16-12-2022 | 10:02
نانيس جنيدي
لا شك أن الجمال هو أحد أهم عناصر النجاح لنجماتنا على الشاشة والخروج بلوك مبهر هو أحد أهم أهداف فناناتنا المحبوبات ،لذا نجد لدى بعضهن رغبة فى إجراء عمليات التجميل من شد الوجه ونفخ الشفايف و رسم الحواجب و ما إلى ذلك .. مما قد يؤدى احيانا فى النهاية للخروج بما يعرف ب « الماسك فيس»حيث افتقاد القدرة على التعبير بالوجه ؛ و قد تكون النتيجة الجميلة شكلا .. عيوبها و مردودها السلبى على الأداء الدرامى و التعبيرات المطلوبة بشكل أو بأخر .. حول هذه الزاوية يدور تحقيقنا التالى ..
فى البدايةً يقول د. حسام سيد طبيب التجميل : هناك العديد من النقاط التي قد يغفل عنها المشاهد العادي وهي أن الفلاتر المتاحة بكاميرات التصوير قد تعطي نفس نتيجة الماكياج، وأيضاً الماكياج السينمائي الذي تستخدمه النجمات قد يداري بعض العيوب بالبشرة ... أما ما يتعلق بلجوء بعضهن لإجراء عمليات التجميل و خاصة شد البشرة و جلد الوجه وما شابهه .. فقد لفت انتباهى بالفعل حدوث الاختلافات في الملامح بصورة غير مرضية احيانا.
فمثلا انتفاخ الشفايف والذي علق عليه الكثيرون و كيف أدى لظهور بعض النجمات بصورة مبالغ فيها وغير مريحة فقط لمجارة الموضة .. ما قد يؤدى لظهور أزمة هي اختفاء التفاصيل الدقيقة المميِزة لكل وجه على حدا وهو ما ينعكس بدوره على خروج الاداء التمثيلى بشكل مختلف وبقدرات تعبيرية قد تبدوا غير جيدة للمشاهد الذى يشعر بضعف الاداء من خلال ملامح باهتة إلى حد كبير.
مثال آخر .. «هوليود اسمايل» والتي انتقدها الكثيرون بمسلسل «البرنس» .. لم تعد كسابق عهدها تقتصر على طبقة معينة بالمجتمع، ولكنها أصبحت كعملية التقويم حتى أن تكلفتها أصبحت في متناول الجميع ومنتشرة في الطبقات المتوسطة ، لذلك أرى أن وجودها في المسلسل مع الأبطال الذين يعيشون في حارة ليس منافياً للواقع، بل أصبح شيئاً عاديا ومع ذلك اثار انتقاد الكثيرين وهذا حقهم لأن المشاهد اعتاد ذهنيا الربط بين اللوك والشخصية التى يقدمها البطل داخل العمل .
و تقول د. ندى رضا أخصائية التجميل : بعض النجمات قمن بإجراء جراحات تجميلية منهن من حافظت على ملامحها وتعبيرات وجهها والبعض الاخر غيرن من الشكل الهيكلي الاساسي للوجه وهذا يرجع لطلب الفنانة نفسها قد تطلب تغير شكلها جذرياً لاداء دور شر مثلا فيصبح التغير مناسبا إلى حد ما يليق بالدور ، ولكنهن لا يعلمن أن هذا قد يكون مبالغ فيه بالنسبة للجمهور، ومنهن من تجري وراء الموضة سواء بعمل الفك المربع أو الشفايف المنتفخة أو الذقن المحددة، مع ان ملامحهن ليست بهذا الشكل، والحقيقة أن بعض عمليات التجميل هذه بالفعل أدت إلى تغيير الشكل كليا وضياع الملامح وأرجع ذلك إما لطلب المريضة أو أن الطبيب يتخذ الموضوع كتجارة يعطيها عروضا لتستفيد منها فتكون النتيجة زائدة عن الحد ، والمفروض أن الممثلة تعرف أنها ليست موديلز .. فليس شرطا أن تكون جميلة طوال الوقت فربما استدعت بعض الادوار ظهورها غير ذلك تماما .
