الثلاثاء 16 ابريل 2024

اقتبسها فؤاد المهندس من الخارج فى الثمانينيات حكاية أشهر برامج المقالب فى رمضان

برنامج الكاميرا الخفية

9-12-2022 | 10:24

عمرو والي

أصبحت برامج المقالب وجبة أساسية على مائدة رمضان التليفزيونية ينتظرها المشاهد كل عام إلى جانب المسلسلات الدرامية والبرامج الترفيهية الأخرى، وتحتل مكانة خاصة لديه، ليس فى مصر فقط، ولكن فى مختلف الدول العربية، فيما شهدت هذه النوعية من البرامج تطوراً كبيراً خلال السنوات القليلة الماضية، فكانت فى البداية برامج بسيطة تقوم على أساس وضع المواطن العادى فى موقف ما واختبار رد فعله، إلى أن أصبحت تقوم على إنتاجات ضخمة، وتعتمد على استضافة الشخصيات الفنية والرياضية والإعلامية الشهيرة.. فكيف كان هذا التطور.. وما أشهر هذه البرامج.
فى هذا التقرير نعرض أهم تلك البرامج منذ نشأتها حتى الآن...  
الكاميرا الخفية
البداية من خلال حقبة الثمانينيات، وتحديداً عام 1983 مع الفنان فؤاد المهندس، الذى بدأ تقديم هذه النوعية من البرامج تحت مسمى «الكاميرا الخفية»، فكانت فكرة البرنامج مقتبسة من الخارج، حيث يظهر الفنان فؤاد المهندس فى بداية الحلقة، ويقدم نبذة مختصرة عن المقلب، ثم عرضه على الجمهور، وكان الفنان إسماعيل يسرى هو من يقوم بتنفيذ المواقف على الضحايا المختلفين من الجمهور العادى فى الشارع، وفى بعض الحلقات كان الفنان فؤاد المهندس يظهر فى نهاية الحلقة مصافحاً الجمهور، فكان هذا هو أول برنامج كاميرا خفية فى العالم العربى، وليس فى مصر فحسب.
وبعد نجاح البرنامج، قام الفنان إسماعيل يسرى بتقديم هذه النوعية من برامج المقالب، عام 1996 واستعان وقتها بالفنان محمود الجندى ليستكمل ما بدأه مع فؤاد المهندس، فبدأ الجندى فى النزول إلى الشارع والتفاعل مع الجمهور، من خلال التنكر فى شخصيات مختلفة وبمكياج خفيف وذلك من خلال برنامج «حاجة تجنن» وهو من نوع الكاميرا الخفية التى تعتمد على تصوير المقالب الحية فى الشارع، وكان يجوب ربوع مصر لتنفيذ المقالب فى المواطنين، حتى تنوعت أسماء الحلقات، وكانت كل حلقة على اسم مقلب مختلف مثل مقلب «بيع السمك فى الأتوبيس»، أو مقلب «الزوج العصبي».
وفى أحد اللقاءات التليفزيونية قال محمود الجندى إنه حينما قدم الكاميرا الخفية كان يصل فى نهاية كل حلقة بأن يتحدث عن قيمة من قيم المجتمع التى اختفت ويدعو الناس لإحيائها، ويرى أن الكاميرا الخفية الحديثة شىء غير مقبول لأنها تستغل الضحك على الناس واللعب بمشاعرهم أحياناً. 
وبعد المهندس والجندى قرر إسماعيل يسرى تقديم الكاميرا الخفية بنفسه مستعيناً بالكاتب يوسف معاطى لكتابتها وتقديم البرنامج معه أيضاً، وكانت بداية التصوير خارج مصر واستخدام التقنيات الحديثة فى تصوير برامج المقالب، حيث صور حلقات فى مواقف طبيعية ومضحكة.
زكية زكريا
ومع نجاح هذه النوعية من البرامج فى جذب الجمهور وإمتاعه ظهر الفنان إبراهيم نصر عام 1990 ببرنامجه الأول على الشاشة الذى يحمل عنوان «انسى الدنيا» الذى ظهر خلاله وهو يتقمص عدة شخصيات ومنها الكفيف، وبائع الجرائد، والمكوجى، والحلاق، وكل منها يختلق دراما للموقف مع المواطن البسيط تنتهى بالكوميديا الممتعة للجمهور.
