الخميس 2 مايو 2024

سنوات من دعم الفن والثقافة فى عهد الرئيس السيسى

الرئيس عبد الفتاح السيسي في معرض الكتاب

17-12-2022 | 15:30

عمرو محيى الدين

منذ تولى سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي لمقاليد الحكم وحتى نهاية عام 2022 التى نعايشها بعد أيام قلائل، يشهد الفن والثقافة حتى اللحظات الحالية دعم على كافة المحاور سواء من خلال المشروعات الثقافية والفنية التى تتم  على أرض الواقع أو الأعمال الفنية التى تشهد طفرة جديدة تضاف إلى تاريخها هذا بجانب الاهتمام بالفنان ورعايته ودعمه، وتعالوا بنا نتعرف على أبرز المشروعات التى تمت فى هذا الإطار على مدى ثماني سنوات وحتى نهايات العام الحالى..

البداية تأتى من الطفرة الملحوظة التى شهدتها الأعمال الفنية سواء فى السينما أو الدراما منذ تولى سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي للحكم، حيث كنا نعايش من قبل العديد من الأعمال التى ترسخ لفكرة العنف والأعمال البالية التى لا تمت للمجتمع المصري بصلة وهو الأمر الذى أثار استياء الجمهور بل والمعنيين بالوسط الفنى حيث طالبوا كثيرا بتقديم الأعمال الفنية التى تعبر عن المجتمع المصرى ككل، وهو ما حدث خلال الثمانى سنوات الماضية حيث برزت على الساحة الفنية العديد من الأعمال الدرامية التى تعبر عن مشكلاتنا الاجتماعية كما هي علي أرض الواقع كما هو الحال فى (إلا أنا- وليه لأ- نصيبي وقسمتك) وغيرها، كما نجحت الساحة الفنية فى تقديم العديد من الأعمال الوطنية المميزة كـ ( الاختيار - العائدون - الممر - القاهرة كابول) وغيرها وهو ما يعبر وبصورة واضحة عن التغير الفعلى الذى شهدته الأعمال الفنية هذه الفترة بما يضيف لرصيد الفن المصري الكثير.

الاهتمام بالفنان

لم يكن الفنان المصري واحترامه وتقديره بل ورعايته بمعزل عن هذه الطفرة بل كان ومازال أيضا نصب اهتمام القيادة السياسية وهو ما نلاحظه فى كافة الفاعليات والمناسبات الوطنية والفنية التى يقدم بها الفن بل ويقدر من خلالها الفنان المصري بصورة  ملحوظة، أما الرعاية فيأتى في مقدمتها توجيهات  الرئيس عبد الفتاح السيسى، بتدقيق قاعدة البيانات الخاصة بحصر وتسجيل الفنانين بمختلف فئاتهم بالتنسيق والتعاون مع النقابات الفنية المختلفة، وذلك لشمولهم ببرامج الحماية التأمينية والرعاية الاجتماعية ضد المخاطر المتنوعة مثل الشيخوخة والعجز وغيرها، والتي قد تعيقهم عن أداء عملهم، خاصةً ما يتعلق بالعاملين بالقطاع الفني الذين لا يتمتعون بوظائف منتظمة ولا يمتلكون مصادر بديلة للدخل، وذلك بهدف توفير سبل المعيشة الكريمة لهم ولأسرهم، بما يساعد على تعزيز وحماية القوة الناعمة لمصر على الصعيد الفني والابداعي والثقافي، والتي طالما مثلت إرثاً متميزاً لمصر في المنطقة والعالم كمنارة للفن والإبداع.

مشروعات ثقافية

تم افتتاح وإعاده تشغيل 21 مركزًا ثقافيًا منها «دار الكتب بباب الخلق، الذى تم إفتتاحه بعد إعادة ترميمه وتطويره بتكلفة بلغت 30 مليون جنيه، وهو يعد أول مكتبة وطنية فى العالم العربى، تحتوى على كنوز ثقافية من بينها المخطوطات والمصاحف الإسلامية والتحف النادرة ونوادر الخط العربى.

