الخميس 21 نوفمبر 2024

مصطفى شوقي : حاولت معايشة شخصية سيد درويش فى «الضاحك الباكى»

مصطفى شوقي

10-12-2022 | 11:44

ولاء جمال

اعتُمد مطرباً فى الإذاعة عام 1999، لكنه قدم أولى أغانيه «ملطشة القلوب»، التى حققت نجاحاً كبيراً عام 2019، والتى عرفه الجمهور من خلالها، أى بعد عشرين عاماً من اعتماده مطرباً بالإذاعة،  لم يكن خلال تلك الفترة بعيداً عن الفن، بل كان مشغولاً بالتلحين، وهو ما لا يعلمه الجمهور، حيث عرف كثير من الجمهور الفنان مصطفى شوقى مطرباً، على الرغم من مسيرته الطويلة الجديرة بالاحترام فى التلحين قبل الغناء، والتى قدم خلالها العديد من الألحان الناجحة لكبار المطربين بما يدل على حالة من الإصرار والاجتهاد والصبر والسعى المستمر لتحقيق ذاته.

لم يكتفِ مصطفى بالغناء والتلحين، بل سطع نجمه مؤخراً وأطلَّ على الجمهور ممثلاً من خلال تجسيده شخصية سيد درويش فى مسلسل «الضاحك الباكى»، وأبهر الجمهور بأدائه وصوته، ومدى التطابق البصرى بينه وبين فنان الشعب الراحل، فى تجربته التمثيلية الأولى  .

فى الحوار التالى يحدثنا الفنان مصطفى شوقى عن سبب تحمسه لهذا الدور، وكيف كانت تجربته التمثيلية الأولى، وكيف استعد لها، والمصادر التى اعتمد عليها قبل تقديم الدور، وغيرها من التفاصيل فى السطور التالية...

ما سبب تحمسك لتقديم دور سيد درويش ضمن أحداث مسلسل «الضاحك الباكى»؟

فى البداية، تلقيت عرضًا بالدور من الكاتب محمد الغيطى فى شهر مايو، فعرضت الأمر على المنتج نصر محروس، لأننى أثق به وأستفيد من رأيه، وبعد مناقشات بيننا وجدنا أن الدور جيد ويقدم سيد درويش بشكل لم يقدمه أحد من قبل، بمعنى أن الدور يلقى الضوء على حياة سيد درويش فى مناطق معينة لم يتطرق إليها أحد من قبل، سواء فى المسرح الغنائي، وكذلك دوره فى الأغانى الوطنية، وعلاقته بنجيب الريحانى وبديع خيري، فكانت المشاهد التى تخص سيد درويش فى المسلسل مكثفة فى عدد بسيط من الحلقات، لكنها تناولته فى فترة زمنية معينة لم يلقِ أحد الضوء عليها بشكل جيد فى كل ما قدم عنه فى أعمال فنية أخرى، ومن هنا كانت الموافقة على العمل.

حدثنا عن استعدادك للدور خاصة أنه يدور حول شخصية حقيقية.. وهل كانت هناك عوائق فى تجسيد دور سيد درويش؟

بدأت مباشرة بعد التوقيع مذاكرة الشخصية بشكل جيد من خلال القراءات والمشاهدات، ولكن المشكلة التى واجهتنى كانت فى ندرة لقاءات سيد درويش سواء المصورة أو المسموعة، فكان فلابد من الاجتهاد بشكل كبير لأستطيع بناء شكل «الكاركتر».

وكيف كان شكل اجتهادك الشخصى قبل تقديم الشخصية ليخرج الدور بهذا الشكل المختلف والمبهر؟

الحمد لله، أنا فقط فعلت ما يجب علىّ عمله، فمثلا بدأت أكثف من مذاكرة العود، خاصة أنى لم أمسك العود منذ 20 عاماً، كما أنى لا أعرف إلا المبادئ الأساسية فقط للعود، فكنت أذاكر نحو 12 ساعة يومياً بآلة العود، بالإضافة إلى مذاكرة أغانى سيد درويش وحفظها، لاسيما كوبليهات معينة من أغانيه الوطنية التى تمس الحالة داخل المسلسل.. وكذلك سافرت إلى مسقط رأسه بمنطقة كوم الدكة بالإسكندرية، والشوارع التى تحيط بالمكان، والمقهى الذى كان يرتاده ويجلس عليه، وكذلك زرت مقبرته، فقد حاولت بكل الطرق أن أعيش الشخصية قبل تقديمها وكنت أحاول زيارة منزله بمنطقة روض الفرج بالقاهرة لكنى لم أتمكن من ذلك، وهى الشقة التى خرجت منها الدرر الفنية الخاصة بالأغانى الوطنية مع بديع خيرى ونجيب الريحاني.