نجاح برنامج «انسى الدنيا» دفع الفنان إبراهيم نصر، لقيادة مسيرة «الكاميرا الخفية» فى شهر رمضان الكريم، واستكمال ما بدأه فؤاد المهندس، وإسماعيل يسرى فظل يقدم البرنامج لمدة 15 عاماً، ولكن تحت مسميات مختلفة أبرزها والأشهر «زوبة سات»، و«هيما غاوى سيما»، و«هيما شو»، و«زكية زكريا»، و«غباشى النقراشى» فيما ظلت الإفيهات الخاصة به عالقة فى ذهن الجمهور حتى وقتنا الحالى ومن أشهرها «بخ بخ»، و«يا نجاتى انفخ البلالين»، و«حضرتك مرتبط؟».
ادينى عقلك
وفى عام 1998، بدأ الاعتماد على المواطن ليكون هو بطل المقلب على أن ينفذ القالب الكوميدى فى الشارع، وظهر ذلك جلياً من خلال برنامج «ادينى عقلك» الذى ترك بصمته على الجمهور، ما جعله يستمر نحو 14 عاماً متوالياً مع وجود فترات انقطاع قصيرة فى المنتصف. 
البرنامج كان يتناول القيم الاجتماعية، كالصداقة، وصلة الرحم، وينتقد أخرى كالتدخين وغيره، فى شكل المقالب التى يقوم بها الممثلون، واحتفظ البرنامج بتكوينه القائم على المواطن العادى منذ بدايته، وكان يعرض على التليفزيون المصرى قبل الانتشار الواسع للفضائيات. 
حسين الإمام 
وفى بداية الألفية الجديدة، انتقلت الكاميرا الخفية من فكرة الاعتماد على المواطن العادى إلى استقطاب الفنانين من خلال الاعتماد على النجوم كمقدمى برامج لاستغلال علاقتهم داخل الوسط الفنى من أجل إنتاج مادة جديدة ومختلفة تستهدف بشكل رئيسى زملاءهم النجوم ومعرفة ردود أفعالهم بشكل مغاير تماماً عما يعرفه الجمهور، وكان الفنان الراحل حسين الإمام أول من قدم هذه النوعية من البرامج الكوميدية، بضيوف من نجوم الوسط الفنى، وقدم سلسلة من البرامج أبرزها «حسين على الهواء»، و«حسين على الناصية»، و«كلام حسين»، و«ما تيجى أقولك»، و«عفاريت حسين الإمام»، ومن هذه البرامج خرج مجموعة من الفنانين إلى عالم التمثيل ومنهم الفنانة بدرية طلبة، والفنان إسماعيل فرغلى.
نجومنا فى اليابان
كما قدم الفنان محمود عزب عدداً من البرامج الكوميدية، من أبرزها برنامج الكاميرا الخفية «بهلول ولسان العصفور» الذى لم يقدم فيه جديداً عن طبيعة برامج الكاميرا الخفية فى فترة التسعينيات وبداية الألفية.
وفى عام 2003، اقتحمت المرأة عالم الكوميديا، وبرامج المقالب فكانت البداية على يد الفنانة نشوى مصطفى التى خاضت سباق برامج المقالب، حين قدمت برنامجاً بعنوان «نجومنا فى اليابان»، الذى تنكرت فيه بدور مذيعة يابانية، لا تتكلم العربية جيداً، وتستضيف فنانين مصريين، ثم تقوم بالكشف عن شخصيتها الحقيقة آخر الحلقة، ولم تكرر مصطفى تجربة برامج المقالب مجدداً رغم نجاحها. 
حيلهم بينهم
ومع بداية عام 2007 قدم الفنان عمرو رمزى، الذى هو فى الأساس مخرج، تجربة فريدة من نوعها وهى برنامج «حيلهم بينهم»، الذى حقق من خلاله نجاحاً كبيراً وشهرة حولته من مخرج برامج إلى مقدم تليفزيونى، ليدخل المجال الفنى بعدها ممثلاً ، حيث كان البرنامج بوابة التعارف بينه وبين الجمهور واعتمدت فكرة البرنامج على قيام الفنان عمرو رمزى بتجسيد دور مذيع يستدرج النجوم من خلال استضافتهم فى برنامج بعنوان «وجهة نظر»، ثم يقوم باستفزازهم طوال الحلقة من خلال عرض انتقادات الجمهور لهم، وشن هجوم عليهم، ليختبر ردود أفعالهم، حتى يتم الكشف عن المقلب فى النهاية.
وبعد النجاح الذى حققه رمزى تم تقديم أكثر من موسم من البرنامج، ولكن بدونه، ومنهم على سبيل المثال «حيلهم بينهم كمان وكمان»، حيث تم استبدال عمرو رمزى بالإعلامية هبة مندور، لتظهر بعدها مواسم أخرى تحت مسميات «حيلهم بينهم من الآخر»، وقدمه الفنان إدوارد، و«حيلهم بينهم الصلح خير»، واعتمد على أن يكون النجم هو مقدم الحلقة، ليقوم بالصلح بين شخصين ليكتشف فى النهاية أنه وقع ضحية لمقلب كوميدى. 
