الجمعة 3 مايو 2024

بين الرغبة فى الظهور والمنافسة الشريفة اعترافات نجوم الزمن الجميل بسرقة الكاميرا

هند رستم و تحية كاريوكا و فاتن حمامة

8-12-2022 | 12:33

نانيس الجنيدى

ليس كل السرقات ملموسة فربما تكون سرقة فكرة، سرقة لحن، سرقة خواطر، ولكن اليوم نتحدث عن سرقة الكاميرا وخاصة فى زمن الفن الجميل، العديد من المعارك نشبت بين نجوم زمان بسبب سرقة الكاميرا، أو ما يعرف باسم خطف الكاميرا، خلافات وشجارات، وتهديدات بترك العمل تسبب فيها هذا السلوك، فعندما يجتمع أكثر من نجم لامع فى مشهد واحد يجاهد كل منهم فى أن يكون الأكثر حضوراً وظهوراً.الغيرة لا دين لها، ومهما ارتقت الأوساط لم تخل من كيد النساء، ولا سيما بين النجمات، وكون الفنانة الراحلة فاتن حمامة وصلت إلى قمة النجومية وتربعت على عرش النجمات ولقبت بسيدة الشاشة العربية، جعلها تتعرض للكثير من المواقف، ومنها قصة بين مارلين مونرو العرب هند رستم وسيدة الشاشة فاتن حمامة.