قاعة الاطلاع بدار الكتب والوثائق القومية

تم افتتاح قاعة الاطلاع بدار الكتب والوثائق القومية بعد تطويرها وتم ربط كل الدوريات المرقمنة بدار الكتب من خلال أجهزة الكمبيوتر التى بلغ عددها بالعشرات فى هذه القاعة لتعمل على راحة الجمهور والباحثين وتهييء لهم المجال للاطلاع والبحث، كما أنها تقدم خدماتها مجانًا للزوار حيث يمكن للقراء الاطلاع على الكتب المطبوعة والوسائط المتعددة والإصدارات المرقمنة، وتتسع لعدد 230 مستفيدا،  وتم توفير الإضاءة الجيدة فى أنحاء القاعة وداخل طاولات الاطلاع لتوفير الراحة والتركيز للمترددين على المكتبة، مع اتاحة عدد من أجهزة الكمبيوتر الحديثة لتسهيل عملية البحث  الإضافة إلى ذلك تم تحديث المحتوى المعرفى للمكتبة الملحقة بها.

المعهد العالى لفنون الطفل

تدشين الدراسة بالمعهد العالى لفنون الطفل بأكاديمية الفنون، وهو حلم طال انتظاره وأخيرا تحقق عندما تم  تشغيل المعهد العالى لفنون الطفل، وكان بمثابة خطوة مهمة فى العمل على تطوير فنون الطفل، ودراستها بشكل منهجى وأكاديمي، ويعمل المعهد على إعداد الكوادر المتخصصة فى مجالات فنون الطفل، ويتكون المعهد من قسم العرائس واللعب اليدوية، ويضم شعبة تصميم العرائس والمناظر والأقنعة، شعبة تحريك العرائس، شعبة اللعب اليدوية والتشكيل الابتكاري، وكذلك قسم الإنتاج للطفل، ويضم شعبة الكتاب والتصحيف، شعبة الكتابة الإبداعية للطفل، شعبة الرسوم المتحركة (مرحلة الدراسات العليا فقط)، شعبة الديكور والأزياء (مرحلة الدراسات العليا فقط)، إضافة إلى قسم الإخراج والوسائط المتعددة (مرحلة الدراسات العليا)، وتضم شعبة إخراج مسرح الطفل، شعبة إخراج سينمائى وتليفزيونى للأطفال، شعبة إخراج لمسرح العرائس، شعبة إخراج إذاعى.

متحف الفنون الشعبية

نقل متحف الفنون الشعبية من حى التوفيقية بالقاهرة إلى حرم  أكاديمية الفنون بالهرم، ويعد صرحاً تراثياً يستهدف جمع مختلف أشكال الفلكلور الشعبى من جميع محافظات الجمهورية للحفاظ عليه باعتباره جزء من الهوية المصرية وليكون مزاراً للسائحين العرب والأجانب وراغبى دراسة التراث الشعبى من المختصين والدارسين، ومن أبرز ما يضمه المتحف مجموعة من القاعات الفنية التى من المقرر أن تقدّم برامج ثقافية وفنية، وقاعة تُنظّم برامج تدريبية للأطفال وورشاً لتعليمهم عمل مجسمات فنية تحاكى مقتنيات المتحف، وقاعة الوسائط المتعددة، التى ستقدم شرحاً وافياً للتراث الشعبي، إضافةً إلى قاعات التوثيق وقواعد البيانات والسينما، بما يسهم فى نشر الثقافة الشعبية.

مدرسة الفنون

تم افتتاح مدرسة الفنون الملحقة بأكاديمية الفنون، المتخصصة فى تعليم مواد الفنون لكافة التخصصات للمراحل دون العليا بالأكاديمية والتى تهدف إلى الارتقاء بالخدمة التعليمية على أحدث الأساليب العلمية، وتخريج دفعات طلابية على فى مختلف مجالات الفنون وإعدادهم لحماية التراث وصناعة الموسيقى بشكل متخصص بما يسهم فى الارتقاء بالذائقة الموسيقية للمجتمع.

 المعهد العالى للموسيقى العربية

تم إعادة افتتاح مبنى المعهد العالى للموسيقى العربية بعد أعمال الإحلال والتجديد وفقا لمعايير الجودة العالمية  ليكون مركزا للإشعاع الفنى ومعهدا متفردا فى الوطن العربى، حيث تم البدء فى المشروع فى 2018  ويتكون من 5 طوابق تضم قاعات عرض ومعامل تصوير ومخازن وغرف خدمية وجزء المسرح المكشوف ملحق بالمبنى بالإضافة إلى مكتبة استماع وغرفة تحكم، وعدد 11 قاعة محاضرات و 37  قاعة عزف و2 قاعة بروفات و2 قاعة فصول، ويستهدف المعهد حفظ التراث الموسيقى المصرى القديم، وإعداد طلاب وباحثين فى هذا المجال.

