الأحد 24 نوفمبر 2024

شادية.. الدلوعة التى قابلت الظلم بالطيبة والتسامح

شادية

2-12-2022 | 13:10

خليل زيدان

استطاعت الفنانة القديرة شادية أن تغيّر مسار حياتها الفنية من دلوعة السينما إلى المرأة الكاملة المتزنة من خلال فيلم «المرأة المجهولة» إنتاج عام 1959، وكان الفيلم علامة فى مسيرتها الفنية وانتقلت من خلاله إلى مرحلة جديدة، ودعانا ذلك العنوان الفاصل فى مشوارها إلى البحث عن جانب جديد فى حياة شادية، لنجد أن هناك الكثير من المواقف المحرجة والقاسية فى حياتها الشخصية والفنية قد تعرضت لها، ومن خلال التدقيق ودراسة المواقف استحقت أن نطلق عليها « المرأة المظلومة » ، خصوصا أنها لم تبد أية ردة فعل تجاه تلك المواقف غير السكوت والاستسلام للواقع .. فى السطور التالية نروى فى ذكراها التفاصيل الشيقة.

شادية سبب كل مصيبة
فى صيف عام 1956 سافرت شادية إلى لبنان، حيث اعتادت كل صيف أن تتلقى دعوة للغناء هناك لتسعد محبيها وعشاق فنها حسب ما جاء فى تقرير مجلة «الموعد»، فقد انتظرها فى مطار بيروت عشرات المعجبين والمعجبات ليسعدوا برؤيتها ويرحبوا بها فى لبنان، واستقلت بعدها سيارة كانت تنتظرها إلى أحد الفنادق، وما كادت تدخل مع مرافقيها حتى همس أحدهم فى أذنها بألا تتضايق من وجود طليقها الفنان عماد حمدى فى الفندق، ودهشت شادية وكادت تعود مع حقائبها إلى السيارة لتبحث عن فندق آخر لولا أن سارع مدير الفندق بالترحيب بها وإخبارها بأن عماد حمدى قد ترك الفندق منذ يومين إلى مكان آخر.
حرص المتعهدون اللبنانيون كل عام قبل قدوم شادية على نشر اللافتات والإعلانات التى تشير إلى موعد ومكان حفلاتها، وفى ذلك العام كانت اللافتات تملأ طرقات جبل عالية، وتشير إلى إحياء شادية لحفل العمر بملهى «كران ويز» .. وفى يوم الحفل دق جرس التليفون فى حجرة شادية بالفندق ليخبرها متعهد الحفل بأن آلاف الجماهير متكدسة بالملهى وتكاد تكسره من كثرة الزحام وهناك المئات ينتظرونها خارج الملهى، وطلب منها أن تسرع لترحب بجمهورها ثم تبدأ الحفل .. وبالفعل كانت شادية قد استعدت، فخرجت من الفندق مسرعة لتنادى على أول تاكسى تراه وتطلب من سائقه أن يذهب بها إلى عالية.. وعندما وصلت السيارة إلى عالية كانت شادية قد نسيت اسم الفندق الذى ستغنى فيه، فطلبت من السائق أن يقف على جانب الطريق قليلا حتى تتذكر اسم الملهى.. لكنها بعد تفكير طويل لم تستطع استعادة الاسم، فخطرت لها فكرة سريعة حيث قالت للسائق: اسمع يا أسطى.. خدنى إلى الملهى الذى ستغنى فيه شادية.. فهتف السائق: تقصدين «الكران ويز».. حاضر.