ويقول دكتور .فراج هارون إستشارى الطب الشمولى والتغذية العلاجية والتجميل مختلفاً: المشكلة في عمليات التجميل والبوتكس والفيلر والخيوط الجراحية أن الغرض منها هو شل العضلات، والعمر الافتراضي لها يكون ما بين 3 أشهر إلى 6 أشهر، و الفنانات يتعرضن لنوع غريب من الإضاءة بالإضافة إلى ضغط المواقف التي يقمن بتمثيلها، فهذا التأثير على عضلات الوجه وجلد الكفين يكون أقوى من أي امرأة عادية، بجانب الإفراط في استخدام الماكياج والذي يؤدي إلى تمدد خطوط الوجه وبعد فترة بسيطة من الحقن تشل العضلة أكثر فتتهدل أكثر فيضطررن إلى الحقن مرة أخرى خلال 6 أشهر، و مع الوقت لا يستطعن الابتسام فالعضلة تم شدها لأقصى درجة .
أما الناقد الفني طارق الشناوي فيقول : لو قارنا بين الماكياج وعمليات التجميل سنجد أن الماكياج أفضل بكثير لأنه يعمل على البنية التحتية ولا يدمرها، ولكن عمليات التجميل تحدث تغييرا جذريا ونصبح في طريقنا لمشاهدة ملامح أخرى، وأنا شخصياً يختلط علي الأمر أحيانا بين الفنانات وأظل فترة حتى أستطيع التعرف على الشخصية التى أراها.
و الحقيقة أن معظم النجمات لسن فى حاجة ضرورية لهذه العمليات وهن بذلك يقمن بفسخ التعاقد مع الجمهور فنحن نتعاقد مع الفنانة على وجه وشكل معين ثم نجد غيره ، والمسألة هنا ليست حرية شخصية ولكنها تعاقدك مع المتفرج الذى لا يسمح بذلك.
و بالطبع قد تؤدى هذه العمليات احيانا لتغير التعبير وربما فقده .. حيث يصاب الوجه بشلل فنجد الابتسامة كالدهشة كالحزن، و نجد مثلا الفنان عادل إمام حتى آخر أعماله خرج علينا بكل تجاعيده لانه يدرك أنه يتعامل كوجه معبر وليس كوجه جميل.
و ترى الناقدة الفنية ماجدة موريس: أن عمليات التجميل تضرب بعض النجمات في مقتل، فنجد غالبية عمليات التجميل تحدث في الجزء السفلي من الوجه وهي منطقة التعبير والنطق، وغالبية هذه العمليات غير ناجحة فتكون النتيجة تشويها وليس تجميلا، أرى منهن من أصبح وجههن لا يوجد به تعبير هذا غير الصعوبة في الحديث فينجذب المشاهد إلى التركيز في الشكل، فالمشاهد يرى المشهد من كافة الاتجاهات، وأكملت: ربنا خلق الإنسان بمراحل عمرية فلا أحد يأخذ عمره وعمر غيره ولكل مرحلة عمرية جمالها على الشاشة ولدينا فنانات كن معنا من الألف للياء بلا تجميل منذ بدايتهن وحتى النفس الأخير كرجاء الجداوي وهدى سلطان وأيضاً سوسن بدر « ربنا يديها الصحة»، لم نكرههن ولم نتأذى من تجاعيدهن، غير أننا نحتاج لجميع الملامح والخبرات.
أما المخرج مجدي أحمد علي فكان رأيه: أن هذا الأمر يتوقف على حسب نوع العمليةـ فهناك من تقمن بعمليات بسيطة ولا تؤثر على الوجه وتترك له فرصة للتعبير، ولكن هناك من يتعامل مع الوجه على أنه لابد من فرده فلا يترك مكانا للتعبير أو يتعامل مع الوجه على أنه لابد من هدمه وإعادة بنائه ولو نظرنا نظرة متعمقة لعمليات التجميل سنجد الأمر ينقسم إلى شقين: الأول إيجابي وهو أن هناك عمليات يتم الاستعانة بها لأدوار معينة، فعلم التجميل أصبح مكملاً لعلم التمثيل، ولكن الشق الثاني يتمثل في رغبة الفنانة في أن تظهر بشكل يعطي عمرا أصغر، وهذا يرجع لان لدينا ببعض الدول لا توجد أدوار للفنانين الكبار، وأن رواد السينمات أصبحوا من فئة عمرية معينة يذهبون لمشاهدة النجوم الشباب فأصبح بعض الفنانين يتعاملون مع التجميل على انه ضرورة .
فيما أدلى المخرج محمد النقلي بدلوه في الأمر قائلاً باختصار: من يغير في خلقة الله وصنعه لن ينجح ولن يبقى سليماً فلو أراد الله لكان جعل جميع الأعمار بنفس الملامح، وكل الأشكال متشابهة .. لكن حكمته تكمن فى الاختلاف .. فلماذا نغير صنع الله ونعاند الزمن؟٫