هل كان للقراءة دور فى إلمامك بمعلومات عن سيد درويش قبل تقديم الشخصية؟

نعم، فقد قرأت عدة كتب تناولت شخصية سيد درويش، منها كتاب للدكتور محمود الحفني، وهو كتاب مهم جدًا، وأعتبره أهم كتاب لأن صاحبه قال إنه قابل سيد درويش، وهو أقرب من كتب عن سيد درويش زمنياً إليه، وبالكتاب معلومات عظيمة جداً، كما قرأت كذلك كتاب «سيد درويش.. حياة ونغم» لمحمد على حماد، وهو كذلك كتاب مهم أيضاً، وقرأت كتاباً آخر من جزأين شارك فى كتابته حسن درويش، وقرأت كتاباً اسمه «السبعة الكبار»، وكذلك كنت حريصاً جداً على مشاهدة وسماع أى حوار أو لقاء كاملاً يدور حول سيد درويش، منها لقاء للفنانة الراحلة بديعة مصابنى التى تحدثت فيه عن سيد درويش، وكذلك الموسيقار محمد عبد الوهاب تحدث عنه فى حوار آخر.

هل ترى أن ذلك كافٍ لبناء الشخصية دون أن تعتمد على شىء مسموع لسيد درويش نفسه؟

ليس هناك أى شيء مسموع لسيد درويش غير الأغانى فقط، فلا يوجد له حوار، أو لقاء تليفزيونى أو إذاعى، إنما كل ما تم جمعه عنه كان من خلال الآخرين ومواقفهم معه، فكنت ألتقط من ذلك معلومات كثيرة وأجمعها بخيوط وابنى «الكاركتر»، وتحديد شكله، سواء لطيفاً أم عبوس الوجه أم سعيداً دوماً، كل هذا من خلال كلامهم عنه، لأنه كذلك حدثت نقلات فى حياة سيد درويش؛ لأنه كان رجلا ًعصامياً جداً، وتحمل المسئولية من الصغر، فكان يأخذ الحياة بشكل جاد وقدم فى فترة قصيرة جداً درراً فى الفن المصرى.

هذه المرة الأولى التى يقدم فيها مطرب شخصية سيد درويش.. كيف كانت مرحلة التمثيل نفسها؟

نعم، فقد قدمه قبل ذلك ممثلون وليس مطربين، وأعتقد أن المخرج محمد فاضل والكاتب محمد الغيطى عندما فكرا فى شخص يجسد شخصية سيد درويش، كان تفكيرهما مختلفاً، وأرادا ألا يكون فقط ممثلاً يمسك بالعود ويقول عليه أى كلام أو يسجل فى الاستديو، ثم يتم تركيب الصوت، ولكنهما حاولا تقديم كل شيء حياً لتكون هناك مصداقية أكثر لدى المشاهد.

هل تلقيت كورسات تمثيل قبل تقديم شخصية سيد درويش؟

قبل أن أتلقى عرضاً لتقديم دور سيد درويش كنت أتلقى كورسات للتمثيل، فالموضوع حدث بالفعل لكنه لم يكن مرتبطاً بسيد درويش، ولكن الأمر جاء بالمصادفة، حيث أخذت كورسات تمثيل مع دكتور فريد النقراشى وحسام داغر، والدور عرض علىّ فى الحصة العاشرة.

كيف كان إحساسك بالتمثيل أمام الكاميرا للمرة الأولى؟

لأنها التجربة الأولى فى التمثيل فكانت هناك حالة من الرهبة التى انتابتنى، خاصة أننى أقف أمام اسم كبير هو المخرج محمد فاضل، لكن هذا المخرج العظيم كان سبب إحساسى بالاطمئنان والثقة فى نفسي، فكان يتعامل معى بأسلوب راقٍ جداً وعلى قدر كبير من الهدوء، لثقته فى المجهود الذى أبذله، وكانت تعليماته منصبة حول شكل الحركة فى تون الصوت أو فى التعبيرات فى بعض المواقف، لكنه بشكل عام منحنى العمل بمنتهى الأريحية، وأشكره على هذه الثقة لأنه أعطانى فرصة لأترجم كل ما تعلمته فى ورش التمثيل، فأزال الرهبة التى لم تتجاوز عدداً قليلاً من المشاهد فى البداية.

أى مراحلك الفنية أهم.. التلحين أم مرحلة أغنية «ملطشة القلوب».. وهل شعرت قبل ذلك باليأس فى حياتك المهنية؟

الحمد لله لم يتسلل اليأس إلى قلبى أبداً، فأنا طوال حياتى لا أنظر خلفى، بل دائماً أنظر لنصف الكوب المملوء، وأحب كل مراحل حياتى فلكل مرحلة طابعها المميز وجمالها.