مشت السيارة فى بطء السلحفاة، فقد تكدست مئات السيارات على الطريق تحمل الجماهير المتعطشة لرؤية وسماع شادية فى تلك الليلة، ورأت ذلك الموكب المرصوص من السيارات وكانت تنظر إلى ساعتها فى قلق وسألت السائق ما العمل حتى نصل إلى الملهى بسرعة؟ وكان هذا السؤال كفيلا بأن يجعل السائق يخرج ما فى جعبته من زهق وضيق فأجابها بصوت غاضب : يا ستى الليلة ستغني شادية فى «الكران ويز» وهى سبب كل مصيبة!! وبصوت خافت سألته شادية: ليه؟ فقال لها السائق: الجمهور بيحبها وطالع يسهر ويسمعها .. وإحنا نصرف بنزين عالفاضى .. الله يلعن صاحب الملهى .. هو ده وقت لحفل شادية؟ وعلى هذا النمط ظل السائق يفرغ ثورته التى ملأت قلبه، فظل يشتم ويلعن .. وظلت شادية جالسة فى مقعدها لا ترد بحرف واحد .. حتى وصلت أخيرا إلى الملهى، وما كادت الجماهير المحتشدة تراها داخل سيارة الأجرة حتى تدافعوا إليها يصفقون ويهتفون بحرارة .. وكاد عقل السائق يطير، فالتفت إلى وجه الراكبة الحسناء وقد أحمر وجهه من الخجل وقال بكلمات متزاحمة متلعثمة: تقبرينى يا ست شادية .. بدك ما تؤاخذينى !! ورفض أن يتقاضى أجر التوصيلة واكتفى بالشرف العظيم الذى نالته سيارته بحملها الفنانة الرقيقة شادية .. نستخلص من ذلك التقرير أن شادية رغم تلقيها ثورة السائق كاملة وسماعها إساءته لها بأنها سبب المصيبة، فإنها لم تبادل ثورة الرجل بثورة مماثلة أو حتى تعنّفه أو تعاتبه على الأقل على ماصدر منه، بل التزمت الصمت التام حتى أنصفها القدر باعتذار السائق لها.  
خمسة أيام حجز بالمطار
وصلت شادية إلى مطار القاهرة يوم الثلاثاء 5 ديسمبر 1961 بعد أن قضت 23 يوما فى اليابان، كانت قد سافرت مع منير حلمى رفلة لتصوير المشاهد الأخيرة فى فيلم «غريب على شاطئ النيل» والذى تعدل اسمه ليصبح «على ضفاف النيل»، وفى استوديوهات شركة «تيكاتسو» وهى أكبر استوديوهات اليابان أنهت شادية المشاهد الأخيرة، واستلزمت تلك المشاهد أن تجلب شادية معها من مصر ثلاث ملايات لف وعدة مناديل «أبو أوية» وثوب للرقص لتؤدى به رقصة ضمن دورها فى الفيلم، وحسب ما جاء فى عدد مجلة» الكواكب» بتاريخ 12 ديسمبر 1961 تحت عنوان «من طوكيو إلى الحجر الصحى» فقد لفتت شادية أنظار الصحفيين والفنانين فى اليابان إلى تمثيلها، وتنافست الصحف اليابانية على نشر صورها وهى ترقص بعد أن بهرت الجميع بتمثيلها ورقصها الشرقى، وكذلك حرص التليفزيون اليابانى على تصويرها وعرض فيلم تسجيلى عنها على شاشته.. ولم يقتصر تكريم اليابان لشادية على ذلك فحسب، بل انهالت عليها الدعوات من الهيئات الفنية لتكريمها.
إن كانت شادية قد قدمت نموذجا مشرفا للفنان المصرى فى اليابان ولاقت كل الترحيب والتكريم من صحافتها وتليفزيونها وهيئاتها الفنية، وكانوا قد استقبلوها مع البعثة المصرية بباقات الورود، فقد وجدت مفاجأة قاسية تنتظرها فى مطار القاهرة، فعند وصولها سألها موظف الحجر الصحى عن شهادة تطعيمها ضد الحمى الصفراء فأخذت تقلب فى حقيبتها ثم أغلقتها بعد أن سيطر عليها القلق، وقالت له إنها نسيتها فى اليابان، فأخبرها الموظف بأنه لا حيلة أمامه غير أن يبقيها فى الحجر الصحي خمسة أيام .. وتلفتت شادية حولها كأنها تبحث عن مخرج من تلك الأزمة وقالت بلهجة تشبه البكاء: هنا؟ .. خمسة أيام ؟ أين؟ فقال الموظف: نعم .. هنا فى الحجر الصحى، وعلى العموم ستجدين كل وسائل الراحة.. وأسلمت شادية أمرها لله .. وطلبت من شقيقها إحضار راديو وتليفزيون ومجموعة من الكتب لتستعين بها على الوحدة القاسية.
