7-12-2022 | 11:43
أميمـة أحمـد
أصبحت برامج المقالب أحد أشهر البرامج فى الوطن العربى، خاصة فى الموسم الرمضانى، واستطاعت أن تجذب قطاعاً كبيراً من المشاهدين بمختلف فئاتهم العمرية، عاماً تلو الآخر، وهو ما زاد معه حجم الإعلانات التى تتخلل تلك البرامج، وبالتالى تشجع صناعها على الاستمرار فى تقديمها مع التطوير منها، وهو ما يستلزم زيادة التكلفة الإنتاجية لتلك البرامج حتى تستمر فى تلك المنطقة ولا تنزل عنها.
فى التقرير التالى نرصد تكلفة بعض برامج المقالب، وكيف بدأت بسيطة فى الثمانينيات حتى وصلت إلى تلك الملايين من الدولارات التى تنفق عليها الآن.
بدأت برامج المقالب فى مصر فى الثمانينيات على يد الراحل فؤاد المهندس من خلال برنامج «الكاميرا الخفية» مع إسماعيل يسرى بتكلفة إنتاجية بسيطة، حيث يقوم المهندس بشرح المقلب قبل بدايته، ثم يستدرج إسماعيل يسرى، أحد المواطنين العاديين فى الشارع، كأنه موقف عادى، فيتعرض هذا المواطن للموقف وننتظر جميعاً ردة فعله فى شكل كوميدى مبهج.
استمر البرنامج لعدة سنوات يقدمه الفنان فؤاد المهندس ثم قدمه من بعده الفنان محمود الجندى.
لم تكن تكلفة البرنامج كبيرة حينها، فالفكرة كانت بسيطة وسهلة التنفيذ تكاد تكون تكلفته لا تذكر، ولكنه كان يخرج بشكل طبيعى واضح على وجوه الناس، ويصل بمنتهى المصداقية للجمهور فى البيوت.
ومع مرور الوقت أصبحت تلك البرامج طبقاً رئيسياً على مائدة رمضان، حتى صارت عبارات مثل «لما أقولك بخ تبخ»، «يا نجاتى انفخ البلالين عشان عيد ميلادى» إحدى لزمات برنامج المقالب الشهير «ذكية زكريا» الذى قدمه الفنان الراحل إبراهيم نصر، والذى كان يتقمص فيه شخصية سيدة تضع الكثير من طبقات المكياج على وجهها وبروكة شعر، ويستفز الجمهور العادى أيضاً فى الشارع، حتى نرى جميعاً ردود أفعالهم التى طالما استمتعنا بها، حظى هذا البرانامج تحديداً بنحاج كبير، ورغم ذلك فلم تكن تكلفته باهظة، فالاعتماد كان على تكلفة تأجير المكان فقط، خاصة أن الجمهور العادى لا يتقاضى أجراً نظير ظهوره فى تلك البرامج فى ذلك الوقت.
وفى نهاية التسعينيات غزل الفنانان حسين المملوك ومنير مكرم على نفس المنوال عبر تقديمهما برنامج «ادينى عقلك»، الذى نال نجاحاً كبيراً على مدى سنوات عديدة، لكن هذا النجاح كان دائماً مقترناً بأكثر من «علقة ساخنة».
حتى بدأ التطور الأول فى تلك البرامج بظهور الفنانين بها، من خلال البرنامج الناجح «حسين على الهوا»، الذى قدمه الفنان حسين الإمام، ولعله هو من ابتدع عمل المقالب فى النجوم بدلاً من المواطن العادى، فأصبحت من بعده موضة متوارثة حتى الآن، وحتى الآن كانت التكلفة لا تزال بسيطة وما زلنا نتحدث عن بضعة آلاف أو عشرات الآلاف من الجنيهات.
وأيضاً لن ننسى البرنامج الذى قدمه الفنان هانى رمزى «هانى فى الأدغال» والذى تم تصويره فى دولة جنوب أفريقيا، حيث اعتمد على استضافة أحد النجوم ويتركه فى عربة بمفرده فى غابة لتحيط به الحيوانات، وكانت التكلفة الإنتاجية لهذا البرنامج كبيرة جداً.
ومع دخول الفنان رامز جلال على الخط، بدأت الطفرات الرهيبة فى تكلفة الإنتاج تزيد، حيث يعد برنامج رامز جلال هو الأضخم إنتاجياً كل عام، وذلك من حيث الترتيبات والطائرات والأجهزة المستخدمة فيه كل عام، بالإضافة إلى أجور الفنانين وإقامتهم.
