7-12-2022 | 11:56
رشا صموئيل
فى العادة ما يكون النجوم محط الأنظار وبالتابعية يوضع أبنائهم فى نفس بؤرة الضوء وخاصة عندما يدخلون محراب الفن ويمتهنون مهنة التمثيل، وقتها لا يصبحون فقط محل اهتمام ولكن قد يتعرضون أيضا إلى سيل من المقارنات بأبائهم من النجوم بصورة قد تكون عادلة فى بعض الأحيان وغير متكافئة فى بعض الأحيان الأخرى، ولكن هناك البعض الأخر ممن يصل تألقه فى عالم الفن إلى حد التفوق على الأباء من الفنانين وذلك وفقا لشهادة النقاد والخبراء كما نتعرف علي هذا تفصيلاً فى جولتنا التالية..
فى البداية يقول المخرج رؤوف عبدالعزيز: من وجهة نظرى أن الموهبة هى التى تفرض نفسها سواء هذه الموهبة من خلفية فنية أم لا، وهذا ينطبق على بعض الأسماء من أولاد الفنانين الذين استطاعوا بالعزم والاصرار السير بخطى ثابتة فى مجال الفن أبرزهم بالنسبة لى ريهام عبد الغفور والتى تمتلك بصمة واضحة فى القدرة على الأداء ما جعلها تمتلك تاريخ من الأعمال المميزة بل وتنجح فى جذب المشاهد لها منذ بدايتها وحتى الأن بشكل متميز، وهناك أيضا حنان مطاوع التى تمتلك قدرات وإمكانيات فنية هائلة بشكل جعلها تتفوق وتبرز بعيداً عن تاريخ عائلتها الفنى، نضيف إلي هذا دنيا وإيمى سمير غانم فلديهما من الموهبة وأيضا النشأة فى عائلة فنية ما ساعدهما علي التميز فى المجال الفنى بل والتفوق وذلك طبعاً دون الإقلال من تاريخ النجمين الكبيرين سمير غانم ودلال عبدالعزيز ، كما يجذبنى أيضا تميز أحمد السعدنى واهتمامه بشكل دائم بالعمل على نفسه.
ويضيف: وهناك أيضا ليلة وملك أحمد زاهر فكليهما لديه كاريزما فنية وقدرة علي الأداء جعلت لكل منهما بصمة مختلفة لذا أتوقع لهما مستقبل أكثر اشراقاً فى المجال الفنى، ولا ننسي ذكاء وتميز الفنان أحمد خالد صالح ونفس الأمر ينطبق علي الفنانة جميلة عوض فكليهما اختار أدوار بعيدة عن النمط الذي اعتدناه من أبائهم لذا نجح بصورة كبيرة بل وتفوقا، وهناك أيضا أحمد الفيشاوي والذي اختار بنفس الصورة شخصية وأدوار مختلفة عن والده فاستطاع أن يحقق نجاحاً وتفوقاً يحسب له كأحمد الفيشاوي بصورة منفصلة عن والده وعما اعتدناه من أدوار من الفنان الكبير فاروق الفيشاوي، والنجم محمد إمام هو أيضا له تيمة مختلفة استطاع أن يخلقها لنفسه بعيداًَ عن تاريخ وتميز الزعيم والذي يعد أسطورة وتاريخ فنى فى حد ذاته.
كل هؤلاء إذا نظرنا إليهم سنجد أن كل منهم قد تفوق فى مكانه بل وخلق لنفسه مساحة مختلفة وشكل مختلف عن والده أو والدته لذا استطاع أن يتفوق وينجح بتميز يحسب له.
التفوق للأباء
ويقول المخرج حسني صالح: بداية لا يوجد أحد من النجوم الصغار أبناء الفنانين قد تفوق على أبيه وفقا لوجهة نظرى وهذا ليس تقليلا منهم ولكن تأكيد على قيمة وعطاء الفنانين الكبار والذين لم يكن طريقهم مفروشا بالورود بل عملوا في ظروف تعد أكثر قسوة وتحتاج إلى النحت في الصخر حتى يستطيعوا النجاح والوصول إلى ما وصلوا إليه، في حين أن أبنائهم يعملون فى وقت تقدمت فيه صناعة السينما بشكل كبير مما وفر عليهم الكثير من الجهد الذي بذله السابقين، وأعتقد أن ابناء النجوم من الفنانين يؤيدون ذلك، ولكن لا شك أنهم استطاعوا وفقا لامتلاكهم للموهبة والنشأة فى بيئة فنية بل واكتساب أصول المهنة من أبائهم أن يتواجدوا علي الساحة ولكن الأصل بالتأكيد والتميز يرجع للأب أو الأم الفنان أكثر من الأبن رغم نجاح بعض الأبناء فى التواجد بالساحة الفنية.