هذا ما جاء بالضبط فى تقرير مجلة «الكواكب»، ولم يذكر التقرير الذى أشاد بنجاح زيارتها لليابان أن هناك أى وفد فنى كان فى استقبالها عند عودتها، وهنا نقف أيضا عند ردة فعل شادية.. هل فكرت فى أى حيلة لتخرج من مأزقها الذى تسببت هى فيه؟  الإجابة بالطبع لا .. فكما ذكر التقرير «أسلمت أمرها لله».
النجدة يا أم كلثوم
كان الملحن القدير إبراهيم رأفت، شقيق الموسيقار محمد الموجى دائم السعى للعمل مع نجوم الطرب الكبار، فمن خلال تسجيل إذاعى له أكد فيه أنه ذهب يوما إلى معهد الموسيقى، وهناك وجد الموسيقار سيد مكاوي يجرى بروفات لأغنية جديدة ستغنيها الفنانة شادية، وكانت هى بالطبع موجودة، فهمس إبراهيم فى أذن مكاوى بأنه يتمنى أن يقدم لحنا لشادية، وهنا جهر مكاوى بالأمر وصاح بصوت ضاحك عال لشادية: ياست الكل.. الأستاذ إبراهيم عاوز يعمل لك لحن.. وكانت بطبيعتها رقيقة حسب وصف رأفت فقالت: وماله.. ده يسعدنى طبعا .. لو عندك لحن أغنيه على طول.. وهنا انفرجت أسارير إبراهيم رأفت وطار فرحا وأخبرها بأن عنده لحن جاهز سيحضره لها غدا لتسمعه، وبالفعل جاء فى اليوم التالى إلى معهد الموسيقى حاملا جهاز بيك آب كبيرا لتسمع شادية والفرقة المصاحبة لها اللحن .. وبمجرد سماعها أعجبت به وقررت أن تغنيه فى حفلها القادم.. واتفقت مع إبراهيم رأفت على كل شئ وتم إجراء البروفات على اللحن لتغنيه فى حفل بسينما قصر النيل يوم 14 يونيه 1973 مع لحنين آخرين أحدهما لسيد مكاوى والآخر لخالد الأمير.
بعد تحديد موعد الحفل وعمل ما يلزم من الدعاية والإعلانات، كان من الطبيعى أن تخطر الإذاعة بالأغانى الثلاث، لأجازتها وأيضا لحضور الحفل لبثه إذاعيا مع التليفزيون، لكن جاء الرد لشادية صادما، فقد أجيزت أغنيتان وتم رفض أغنية إبراهيم رأفت، وأصبحت شادية في حيرة شديدة، فقد حفظت الألحان الثلاثة وأعلنت عنها .. فكيف يكون حالها أمام الملحنين والجمهور؟ وبعد تفكير مرتبك اتصلت على الفور بالسيدة أم كلثوم تعرض عليها ما حدث .. كان إبراهيم رأفت صاحب اللحن الذى منع موجودا فى ذلك الوقت، وفوجئ بأن شادية تكلم كوكب الشرق باللغة التركية، ولم يكن يعلم أن أم كلثوم وشادية تجيدان تلك اللغة، وطلبت منها أم كلثوم أن تمهلها قليلا لتعرف سبب المنع، واتصلت كوكب الشرق بالإذاعة فأخبروها أن اللحن الذى منع هو للشاعر نجيب نجم، ولديهم تعليمات بمنع أى أشعار أو لقاءات مع الشاعر أحمد فؤاد نجم، فقد كان عليه تحفظات سياسية فى ذلك الوقت، وأخبروها بأن الشاعر نجيب نجم ربما يكون من أقارب أحمد فؤاد نجم وبالتالى فإنه من الحرص الالتزام بمنع أى أشعار تخص عائلة نجم.