أنشطة ثقافية للمناطق الحدودية

امتد الاهتمام بالفنون والثقافة بتوصيلها إلى المناطق الحدودية كحلايب ـ الشلاتين ـ أبو رماد فى البحر الأحمر، شمال وجنوب سيناء، مطروح، الوادى الجديد، حيت تم تقديم ندوات وملتقيات وصالونات ثقافية، وأمسيات أدبية وشعرية، وأنشطة فنية، قوافل ثقافية، ورش حكى أطفال، عروض سينمائية للكبار والأطفال، ورش ومعارض فنون تشكيلية، ورش للحرف اليدوية والتراثية.

 القوافل الثقافية

قدم مشروع القوافل الثقافية خدمة تثقيفية وتنويرية لقرى المحافظات حيث قدم محاضرات وندوات للتوعية وورشًا للفنون التشكيلية، وعروضا فنية إلى جانب المكتبات المتنقلة للكبار والأطفال والفرق الفنية للعمل على زيادة الحراك الثقافى والمجتمعى بما يحقق أهداف التنمية الشاملة وبناء الشخصية المصرية المعاصرة .

معارض الكتاب بالمحافظات

تمت إقامة العديد من معارض الكتاب على مستوى الجمهورية، ووصلت هذه الفعاليات لـ 24 قرية، لأول مرة، منها معرض رأس البر الأول للكتاب، معرض دمياط الأول للكتاب، معرض طنطا الثالث للكتاب، معرض كفر الشيخ الثانى للكتاب، معرض دمنهور الرابع للكتاب، معرض الأسكندرية الدولى للكتاب، معرض دسوق السادس للكتاب، معرض بوسعيد الثالث للكتاب، معرض سمالوط للكتاب، معرض الكتاب بقصر ثقافة العقاد بأسوان، معرض الكتاب بقصر ثقافة أسيوط، معرض الكتاب بجامعة السادات بالمنوفية، معرض الكتاب الأول بمركز شباب التمساحية بأسيوط، ومعرض الكتاب الاول بالحوامدية فى الجيزة.

مراسم سيوة والنوبة

إعادة إنتاج مراسم سيوة واستحداث مراسم النوبة ومراسم الطور، وبشأن مراسم سيوة، وهى مراسم دائمة تقع بواحة سيوة بمطروح، توقفت لمدة 3 سنوات منذ 2015 وتم إعادتها عام 2018 بالإضافة إلى استحداث مراسم النوبة فى 2018، واستحداث مراسم الطور بجنوب سيناء لأول مرة هذا العام، بهدف تسجيل وتوثيق عادات وتقاليد تلك المناطق من خلال لوحات فنية تعبر عن وجهة نظر التشكيليين.

أنشطة أصحاب الهمم

تم تنفيذ 2987 نشاطا متنوعا لذوى القدرات الخاصة بما يساهم فى تعزيز مشاركتهم فى الحياة الاجتماعية منها تشغيل قاعات للمكفوفين بدار الكتب وتجهيزها بأجهزة تكنولوجية متطورة، مطبوعات بطريقة برايل، إفتتاح فصول لتنمية الموهب لذوى الهمم بدار الأوبرا المصرية بالقاهرة والإسكندرية والمركز الثقافى بطنطا، إضافة إلى قبول 55 طالبا من ذوى الهمم لثقل موهبتهم الفنية بأكاديمية الفنون وإصدار مجلة قطر الندى كل ثلاث أشهر بطريقة برايل حيث وبالفعل تم تقديم 4 أعداد الى جانب عروض مسرحية من خلال فرقة الشمس لذوى القدرات الخاصة ، هذا بجانب دعم المواهب الفنية منهم وتكريمهم فى كافة المناسبات بل وإشاركهم فى العديد من الأعمال الفنية التى أنتج بعضها لهم على وجه الخصوص أو تم أشراكهم فيها بجانب غيرهم من الفنانين.

