الخميس 21 نوفمبر 2024

حان الآن موعد تكريم شريف منير

18-12-2022 | 14:17

حان الآن موعد تكريم النجم شريف منير.. نعم، وأؤكد على كل حرف فى هذه العبارة الرشيدة، ليس لأن شريف منير، صديقاً عزيزاً مقرباً من القلب، ولكن لأنه فنان «حقيقي» بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ، ويستحق عن جدارة واستحقاق الإشادة والتكريم، وهذه رسالتى للنجم حسين فهمى والقائمين على مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى نسخته المقبلة بإذن الله، بأن يضعوا نصب أعينهم، هذا التشريف والتكريم لنجم بحجم شريف منير الذى أمتعنا خلال مشواره الحافل الطويل بتحف فنية رائعة سواء كانت إذاعية أو تليفزيونية أو سينمائية أو مسرحية، أو حتى برامجية من خلال برنامجه الأخير مع ابنته الذى استضاف خلاله العديد من النجوم والمشاهير.. ومؤخراً مسلسله الأخير الناجح «إيجار قديم» الذى أعاد للأذهان «دراما مسلسلات العائلة»، التى كان يلتف حولها كل أفراد الأسرة حول الشاشة الصغيرة، من خلال موضوع مهم «العلاقة بين المستأجر القديم والمالك»، وما شابه من أمور متعلقة بهذا الوضع القديم، أو بمعنى أدق، والكلمة الدارجة فى هذا الشأن، «على قديمه»، والعمل فى حد ذاته قائم على العلاقة بين أفراد وسكان العمارة التى يملكها «شريف منير»، ومدى ترابطهم ومشاكلهم وتماسكهم فى الوقت نفسه.
وقد يكون هذا هو الإطار العام بأن نعود لفترات التعايش والدفء بين الأسر المصرية والجيران، وتفاعلهم وتماسكهم وترابطهم مع بعضهم البعض، بعيداً عن المورال الأساسى للعمل، وقد يكون من أبرز المشاهد بالمسلسل، موت حسين الذى جسد شخصيته النجم الكبير صلاح عبد الله ضمن أحداث المسلسل، الذى برع كعادته فى تجسيد دوره، وكان علامة فارقة، ورسم البهجة على العمل ككل سواء مع زملائه داخل لوكيشن التصوير، أو عبر شاشة التليفزيون، وكان مشهداً مؤثراً جداً جداً، أبكى كل من شاهده، وقدمه شريف منير باحترافية شديدة جداً، يحسد عليها، الحقيقة، قمة التألق والإبداع والخبرة وتعب السنين خرجت فى هذا المشهد العبقري، من خلال موروثه التمثيلى العالى، لدرجة أننا صدقناه، وكأنها قصة حقيقية نعيشها، وفقدنا واحداً من أحبابنا، وهذه حرفية الممثل اللى بجد، أن يتعايش مع الشخصية ويقدمها من «لحم ودم»، ومن وجهة نظرى المتواضعة أن شريف منير أو «رمزى» ضمن أحداث المسلسل، قد استعاد الكثير والكثير - قبل تصوير هذا المشهد- من الذكريات المؤلمة فى حياته بشكل شخصي، وبعض الشخصيات التى أثرت فى حياته وانتقلت إلى العالم الآخر – إلى «الرفيق الأعلى»، وهو يؤدى هذا المشهد العبقرى الحقيقة، الذى نشأ من بعده الصراع على الشقة.. وتوالت الأحداث بعد ذلك، حتى غلب عليها أو انتصر عليها فى النهاية العنصر الإنسانى، بخلاف مشاهد أخرى مؤثرة وتستحق الإشادة والتقدير لنجوم العمل ككل أمثال محمد الشرنوبى وميمى جمال وهشام إسماعيل وأحمد أبوزيد وفرح «فيدرا»، وحازم سمير، وحنان سليمان، وعلاء زينهم ورحمة حسن وبسمة داود، ومحمد نشأت، ورانيا عبدالمنصف، ومحمد غنيم.. ومفاجأة المسلسل الإعلامية إلهام وجدى فى دور «الدكتورة ليلى»، التى أجادت دورها بكل تمكن واقتدار لتنبئ عن مولد نجمة جديدة فى عالم الفن.
مسلسل «إيجار قديم» عمل جدير بالمشاهدة.. كل التحية لصناعه ولمؤلفه عمرو الدالي، ومخرجه طارق رفعت، الذى يحكى عن صدور قرار إزالة للعقار الذى يقطن فيه، رمزى (شريف منير) فيضطر للعودة إلى العمارة التى كانت ملكاً لوالده للعيش بها، ولا يوجد بها بالمعنى «خرم إبرة» لكى يعيش فيها سوى سطح العمارة الذى «يا دوب» احتوى على أجزاء من عفش شقته القديمة، ولكن رغم ذلك يستضيفه ويأنس به حسين (صلاح عبدالله) أحد سكان العمارة، الذى يعيش بمفرده بعد ترك ابنه الشقة واتجاهه للسكن بمفرده، ويتقاسمان العيش داخل الشقة ويرتبط «رمزى» به جداً ويغير الكثير من شخصيته ويجعله شخصاً اجتماعياً ويقربه من شلة النادى وسكان العمارة، وبعد موت حسين، يعود ابنه طارق (محمد الشرنوبي) ليعيش بالشقة، وهو يعتقد بأن «رمزي» ضيف وسيغادر، وكذلك رمزى نفس الأمر، يعتقد بأن طارق سوف يترك الشقة بعد العزاء، ولكن يفاجأ الاثنان أن كلاً منهما يعتقد بأنه مالك الشقة وينتظر من الآخر المغادرة، وتبدأ بينهما المشاكل ويلجآن للقضاء بعد تدخل الجيران الذين يفشلون فى إيجاد حل وسط يرضى الطرفين، ولكن بمرور الوقت وبعد أن ينقذ «طارق».. رمزى من الموت بعد تعرضه لجلطة داخل الشقة ووقوعه على الأرض، ويجد «طارق» فى «رمزى» الأب الذى افتقده، وكذلك يجد رمزى «الابن» فى طارق لأنه حرم من نعمة الإنجاب بعد موت زوجته، يصبح رمزى وطارق صديقين ولا يباليان بقرار المحكمة فى المشهد الأخير من المسلسل بعد خطبة «رمزى» لـ «فرح».. و«طارق» للدكتورة «ليلى».. لتنتهى أحداث المسلسل بمشهد يجمع طارق بـ «رمزى» وهو يعلمه قيادة السيارة فى الشارع.. وبعد نجاح العمل بين الجمهور.. السؤال الملح يفرض نفسه: هل هناك جزء جديد أو ثانٍ من العمل؟.. الإجابة: الله أعلم.. وهو ما ستسفر عنه الأيام المقبلة.