تفهمت أم كلثوم الأمر ثم عاودت الاتصال بشادية لتخبرها بالأمر وتطلب منها أن تغنى فى الحفل الأغنيتين الجديدتين لسيد مكاوى وخالد الأمير مع أى لحن قديم، لكن شادية أخبرتها أنها وعدت الملحن الشاب إبراهيم رأفت بغناء لحنه فى الحفل القادم، وأنه سيصاب بصدمة كبيرة لو لم تغن لحنه .. وهنا طلبت منها أم كلثوم أن تمهلها مرة أخرى لتتصرف فى الأمر، فاتصلت كوكب الشرق بالشاعر عبد الوهاب محمد وقالت له سأرسل لك لحنا، وأريد منك أن تصيغ له كلمات مناسبة له، فأنا أعرف قدرتك كشاعر وأيضا كعازف ماهر على العود، وبالفعل قام عبد الوهاب محمد بتأليف كلمات جديدة على اللحن الجاهز .. لتولد أغنية «أنا وقلبى يا روح قلبى» من كلماته وألحان إبراهيم رأفت وتنقذ أم كلثوم الموقف بذكائها الفائق وتحفظ لشادية ماء وجهها وتنصفها أمام الملحنين والجمهور لتغنى الحفل كاملا فى موعده .. الطريف فى الأمر أن الإذاعة بعد ذلك أكدت أنه لا قرابة بين الـ «نجمين» ولا مانع من غناء أشعار نجيب نجم وهنا يتضح مدى طيبة شادية وقلة حيلتها، فلم تلجأ إلى أحد غير أم كلثوم لتحل لها تلك المشكلة العلنية، فلو كانت أمرا شخصيا لتغاضت عنه شادية نظرا لطبيتها الشديدة، لكن الأمر أصبح علنيا، طرفه ملحن وجمهور وحفل، وهو ما دعاها لطلب النجدة من كوكب الشرق.
من طلبت قطع الكهرباء؟
فى بابه الأسبوعى «أحاديث الوسط الفنى» بمجلة الكواكب تساءل الكاتب الصحفى حسين عثمان فى أول خبر له فى الباب فى عدد 9 سبتمبر 1975 قائلا: هل هذا صحيح؟ وجاء تحت هذا العنوان أنه أقيم حفل بنادى القاهرة يوم 31 أغسطس 1975 أحيته شادية وحدثت فيه لخبطة واضطرابات، وتساءل عثمان: هل كان ذلك مقصودا وعن عمد أن يقوم موظفو التليفزيون والإذاعة بإحداث تلك الاضطرابات فى الحفل الذى كانت على رأسه شادية ومعها كوكبة من نجوم الطرب لإفشال الحفل بإيعاز أو إرضاء لمطربة أخرى يهمها ألا تنجح أى حفلة ينقلها التليفزيون إلا حفلاتها هى فقط؟  وطرح حسين عثمان ثلاثة أسئلة أخرى وضحت ما حدث لشادية فى الحفل وهى : لماذا سكتت الميكرفونات فلم تنقل تصفيق الجماهير وهتافها لشادية بعد أن أنهت وصلتها الأولى؟ .. لماذا انقطع التيار الكهربائى أثناء غناء شادية وقد تعالى صراخ الأطفال مما كان له أثر كبير على أعصاب شادية؟ لماذا كان توزيع الإضاءة سيئا للغاية، وبرغم ذلك ظهرت شادية غاية فى الجمال؟ وأكد حسين عثمان فى نهاية تساؤله أنه علم أن شادية قررت ألا تغنى فى حفلة عامة ينقلها التليفزيون مالم يتعهد المسئولون فيه بحماية الفنانين من تصرفات موظفى الإذاعة الخارجية التى تحرج الفنان أمام جمهوره.