ويقول المخرج خالد مرعى: حينما أحب أن أقيم أبناء الفنانين والذين أختاروا العمل بالمجال الفنى فطبيعتي لا أقارنهم بأبائهم لأن كل جيل له ظروفه ووضعه وطبيعته، ولكني استطيع أن أقيم كل فنان في حد ذاته بعيداً عن مقارنته بوالده أو والدته الفنانة، فمن أكثر الفنانين المتميزين الذين تعاملت معهم وهي أيضا ابنة فنان كبير تأتى الفنانة ريهام عبدالغفور والتي أراها فنانة ملتزمة وتعرف قواعد وأصول المهنة كما أنها تضيف طاقة إيجابية للبلاتوه بل وتتمتع بموهبة حقيقية ولكن رغم هذا لا استطيع علي سبيل المثال أن أقارنها بوالدها الفنان الكبير أشرف عبدالغفور، ونفس الأمر ينطبق علي النجمة المتميزة حنان مطاوع والتي أرى تقدمها وتطورها فى العمل الفنى يوماً بعد اليوم ولكننا لابد أن ننظر إليها كشخصية فنية بشكل منفصل عن والدها ووالدتها الفنانين كرم مطاوع وسهير المرشدى.
والفنان أحمد الفيشاوى يعد أيضا فنان مختلف عن أبناء جيله ولديه شخصية متفردة وقد نجح فى تقديم لون مختلف علي الساحة ولكننا حينما نؤكد علي تميزه لا يعني هذا أن نقارنه بالنجم الكبير فاروق الفيشاوي لنحدد من أيهما أكثر تميزا أو وصولاً للمشاهد وهناك أيضا من الأجيال الجديدة التى جذبتنى بصورة كبيرة النجم محمد يسرى ابن الفنان الكبير إبراهيم يسرى صحيح أنه متواجد وناجح ولكن مازال الطريق أمامه ممتد.
لذا أرى أن أبناء النجوم استطاع كلاً منهما أن ينجح ويتميز ولكن ككيان منفصل ومستقل وبصورة وبطبيعة أدوار مختلفة عن أبائهم من هنا فنحن نجد أنهم وأبائهم قد نجحوا وتواجدوا علي الساحة ولكن كل منهما نجح بصورة متميزة ومختلفة لا نستطيع معها أن نقارن أب بأبن أو العكس.
ويعلق المخرج إبراهيم فخر علي مدى تحقيق أبناء النجوم للتواجد والتفوق في المجال الفنى قائلاً: فى البداية أرفض استخدام مصطلح أبناء الفنانين لأن أرى فى هذا المصطلح نوع من الاعتمادية على نجومية أبائهم فى الوقت الذى أرى فيه أن هناك اجتهادا كبيراً وعملا لابد من احترامه وعدم تجاهله من قبلهم، والدليل علي ذلك أن بعض الأسماء اللامعة مثل دنيا سمير غانم قد نجحت فى تكوين جماهيرية عريضة بعيدا عن النجم سمير غانم والنجمة دلال عبدالعزيز وأيضا إيمى والفنانة ريهام عبد الغفور أراها فنانة شديدة الروعة، وتتقن بصورة كبير اللغة العربية المتخصصة فى الأداء والحفاظ على مخارج الألفاظ وبالطبع هذا أخذته من الفنان القدير أشرف عبد الغفور وأيضا ورثت منه الأداء الهادئ الذى كان يتميز به، وهناك أيضا جميلة عوض وأهم ما يميزها ذكاءها فى اختياراتها للأدوار لذا استطاعت أن تقفز فى سنوات قليلة نتيجة عملها مع نجوم كبار ومخرجين مهمين، وأيضا أرى محمد عادل إمام نجما كبيراً ولكن محمد دائما ما يتعرض لضغوطات كبيرة من قبل نجومية والده التى دائما تضعه فى مقارنات وهذا فى حد ذاته مؤذى وليس مفيدا، ولابد أن نعترف أن هذا إرهاق كبير له لأنه طوال الوقت يحاول يخرج من عباءة والده والدليل على علي ذلك حرصه علي التنوع فى أدواره.
