق شهرة واسعة ليصبحوا أكثر المطربين شهرة وطلباً، ويصبح لهم رصيد كبير فى تطبيقات الإنترنت وإقبال فى الحفلات؛ بل وينافسوا فى بعض الأحيان عمالقة الفن والغناء، ليس عربياً وحسب، بل عالمياً، حتى أصبح وجودها على أرض الواقع أمراً ليس بغريب.

نشأتها
كانت بداية انطلاق المهرجانات الشعبية عام ٢٠٠٧، حيث كانت صناعتها تتم بشكل فردى، وكان مطربوها يعتمدون على برامج إلكترونية متعلقة بالمؤثرات الصوتية.
ثم بدأت الفرق الشعبية الغنائية فى الظهور وكانت البداية من خلال فرقة «الدخلاوية» المكونة من فيلو وتونى ومحمود ناصر، فى محافظة الإسكندرية، ومن أوائل المهرجانات التى ذاع صيتها كان مهرجان «السلام» لـ«فيجو وفيفتى». 
ومن ثم بدأ الأمر يستهوى شركات الإنتاج لتدخل هى الأخرى على خط صناعة المهرجانات، فظهرت فى كثير من الإعلانات التجارية على شاشة التليفزيون. 
سائقو الميكروباصات
لاقت أغانى المهرجانات رواجاً كبيراً لدى  بعض الطبقات الاجتماعية، خاصة أنها حملت فى مضمونها بعض المشكلات الطبقية بل والبسيطة، بالإضافة إلى المشاجرات والبلطجة التى تتم فى بعض المناطق، قبل أن تصبح أكثر صخباً وأقوى  حيث اعتمدت نوعاً يسمى موسيقى «التكنو»، التى تتم صناعتها عن طريق برامج إلكترونية مع إدخال صوت المغنى. 
سبب التسمية
أُطلق عليها أغانى المهرجانات، بسبب إمكانية مشاركة أكثر من مطرب فى الأغنية بإيقاع موسيقى واحد، ومع الوقت تمكنت من تصدر الحفلات والاحتفالات المختلفة، وشيئاً فشيئاً أصبح لها جمهورها وعشاقها، وسرعان ما انتشرت لدى بعض الطبقات الاجتماعية المصرية، ولم يعد يخلو زفاف أو حفل من أغانى المهرجانات، حيث يصاحب تلك الأغنيات نوع من الرقص الشعبى يتناسب مع الإيقاع الموسيقى الصاخب، ومع الوقت صعدت المهرجانات بأصحابها إلى المسارح والحفلات وشاشات التليفزيون والمسلسلات والأفلام السينمائية، وخصصت لها برامج الـ«توك شو» مساحات جذبت ملايين المشاهدين. 
الانتقادات
على الرغم من أن تلك الأغانى حققت الكثير من الشهرة وتمكنت من ترك بصمتها على الساحة الفنية، ووصلت للجمهور بقوة، وتجاوزت نسباً هائلة من الاستماع والمشاهدة على التطبيقات الإلكترونية المختلفة، وبعضها وصل للعالمية وحقق أرقاماً قياسية، إلا أن البعض يرى أنها مجرد موجة ستأخذ وقتها وتنتهى، وارتفعت الأصوات الرافضة لها، مع وجود موجة عنيفة من الانتقادات والهجوم، خاصة لما تتضمنه هذه النوعية من ألفاظ غير لائقة، فيما طالب كثيرون من الجمهور بمقاطعتها، وتطور الأمر لساحات القضاء أحياناً، متهمين بعضها بأنها بلا محتوى قيم، فهى فقيرة فى الكلمات والمعانى، وليست لها علاقة بالموسيقى، حيث تتم صناعتها عبر برامج ضبط الصوت، كما أن مرددى تلك الأغانى أصواتهم «نشاز» ويفتقدون للثقافة الغنائية، كما أشار البعض إلى أن سبب انتشارها يرجع إلى الاستسهال وأن الاتجاه إلى هذا النوع من الغناء غير مكلف، ولا يحتاج لاستديو، ويمكن صناعتها فى البيت أو مكتب بسيط عبر جهاز إلكترونى، أو ربما من خلال الهاتف المحمول، عبر برامج موجودة ومنتشرة على الإنترنت. 
 فيما اتهم آخرون، الجمهور بأنه السبب وراء انتشار وسطوة هذه الأغانى، مشددين على أنها لا يمكن أن تستمر لأنها ليست فناً من الأساس، وأنه لا علاقة لها بالمطربين الشعبيين الذين يملكون أصواتاً قوية.
أما على المستوى الرسمى، فقد شنت نقابة الموسيقيين، برئاسة الفنان هانى شاكر، حرباً على «المهرجانات الشعبية»، وأصدرت أكثر من قرار بمنع عدد من مطربى المهرجانات من الغناء، ووصفت كلماتهم بأنها «كلمات ترسخ لعادات وإيحاءات غير أخلاقية فى كثير منها،»، وجاء نص القرار من نقابة المهن الموسيقية كالتالى: «على جميع المنشآت السياحية والبواخر النيلية والملاهى الليليلة والكافيهات عدم التعامل مع ما يطلق عليهم مطربى المهرجانات»، محذرين من يخالف قرار النقابة بعقوبات كبيرة تصل إلى عدم التعامل مع المنشأة المخالفة للقرار.
وأصدرت نقابة المهن الموسيقية، بياناً آخر، يحمل قراراً بمنع التعامل مع خمسة من مطربى المهرجانات، وهم: حمو بيكا، نور التوت، مسلم، عنبة، أحمد موزة؛ لحين تقنين أوضاعهم مع النقابة، واجتيازهم الاختبارات. 
وأكدت النقابة، فى البيان الصادر عنها، أنها تمنع كل من ليس عضواً بها، وغير الحاصلين على تصاريح من مزاولة المهنة.
ومن قرار نقابى إلى قرار آخر، أصبحت المهرجانات واقعاً لا يمكن إنكار شعبيته، حيث فتح مؤدو المهرجانات لأنفسهم سوقاً جديداً أكثر ربحاً خارج الأراضى المصرية، واتجهوا للغناء بالخارج.