هبوط اضطرارى
كما قام الفنان الكوميدى هانى رمزى بتقديم عدد من برامج المقالب خلال السنوات الأخيرة الماضية، خلال شهر رمضان الكريم وهي: «هبوط اضطرارى»، و«هانى هز الجبل»، و«هانى فى الأدغال»، واعتمدت فكرة برامج المقالب التى قدمها هانى رمزى على خداع شخصية شهيرة من خلال وضعها فى موقف مخيف، واختبار مدى قوتها وتحملها لهذا الموقف، فتارة يصعدان معاً على متن طائرة ويقوم بإيهام الضيف بحدوث خلل فنى يؤدى إلى هبوط الطائرة بشكل اضطرارى، وتارة أخرى يتم اصطحاب النجم فى رحلة عبر الأدغال ليحدث عطل فى السيارة ويهاجمه مجموعة من الأسود ليظهر رمزى فى النهاية ويكتشف الضيف أنه ضحية مقلب. 
التجربة الخفية
أيضاً اتجه الفنانان شادى ألفونس وخالد منصور فى برنامج «التجربة الخفية»، لفكرة قريبة من «هبوط اضطرارى» التى قدمها رمزى، تعتمد على القفز بالبراشوت مع النجوم، حيث يحدث خلل أثناء هذه القفزة، ويتم إيهام الفنان بأن أحد مقدمى البرنامج قد توفى إثر سقوطه على الأرض، قبل أن يتدخل الخبراء لينقذوا الفنانين، ويكتشف الضيف المقلب. 
الصدمة
واشتهر برنامج مقالب آخر تم تقديمه فى رمضان خلال السنوات الماضية، ولاقى نجاحاً كبيراً لاختلافه وهو «الصدمة»، وهو برنامج مقالب له شكل إنسانى، لا يهتم بضحك الجمهور بقدر إظهار الإنسانيات فى المجتمع العربى، حيث تم تصويره فى مصر وعدد من الدول العربية الأخرى، من تقديم الفنان والإعلامى كريم كوجاك، واعتمد البرنامج على مواقف فى الشارع بين المواطنين وفيها نشاهد رد فعل الجمهور عليه، والذى يصل فى بعض الأحيان إلى الشجار، حتى يتدخل مقدم البرنامج 
فؤش فى المعسكر
كما قدم الفنان محمد فؤاد عام 2014، تجربة وحيدة فى عالم برامج المقالب وهو برنامج «فؤش فى المعسكر»، وهو البرنامج الذى دارت فكرته حول دعوة فنان لتصوير حلقة من برنامج بعنوان «اليخت» تقديم الإعلامية سالى شاهين وأثناء تصوير الحلقة يتم إيهام الضيف بأن اليخت خرج إلى المياه الدولية الإسرائيلية ثم يؤخذ الضيف لتحقيق بحيث يلعب محمد فؤاد دور المحقق.
كريزى تاكسى
وحظى الفنان الشاب إبراهيم السمان، بردود فعل إيجابية واسعة، خلال العامين الماضيين، بعد تجربته فى تقديم برنامج المقالب، «كريزى تاكسى»، حيث بدأ إذاعته عبر أحد مواقع الفيديوهات الشهيرة عام 2019 لينتقل بعدها إلى شاشة التليفزيون خلال العام الماضى 2020، حيث تعتمد فكرة البرنامج على سائق سيارة تاكسى يصنع مواقف ساخرة فى ضيوفه، وذلك من خلال التنقل فى أكثر من منطقة ومحافظة داخل مصر.
رامز جلال
وكعادته واصل الفنان رامز جلال، هذا العام خلال المنافسات الرمضانية، تقديم المقالب من خلال برنامج «رامز عقله طار»، حيث تقوم فكرة البرنامج هذا العام على اصطحاب الضيف إلى أحد الملاهى الترفيهية فى السعودية، ليقوم الفنان بتجربة لعبة تتعرض للتلف فى الهواء ويضطر بعدها إلى القفز داخل حمام سباحة من ارتفاع كبير للغاية.
رامز جلال بدأ تقديم برامج المقالب للمرة الأولى فى عام 2011 بعنوان «رامز قلب الأسد»، ومنذ ذلك الوقت أصبح برنامج رامز جلال حاضراً على الشاشة الرمضانية كل عام، حيث قدم بعد ذلك «رامز ثعلب الصحراء» فى 2012، و«رامز عنخ آمون» فى 2013، و«رامز قرش البحر»، فى 2014 و«رامز واكل الجو»، 2015و«رامز بيلعب بالنار» 2016، و«رامز تحت الأرض» فى 2017، و«رامز تحت الصفر» فى 2018، و«رامز فى الشلال» فى 2019 و«رامز مجنون رسمى» فى العام الماضى 2020.