الأربعاء 24 ابريل 2024

معاً لمواجهة فوضى «برامج التجميل» على السوشيال ميديا

عمليات التجميل

16-12-2022 | 09:57

عمرو والي
لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دورا كبيرا خلال الأونة الأخيرة في زيادة اهتمام الفرد بشكله ومظهره الخارجي، فباتت الصور والفيديوهات المنشورة والتعليقات والإعجاب عليها موضوع يشغل تفكير الكثيرين لاسيما الفتيات والسيدات وتحول الأمر إلى ما يشبه السوق الذي يعج بالإعلانات ومنصات التسويق، وأبدت الفتيات اهتماما بإطلاق منصاتهن الخاصة بهن في مجالات مختلفة أشهرها الموضة والتجميل حيث تبدأ بعضهن في نشر مجموعة من النصائح أو نقل الخبرات في مجال التجميل أو البشرة أو تنسيق الملابس أو تجربة وصفة طبية معينة للتخسيس .. الأمر الذي قد يؤدي إلى كوارث قد لايحمد عقباها خاصة وإنهن لا يمتلكن الخبرة الكافية لهذا الأمر ...«الكواكب» طرحت العديد من التساؤلات حول هذه الظاهرة وخطورتها على الصحة؟ وما هو الدور الواجب على الإعلام القيام به لمواجهتها؟ وهل الرهان يكون على وعي المتلقي فقط أم ان هناك حلولا يجب وضعها؟ فكانت آراء بعض المختصين عبر السطور المقبلة. «جهود كبيرة » قال الدكتور عاطف إمام، أستاذ جراحة التجميل والحروق، وسكرتير إحدىِ الجمعيات المصرية لجراحي التجميل، إن أطباء التجميل في مصر يواجهون الكثير من المصاعب، والمتاعب، بسبب الدخلاء ممن انتشروا على مواقع التواصل الاجتماعي، والذين لا يمتلكون الحد الأدنى من العلم أو الخبرة لإعطاء النصائح للجمهور، مشيرا إلى أنهم يبذلون جهودا كبيرة من أجل رفع الوعي لدى الجمهور والتحذير من سماع النصائح من غير المتخصصين، لاسيما وأن الأمر متعلق بصحة الإنسان. وأضاف إمام قائلا: عقدنا اجتماعات مع مسئولين وجهات عدة على رأسها جهاز حماية المستهلك، ووجدنا غياب السيطرة على بعض الإعلانات المتعلقة بأدوية التخسيس أو العناية بالجسم والبشرة، لأنها تبث من دول خارجية، بالإضافة إلى الصفحات الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي والتي يبيع بعضها منتجات مشبوهة، وغير مرخصة، وكذلك صناع المحتوى ممن يخرجون للجمهور ويقدمون تجاربهم في هذا الشأن. «شروط ومعايير» وأكد إمام أن هناك الكثير من الحالات التي تضررت من هذه الوصفات من على الانترنت، لافتاً إلى أنه خاض الكثير من التجارب لحالات عديدة عبر لجان التحكيم في الطب الشرعي، بعد تقديم شكاوى من المرضى. «طبيعة مختلفة» وفي نفس السياق أكد الدكتور وائل صقر، أستاذ جراحة التجميل بطب بني سويف، أن أي شخص يعاني من مشكلة طبية لابد وأن يزور الطبيب، ولا يعتمد على أي وصفة أو تشخيص من صديق أو فيديو شاهده على الانترنت أو السوشيال ميديا، لأن كل شخص مختلف عن الآخر في طبيعة جسمه، وقد يعاني من أمراض مزمنة كالسكر أو الضغط أو الغدد الصماء أو السرطانات وغيرها من الأمراض، وحتي الوصفة الطبية التي أوصى بها الطبيب لشخص ما .. قد لا تصلح مع اخر ، وإذا نجحت مع شخص ليس بالضرورة أن تنجح مع الجميع، وهنا الحديث عن وصفة طبية فما بالنا بوصفة شعبية من العطار أو تعتمد على المواد الطبيعية التي قد لا يكون لها أي تأثير. وأشار صقر إلى أن الجمهور تقع على عاتقه مسؤولية التبليغ عن أي شخص يبث معلومات طبية وهو لا يمتلك أي مؤهل علمي بالتواصل مع مباحث الانترنت، كجهة رقابية لأن السوشيال ميديا مجال واسع، ولابد من الحصول على ترخيص من وزارة الصحة عند الترويج لأي منتج طبي أو دوائي، لاسيما وأن عيادات الأطباء تشهد الكثير من الحالات التي تضررت من وصفات منقولة