إلغاء حفل عيد الربيع
قررت شادية إقامة حفل لها فى عيد الربيع في 30 أبريل 1978 وذلك حسب ما جاء فى تحقيق مجلة «الكواكب» عدد 9 مايو 1978 تحت عنوان «شادية بعيدة عن الصراعات .. ولكن» ، وفى بدايته أكد الكاتب الصحفى محمد سعيد أن شادية أعلنت عن حفلها يوم شم النسيم وكانت أول من نشرت إعلاناتها وبعدها توالت إعلانات غيرها من المطربين والمطربات لإقامة حفلات أخرى فى نفس اليوم، وأكد محمد سعيد أن حفل شادية لم يقم، وحدثت ظروف قبل إقامته توضح شكل التآمر على شادية لإلغاء الحفل أو تأجيله إلى أجل غير مسمى، وأن هناك دلائل تشير إلى أن ذلك حدث لإتاحة الفرصة أمام مطربة وافدة كى تنفرد بالغناء وحدها فى ذلك اليوم والعمل على إحراج شادية أمام جمهورها الكبير الذى أقبل على شراء تذاكر الحفل ثم فوجئ بتأجيله وإلغائه، ورجّح الكاتب لوجود تقارب شديد بين المطربة الوافدة وبين متعهد حفلات شادية حيث قاما بظلمها هى وجمهورها بألاعيبهما الغريبة .. وأكد محمد سعيد فى مقاله أن شادية فنانة لا تملك ولا تحب أن تملك أسلحة الشر التى يمتلكها غيرها، وأنها إنسانة طيبة مسالمة لا تهوى الصراعات، وناشد الكاتب الإذاعة والتليفزيون بالعودة إلى دورهما فى إقامة الحفلات للبعد عن سيطرة المتعهدين الذين يتلاعبون فى مصير الغناء ويظلمون مطربين بإيعاز من آخرين .. وهنا أيضا لنا وقفة، فقد تعرضت شادية كما ذكرنا منذ عامين إلى قطع التيار وهى تغنى، وأيضا ألاعيب من مطربة منافسة أدت إلى إلغاء حفل شم النسيم بعد أن نشرت الإعلانات وبيعت التذاكر .. ولم نجد فى كلا الموقفين أيضا غير سكوت شادية وتحملها للظلم دون شكوى أو صراع.
تقدير الرئيس السيسى لشادية
من خلال ما سبق يتضح الطيبة الشديدة للفنانة شادية التى كانت تقابل مواقف القهر والظلم بثبات شديد وسكوت غير طبيعى، وعادة كانت الدموع هى وسيلتها الوحيدة، فلم نر خبرا يؤكد ردا حازما أو حاسما منها أو دخولها أى صراع فنى أو شخصى طوال مسيرتها .. ولا ينكر أحد ما نالته شادية من حب الجماهير حتى لقبت بصوت مصر تقديرا لدورها الفنى وما شدت به من أغان وطنية واكبت كل الأحداث التى مرت بها مصر منها نشيد الجلاء الذى شاركت فيه بالغناء مع نجوم الطرب فى 18 يونيه 1956 ونشيد الوطن الأكبر والجيل الصاعد حتى أغانيها الفردية الوطنية التى باتت علامة فى تاريخ الغناء المصرى منها يا حبيبتى يا مصر وأقوى من الزمان.. وإن كانت قد تعرضت للعديد من مواقف القهر فقد كرمها القدر على يد الرئيس عبد الفتاح السيسى، ذلك الرجل الذى يعلم جيدا دور الفن كقوى ناعمة تسهم فى بناء الوطن .. ففور علمه بمرض شادية الأخير قرر زيارتها هو والسيدة قرينته بمستشفى الجلاء العسكرى ليطمئن على حالتها الصحية، ومن الثابت كالعادة أن غرض الرئيس كان إنسانيا، فلم نر صورة واحدة لهذه الزيارة ولا كاميرا للتليفزيون تؤرخ للحدث، فالمواقف النبيلة والإنسانية لا تحتاج فى نظره إلى بهرجة وإشهار، كما أوصى الرئيس الطاقم الطبى ببذل كل ما فى وسعهم لرعايتها وتوفير ما يلزم من إمكانات طبية لها .. وكان ذلك التكريم والتقدير الرئاسى هو آخر حدث جليل فى حياتها وتتويجا لمكانتها وكأنما يريد القدر أن يمنحها أكبر تقدير وتكريم بعدما لاقته من مواقف حرجة أظهرت نبل معدنها وطيبة قلبها.