مدينة الثقافة والفنون

تم وضع رؤية جديدة ومبتكرة لإعلاء صوت الفن الذى طالما عبر به المصرى عن هويته وأصالته على مر السنين  لتبدأ فكرة انشاء مدينة الثقافة والفنون فى العاصمة الإدارية الجديدة لتكون هى المدينة الأكبر عالميا فى هذا المجال، وتبلغ مساحتها ما يقرب من 130 فدانًا تضم «دارا للأوبرا» والتى ستكون الأكبر فى مصر والشرق الاوسط، حيث تضم قاعة رئيسية تصل سعتها إلى 2150 فردًا مقامة وفقا لاحدث التقنيات الهندسية، من إضاءات تخصصية وأنظمة صوتية وتقنيات مسرحية وقاعة موسيقى تسع 1200 فرد مؤهلة لاستقبال الحفلات الموسيقية العالمية، وكذلك مسرحا للدراما والأداء الحركى يتسع لـ 640 فردًا. وبجانب الموسيقى، هناك «متحف للفنون المصرية» تتضافر فيه إبداعات من الفن المصرى القديم وومضات من الفن الحديث، المعاصر فى عرض متحفى متفرد وغير مسبوق يؤكد على ريادة مصر الثقافية عبر العصور، إلى جانب «مكتبة مركزية» تشمل مجموعة من الكتب النادرة للحركة التشكيلية المصرية ومقتنيات ورقية ووثائقية فريدة لكبار الشخصيات الفنية والثقافية المصرية، لتكون مكتبة ذات طابع فنى خاص، تُمثل مرجعيه اقليمية بل ودولية فى مجالات الفنون المختلفة، بالإضافة إلى ركن للطفل الذى حاز على اهتمام كبير من قبل مصممى المكتبة، كونه ذخيرة الاوطان وأمل كل الشعوب فى مستقبل افضل، كذلك تشتمل المدينة على «متحف الشمع» الذى يضم مجموعة من تماثيل كبار الشخصيات المصرية التى أثرت فى التاريخ المصرى وأثْرتُه، فى مجالات السياسة والثقافة والادب والفنون والرياضة، كما يوجد بالمدينة مراسم مؤهلة لاستقبال شباب المبدعين من كل أنحاء العالم، واتيليهات للنحت وفنون الجرافيك والتصميم والتصوير وقاعات عرض فنية وساحات عرض، مطعمة بتماثيل لأشهر الفنانين ومسارات خضراء يقبع على جانبيها صناع مهرة للفنون التراثية والحرف اليدوية، يستمتع بالتنزه فيها رواد المدينة، بل ويستطيعون اقتناء بعض من هذه الأعمال أثناء زيارتهم، وفى اطار استراتيجية «مدينة الفنون والثقافة» لدعم الشباب فى مجالات الفنون المختلفة، جاءت مجموعة البيوت والقاعات الفنية مثل «بيت العود» و«بيت الموسيقى المعاصرة للتعليم والتدريب على فنون الآلات الموسيقية التراثية والحديثة»، وتعزيزًا للرؤية المستقبلية التى تهدف إليها «مدينة الفنون والثقافة» فقد أقيم مسرح مكشوف بسعة 15 ألف فرد لخدمة جميع الشرائح المجتمعية بالعاصمة الجديدة وفقا للضوابط والمعايير الخدمية المعمول بها دوليا، كما يوجد أيضا «مركز للإبداع الفنى» يخدم شباب المبدعين ويشكل حسهم الفنى ويتكون من أماكن مخصصة للسينما والمسرح للتدريب والعرض، ويحتوى على «قاعات الصوت» المهيأة خصيصًا للتسجيلات الصوتية وكذلك «قاعات مسرحية» للأدوات الموسيقية والرقص الكلاسيكى والحديث واكتشاف المواهب الفنية.

متاحف

وإذا كان الاهتمال بداخل مدينة الثقافة والفنون يرتكز بصورة واضحة على المتاحف والبيوت والقاعات المتخصصة والتى تعنى مباشرة بالفن والفنانين فلا شك أن افتتاح متحف الحضارة وافتتاح طريق الكباش بعد تطويره ثم الاستعداد لافتتاح المتحف المصري الكبير خلال الفترة المقبلة يعد أيضا إضافة للثقافة والتراث المصري