أو ما شابه. «تأثيرات خطيرة» وتتفق مع الرأي السابق الدكتورة، جيهان الدمرداش، أخصائية تغذية علاجية وسمنة ونحافة، والتي أوضحت أن ظاهرة انتشار الفيديوهات الخاصة بأفراد يتداولون فيها معلومات أو تجارب طبية أو وصفات للتخسيس أو التجميل باتت خطيرة، فأي شخص يمتلك كاميرا موبايل وصفحة على مواقع التواصل الاجتماعى يستطيع صنع فيديو وتمويله على الصفحات ليصل لأكبر قطاع ممكن من الجمهور، ليدخل الشخص العادي ويبحث عن طريقة لخفض الوزن أو معالجة الشعر أو إصلاح مشكلة في البشرة ويجرب الطريقة من فيديو صاحبه غير متخصص، لافتة إلى أن الأمر تأثيراته كارثية على الصحة والتي قد تتسبب في أضرار للكلي والكبد أو حروق في البشرة وغيرها. وأضافت الدمرداش: منذ فترة قصيرة انتشرت موضة بين الشباب لنشر نوع معين للريجيم وتم تداولها على السوشيال ميديا وخاض الكثيرون نقاشات عديدة حولها، واتضح بعدها خطورة هذا النوع من أنظمة التخسيس على الفرد، حيث لا يصلح مع كل الأجسام، أو الأعمار، ومنهم من أصيب بأمراض أو تضرر الكبد والكلي والقلب نتيجة هذا النظام الغذائي، وهنا تحول الشخص الذي بث الفيديو أو النصيحة إلى عامل رئيسي في إصابة آخر بالمرض. «جنون الشهرة» وأعربت الإعلامية وخبيرة التجميل والموضة أمينة شلباية عن استيائها من انتشار هذه الظاهرة، ملقية باللوم على الفتيات أو السيدات اللاتي يسمعن هذه النصائح من أشخاص مجهولين لا يمتلكون الخبرات الكافية لاعطاء النصائح لاسيما وأن الأمر متعلق بالصحة والبشرة وذوق الفتاة وهي أهم الأمور التي تميزها، مستطردة حديثها: السيدة أو الفتاة تشاهد أي وصفة في فيديو، تقوم بتجربتها .. فمرة تسير بالبركة، ومرة أخرى وجهها يتعرض للحرق، ومن المفترض أنا كشخص عاقل أفكر وأراجع نفسي فيمن أتابعه أو أخذ منه النصيحة. وأضافت شلباية: البعض يتسابق على المتابعين واللايكات، دون محتوى هادف وحقيقي، وذوقنا في الملابس والمايك آب ليس في أفضل أحواله، فطوال 25 عاما في البرامج التي قدمتها أردد يا جماعة البسوا ده، وبلاش ده، واستضفت الكثيرين من الأطباء وخبراء التجميل والاستايسلت ودائما ما تراسلني فتيات يترغبن في الظهور معي كاستايلست أو خبيرة تجميل، وبمجرد أن اعطيها اختبار وأقول لها على سبيل المثال لنفترض أننا سنقدم حلقة عن الملابس والجسم الممتلىء من تحت ورفيع من فوق ما هو تصورك أو الأفكار التي يمكن بها حل هذه المشكلة من خلال الملابس، فلا أجد أي إجابات. «ممارسات خاطئة» وعن دور الإعلام قال د.ياسر عبد العزيز، الخبير الإعلامي إن الدول المتقدمة بدأت تنتبه إلى بعض الممارسات الخاطئة والخطيرة والتي يتم تداولها على منصات مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما ما يتعلق بالمعلومات ذات الطبيعة الصحية من جانب، بالإضافة إلى معلومات الترويج والإعلان من جانب آخر، حيث قامت هذه الدول بإرساء معايير وقواعد من أجل تداول المعلومات والأنباء الصحية، ولدينا فى مصر قانون لمتابعة ما يكتب على مواقع التواصل الاجتماعى. وأشار عبد العزيز إلى أن هناك 4 محددات بشأن تناول المواد الخاصة بالطب أو الأدوية في وسائل الإعلام بشكل عام، أولها أن وسائل الإعلام يجب أن تكون مسجلة فى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، ثانياً عندما تكون مسجلة يجب الالتزام بالمعايير والأكواد الخاصة بنشر الإعلانات، ثالثاً عندما يأتى لها أى منتج يرغب فى الإعلان يجب أن تتأكد أن المنتج حاصل على الإجازة الواجبة للترويج له، رابعاً يجب ألا تخلط بين المحتوى الإعلانى والإعلامى.