كما يقول المخرج الكبير أحمد البدرى: نجاح الفنانين أولاد النجوم يرجع فى وجهة نظرى لجينات فنية قوية على سبيل المثال الفنانة الرقيقة ريهام عبدالغفور، عبقرية فى اختيار أدوارها والتزامها وهذه الصفات توارثتها عن والدها الفنان الكبير أشرف عبد الغفور أيضا الجميل أحمد السعدنى وفقنى الحظ وعملت مع والده الفنان صلاح السعدنى عندما كنت مساعد مخرج فكنت أرى أستاذ صلاح يأتى بنجله أحمد معه الأستديو ولذلك ترعرع فى حب الفن وهذا أتضح مع بداية عمله، فهو فنان حريص على اختيار أدواره ولديه حضور ولو تحدثنا عن النجم محمد إمام فقد عمل معى فى بدايته من خلال «البيه رومانسى» واستطاع بعد مجهود شاق أن يتخلص من المقارنات بينه وبين والده أن يكون له شخصية مستقلة بعيدا وبالفعل أصبح نجم صف أول، والكثيرون من أبناء النجوم نجحوا بالفعل فى التفوق وإثبات ذاتهم بعيد عن أبائهم من الفنانين من خلال التنوع وحسن الاختيار للأدوار.
وعن مدى نجاح أبناء النجوم في إثبات ذاتهم وتحقيق التفوق الفنى على الساحة بعيداً عن المقارنات يقول الناقد الكبير طارق الشناوى: بالفعل هناك أسماء كثيرة من أولاد النجوم موهوبين ولكن ليس كل فنان أستطاع تحقيق مكانة والده وأقوى الأمثلة محمد أمام الذى بالفعل نجح فى أن يصبح نجم شباك ولكن من الصعب أن يصل لمكانة والده والحقيقة ليس محمد فقط بل من الصعب على أى أحد أن يقترب من صرح عادل إمام، أيضا الفنان كريم محمود عبدالعزيز لم يستطع مواصلة الأمل الذى كان لدى محمود عبد العزيز والمفاجأة عندما رأيت شقيقه محمد مؤخرا فى أكثر من عمل فنى اقتنعت به كممثل بعد ما كان من اهتماماته العمل بالإنتاج، وبالنسبة للفنانة ريهام عبد الغفور فهى فنانة من الطراز الأول وموهوبة وتتمتع بحضور طاغ ،بالإضافة أن لديها ذكاء يدير موهبتها ونجوميتها لها بريق، ولو تحدثت عن الموهوبة حنان مطاوع هى نتاج قمتين فنيتين سهير المرشدى وكرم مطاوع فماذا نتوقع غير النجاح، حنان بالفعل تسير بخطى ثابته نحو الأمام وكانت مؤثرة جدا فى «القاهرة كابول» ، أيضا من الفنانين الموهوبين الثنائى الرائع دنيا وإيمى سمير غانم هما بالفعل بمثابة قنبلتين من الطاقة الإبداعية ولكل منهما لون مختلف، وتتميز دنيا بأنها متعددة الأوجه فى الغناء والتمثيل والكوميدى والتراجيدى ومازالت فى جعبتها الكثير لتقدمه وإيمى بالطبع موهوبة وكوميديانة بالفطرة والحقيقة أحب جدا الممثل الشاب أحمد خالد صالح وحبى له راجع لحبى لوالده الصديق رحمة الله عليه خالد صالح ولكن بصورة حيادية أحمد ممثل حقيقى وموهبته أصيلة ولا يقل مستوى عن موهبة الأب وقد ورث ميراثه الشرعى وهو حب الناس وهو بالفعل يستحقه وبالنسبة لملك وليلى أحمد زاهر ليس من المنصف تقيمهما الأن لأنهما مازالوا على الدرب، ولكن من الملفت أن هناك درجة تلقائية فى أدائهم يضيف لهما ومن الممثلات المؤثرات الشابة جميلة عوض فمع كل دور تقدمه تترك بصمة واضحة وهى بالفعل تفوقت على والدتها الفنانة راندا كما يلفت أنتباهى محاولات الممثل الشاب أحمد عبدالله محمود وهى محاولات احترمها ولكن والده كان موهبة مترامية الأطراف.
وأخيراً تقول الناقدة الكبيرة ماجدة موريس: من الصعب المقارنة ما بين الأبناء وأبائهم لاختلاف الأزمنة والمعايير الفنية حتى سمات البطل السينمائى مختلفة فكل زمن وله ملامحه التى تميزه ولكل زمن أيضا صعوباته وعوامل نجاحه وفشله، فقديما لم تكن توجد السوشيال ميديا والإمكانيات الحالية فى الإنتاج، ومع هذا فهناك أبناء للنجوم من الفنانين استطاعوا التفوق على أنفسهم بل وتقديم أدوار تحسب لهم وهذا بعيداً عن مقارنتهم بأبائهم أذكر فى هذا ريهام عبدالغفور ومحمد إمام، وأحمد السعدنى وحنان مطاوع، فجميعهم وغيرهم من أبناء الفنانين نجحوا فى إيجاد شيئ مختلف يضاف لهم وبصمة تحسب لهم فى العمل الفنى لكن من الصعب مقارنتهم بأبائهم.