عرفت هند رستم بخفة الظل، كما عرفت أيضاً أنها لا تصمت على شىء ترى فيه حقها، وكانت ترى أنه من حقها ألا تعلو عليها فاتن حمامة سواء فى الأجر أو فى اللقب، أو حتى فى تلبية جميع طلباتها من قبل المخرجين والمنتجين.
وشهد فيلم لا أنام خلافا كبيرا بين النجمتين، أثناء تصوير مشهد به مشادة كلامية بينهما، وكان من المفترض والمكتوب بالسيناريو، أن ترفع هند رستم حذاءها فى وجه فاتن حمامة اعتراضاً على حديثها وتجبراً كونها خائنة ولا تهتم بالأمر، إلا أنها يوم التصوير فوجئت بإلغاء المشهد واستبداله بشكل آخر.
وكانت حقيقة الأمر أن المشهد لم يرق إلى فاتن حمامة والتى وجدت رفع الحذاء فى وجهها أمرا غير لائق بشخصها واسمها حتى ولو كان مشهداً تمثيلياً، وتحدثت مع مخرج الفيلم صلاح أبو سيف واعترضت بشدة، وطلبت تغييره وذلك دون علم هند رستم التى فوجئت بالمخرج يخبرها ببعض التغييرات وهى الاستغناء عن رفع الحذاء.
إلا أن هند تفهمت الأمر وتوقعت بل تأكدت أن إلغاء المشهد  بسبب اعتراض فاتن وتمسكت بالمشهد بحجة أنه يضفى مدلولاً عليه وردت هند بطريقتها الخاصة وبمكر شديد، وأمسكت أثناء التصوير سيجارة، وبدلاً من أن ترفع الحذاء فقط فى وجهها قامت بنفخ الدخان فى وجه فاتن، وهو الأمر الذى استعجب له الجميع وقالت هند رستم بمنتهى الهدوء: أمامكم مشهدا الجزمة أو السيجارة، خدوا منها إللى يريحكم. وبالفعل تم تصوير المشهد بالسيجارة والحذاء ولكن بشكل أقل حدة مما كان فى البداية.
لم تكن تلك هى السابقة الوحيدة لهند رستم بل حدث الأمر أيضاً بينها وبين إسماعيل ياسين، فهما نجمان سطعا فى عالم السينما، وحفر كل منهما اسمه فى تاريخ الفن المصرى، ولكن أحياناً الغيرة بين النجوم توقعهم فى خلافات دون قصد، وهنا نروى تفاصيل الخلاف الذى حدث بين إسماعيل ياسين وهند رستم أثناء تصوير فيلم ابن حميدو وتدخل باقى النجوم لحل الأزمة، تعود القصة إلى عام 1957 بالضبط على أحد شواطىء العين السخنة وأثناء تصوير مشهد السمكة بين هند رستم وإسماعيل ياسين، فوجىء كل من باللوكيشن بانسحاب إسماعيل ياسين دون سابق إنذار من التصوير وذهب بعيداً، وتدخل المخرج فطين عبد الوهاب لمعرفة سبب انسحابه وماذا حدث، فقال له إسماعيل ياسين: الست هند مش مديانا فرصة للكلام إيه ده؟!.
سمعت هند ما قاله إسماعيل حزنت جداً وأثر كلامه على حالتها النفسية فبكت بكاءً شديداً، إلا أن الفنانة الكبيرة زينات صدقى تدخلت لتخفيف وطأة الموقف عليها وأخذتها بعيداً عن الجميع وقالت لها: بتعيطى ليه يا عبيطة، إسماعيل عايز كده، لأنه خايف تاكلى منه الجو وتسرقى منه الكاميرا، هو ده نظامه.
 وهنا قررت هند رستم أن ترد الموقف لإسماعيل ياسين بعدما أقنعه فطين عبد الوهاب باستكمال التصوير وقال له: أنت ترجع تعمل المشهد زى ما أنا عايز، وكان من المقرر بالمشهد أن تأتى هند من خلف إسماعيل وتخطف منه السمكة بالفعل خطفت السمكة وقالت له: هات السمكة يا حرامى وضغطت على كتفه، فما كان منه إلا أن عاد إلى غضبه وأوقف التصوير للمرة الثانية وعلّى صوته مستنكراً تصرفها وقال: كتفى يا شيخة إيه العافية دى؟!، وعلى الرغم من هذا الخلاف إلا أن ابن حميدو لم يكن آخر عمل تعاونا فيه إسماعيل ياسين وهند رستم ونسيا الأمر كأن لم يكن.
برع أيضاً الفنان الراحل محمود المليجى فى سرقة الكاميرا، كما عرفت كاريوكا بتألقها فى هذه المنطقة أيضاً، وذات صدفة جمع مشهد واحد بين النجمين وكان مشهد خناقة عنيفة بين المليجى وكاريوكا وتستوجب الأحداث أن تنقض عليه كاريوكا وتعضه فى كف يده، وبعد عدة مشاهد أو حروب فنية بين كلا النجمين محاولاً كل منهما سرقة الكاميرا من الآخر جاء موعد تصوير مشهد الخناقة وكانت كاريوكا قد وصلت لذروة الغضب من المليجى فعضته بالفعل عضة قوية جداً تركت أثراً وظل يصرخ هو متألماً وبعد انتهاء المشهد قالت له: علشان تبطل تتحدانى وكل ما ايدك توجعك افتكر إنك ماتحاولش تعمل الحركات دى معايا.
ولكن الغريب أن يسرق الابن الكاميرا من والده، وحدث ذلك بين عباس فارس وابنه جمال فارس ولم يكن عباس لديه من الدهاء ما يجعله يستوعب ما يحدث بل كان يكتفى بموهبته وقدرته الجبارة على الأداء، أما الابن فكان قد قرأ وتعلم فن سرقة الكاميرا وأراد أن تكون تجربته الأولى مع والده، وعندما رأى الأب ابنه يخالف تعليمات المخرج فقال بدافع الأبوة والخوف عليه ركز فى كلام الأستاذ يا ولد ونفذه، إلا أن المخرج كان على دراية بنوايا جمال فارس الفنان الشاب فقال لوالده بعدما بلغ ذروة غضبه: معلش ياأستاذ سيبه يتعلم سرقة الكاميرا فيك انت أهو انت أبوه وهتسامحه،  فأجاب مندهشاً: بقى ياولد أول ما تتعلم السرقة تتعلمها فى أبوك.