وتوالت أعمال رامز منذ 2011 فصار صاحب الحظ الأكبر وتربع على عرش برامج المقالب وصار برامجه تحظى بنسب مشاهدة عالية وإنتاج ضخم جداً، فبدأ ببرنامج «رامز قلب الأسد» وهو البرنامج الذى كان يستضيف فيه فنانين فيفجأون بوجود أسد أمامهم مما يجعلهم فى حالة من الذعر، ثم «رامز ثعلب الصحراء» وهو عبارة عن مقابلة مع الفنان الراحل عزت أبو عوف وأثناء الاتجاه إلى مكان التصوير يعترضهم مجموعة من قطاع ويهددونهم بالقتل، ثم برنامج «رامز عنخ آمون»، حيث تم تصويره فى إحدى المقابر الفرعونية التى تغلق على الفنان فتصيبه حالة من الفزع والخوف ويظهر رامز على شكل مومياء ويكشف عن نفسه فى النهاية، وبرنامج «رامز قرش البحر» والذى قامت فكرته حول استضافة أحد النجوم على متن قارب ثم يقوم رامز برمى أشلاء دمى ودماء مزيفة فيظهر القرش ويرتعب الضيوف والذى وصلت تكلفة إنتاجه لأكثر من 20 مليون جنيه، وكانت تكلفة استضافة النجوم عالية أيضاً، وتتراوح ما بين 200 ألف جنيه مصرى، و30 ألف دولار، أما برنامج «رامز واكل الجو»، الذى تم تصويره فى دبى، إذ يحصل النجم على دعوة افتتاح أحد الفنادق ويقوم برحلة على متن طائرة، ومن ثم يبدأ المقلب بإخافتهم فى الطائرة وادعاء أنها ستنهار، ويقال إن تكلفة الحلقة الواحدة منه تجاوزت 600 ألف جنيه مصرى، تتضمن تكلفة الطائرة يومياً، دون حساب أجر الضيف، ثم جاء برنامج «رامز بيلعب بالنار»، الذى تم تصويره فى المغرب وتدور فكرته حول استضافة النجوم أيضاً فى أحد أبراج المغرب العملاقة لعمل مقابلة تليفزيونية ثم يندلع الحريق، تلاه برنامج «رامز تحت الأرض»، الذى كانت فكرته تدور حول استدراج النجوم وسقوطهم فى الرمال المتحركة فى الصحراء وخروج سحلية عملاقة مما يجعلهم يرتعبون، وكانت التكلفة الإنتاجية كبيرة جداً، ووفقاً للتقارير فقد وصلت ما بين80 و100 مليون جنيه مصرى، واستضاف رامز النجم العالمى شاروخان، وكانت تكلفة استضافته 400 ألف دولار، بعدها كان برنامجه «رامز تحت الصفر»، الذى تم تصويره فى روسيا بعد وصول منتخب مصر لكأس العالم فى موسكو، وتدور الفكرة حول استضافة نجم كل يوم إلى روسيا لزيارة أحد الملاعب التى ستستضيف البطولة، وويتنكر رامز ويركب مع الضيف مركبة تسير على الجليد وفى إحدى المناطق النائية تتعطل المركبة، ليظهر بعدها نمر ودب قطبى ويتم إيهام الضيف بأن الحيوان يهاجم مدربه، وعند وصول الأحداث إلى قمة التشويق والإثارة ينتهى المقلب ويكشف رامز عن شخصيته الحقيقة، وفى العام التالى ظهر برنامج «رامز فى الشلال»، الذى تدور أحداثه فى جزيرة بالى بإندويسيا، من خلال تقديم دعوة للضيف بحجة تصوير إعلان فى الجزيرة، وأثناء تصوير الإعلان فوق منصة، تسقط المنصة ويسقط الضيف فى الماء ويقع فى الشلال فى مشهد مرعب ثم يتم إنقاذه بعد ذلك فى أرض صغيرة فى الجزيرة، ويكون رامز متنكراً بزى غوريلا، ثم يهجم على الضيف ويرعبه ثم ينتهى المقلب، تلاه برنامج «رامز مجنون رسمى» من خلال استدعاء الضيف بواسطة المغنية والإعلامية أروى، وإجلاس الضيف على كرسى كهربائى دون علمه ثم يحاول الضيف القيام من على الكرسى، ولكن يتم تقييده بالسلاسل ولا يستطيع النهوض، ويظهر رامز ويظل ينظر إلى الضيف مستفزاً إياه، مع بعض التعليقات الكوميدية ثم يقف رامز بعيداً عن الضيف ويطلقه، وعندما يريد الضيف الوصول إلى رامز لينتقم منه يسقط فى بركة ماء ثم يظل يعانى حتى يخرجه رامز، الذى يذهب إلى الطابق العلوى فيضطر الضيف إلى صعود الدرج الذى يكون زلقاً فيسقط، وينتهى المقلب ثم برنامجه الأخير الذى عرض فى رمضان المنصرم «رامز عقله طار»، وتقوم الفكرة حول إحضار الضيف على أنه سيدخل «ملاهى» ثم يركب كبسولة الخطر ويركب معه رامز وهو متنكر كالعادة، وترتفع الكبسولة فى الجو، ثم تفتح الشبابيك والأرضية الزجاجية، حيث يرى الضيف كل ما تحت الكبسولة ويخاف ويبدأ توازن الكبسولة يختل، وبعدها يفتح رامز الباب ويلقى بالضيف من الكبسولة فى الماء ثم يلقى نفسه من الكبسولة ويخلع قناعه ويوضح للضيف أنه كان مقلباً.