21-12-2022 | 12:06
نانيس الجنيدي
خلال الفترة الأخيرة استطاعت المنصات الإلكترونية جذب قاعدة كبيرة من الجمهور لمتابعتها، وذلك لعدة أسباب منها إمكانية مشاهدة العمل فى أى وقت يناسب المشاهد دون الإلتزام بتوقيت محدد، هذا بجانب البعد عن الفقرات الإعلانية، فإذا كان هذا هو الحال مع الأعمال الدرامية التى تعرض مجاناً دون أن يخرج المشاهد من منزله، فما هى الحال مع الأعمال السينمائية ودور العرض خاصةً وأن المنصات أصبحت تحتكر بعض الأفلام لتعرض على شاشاتها وهل تسبب المنصات خطراً حقيقياً على السينما ودور العرض؟! هذا ما سيجيبنا عنه صناع الفن فى مصر من نقاد وكتاب ومخرجين من خلال السطور القادمة..
قال الفنان ظافر العابدين: المنصات الرقمية ليست بديلاً لدور العرض أو تمثل تهديداً لها بأى شكل، بل هى تلعب دورا مكملا لدور العرض والقنوات الفضائية خلال الفترة الراهنة، لاسيما مع تأثر المتابعة بتداعيات كورونا التى يصعب فيها عرض الأعمال الفنية بالصورة التقليدية، مشيرا إلى أن هذه المنصات أنقذت صناعة الدراما والسينما فى عصر كورونا، منوها بتجربة عرض أحد أفلامه «خط دم» على إحدى المنصات وتحقيق نسب مشاهدات عالية.
جاء رأى الناقد الفنى طارق الشناوى، كما يلى: المنصات وُلدت لتبقى، لأنها ظهرت قبل انتشار فيروس كورونا، وهى لم تكن حدثًا ينتهى بانتهاء الوباء، لكنها شىء كان موجودًا وسيبقى، لكن الفترة الماضية وظروف جائحة كورونا ساهمت فى زيادة انتشارها، خاصة وأن المشاهد الآن يتابع من خلالها الأعمال فى أى وقت.
وأضاف.. أصحاب الأفلام وجدوا أن عرض الأعمال على المنصة يعتبر أرخص، مما جعلها أحد الطرق وساهم فى انتشارها، ولكن على سبيل المثال فيلم مثل «صاحب المقام» إذا تم إنتاجه فى أيام عادية دون كورونا كان سيعرض فى السينما بالتأكيد، ولا يقتصر ذلك على هذا الفيلم فقط بل أى عمل سينمائى آخر فالسينما هى الأساس.
وتابع: فى كل الأحوال سيبقى هناك أفلام وأعمال درامية، وبرامج للعرض فقط على المنصة، لأن لها جمهورا وستواصل النجاح السنوات القادمة، كما أن هناك العديد من الأمور لم تعد موجودة فى التاريخ، مثل الانسرماشين وشرائط الفيديو، ولكن المنصة ستظل موجودة ولن تلغى السينما، بل إنها ستدفع الأخيرة للتطور، لأن هناك دائمًا فرقا بين المشاهدة الجماعية فى السينما، وفى التليفزيون أو المنصات، فالسينما ليست فقط وسيلة عرض للأفلام، بل هى أساس هى فى حد ذاتها متعة وهى فى حد ذاتها نزهة، فهنا نستطيع القول إنها ليست بصدد الانقراض بسبب أى وسيلة عرض حديثة، وإنما هذا يدعوها للتطوير، فالمشاهدة الجماعية لها سحرها الخاص، ولها طبيعتها ومكانتها فى قلوب الجماهير، فلا يمكن أن يستبدل أحد ما هو أمتع بالممتع فقط.
فيما قال الكاتب الكبير بشير الديك: مستحيل أن يحل أى شىء محل دور العرض فهى كانت ومازالت لها سحرها الخاص، ولو كان هناك ما يستطيع إزاحة دور العرض فهنا لن نستطيع أن نطلق عليها سينما بل أى شىء آخر غير ذلك، ولن يطلق على المهرجانات سينمائية بعد الآن، السينما هى الأصل وستظل، ربما من الممكن أن تجذب مشاهدى الشاشة الصغيرة ليستبدلوا التليفزيون بالمنصات وهذا افتراض جزئى أيضاً أى أنه لن يكون استغناءً كاملاً.
وتابع الديك قائلاً: السينما أو دار العرض لها متعتها الخاصة التى لا تتوافر فى غيرها ولها طقوس خاصة، أى أن الذهاب للسينما فى حد ذاته حدث يستحق الاهتمام ويستحق معاناة الطريق إليها التفاعل الاجتماعى والتـأثير الصوتى والبصرى للشاشة الكبيرة لا يعوض بأى وسيلة عرض أخرى.
وقال المخرج أمير رمسيس: المنصات الرقمية ليست عدواً لدور العرض بل على العكس هى شىء مفيد لصناعة السينما فى العموم فهى تتيح فرصة أكبر لإنتاج الأعمال السينمائية لتوفر مساحة لعرضها وأيضاً لسهولة تسويقها، ولن تكون بديلاً أبداً لدور العرض السينمائية بل هى عامل مساعد ليس أكثر مثلها مثل شاشة التليفزيون التى توصل العمل للمتفرج ولكنها لن تكون بديلاً، فالأساس للفيلم السينمائى هى دار العرض التى لها قيمتها ولها طقوسها سواء بعمل عرض خاص فى بداية عرض الفيلم أى المختصر دور العرض السينمائية لها هيبتها التى لم ولن تضاهيها أى وسيلة عرض أخرى.
وقال المنتج هشام عبد الخالق: السينما لها طعم ونكهة وطبيعة خاصة وخصائص تميزها عن المنصة فلكل منهما طبيعة خاصة وطريقة عرض مختلفة، ففى المنصات، يختار المشاهد الوقت المناسب لمشاهدة أى عمل وكذلك يختار المكان الذى يشاهد به، ولكن السينما لها مميزاتها من حيث الشاشة الكبيرة والصوت والمقاعد والتى يعتبرها الكثير اليوم بمثابة نزهه وفسحة.
وأردف: اليوم يوجد القليل ممن يخرج لمشاهدة فيلم فقط ثم العودة للمنزل، وأصبح العدد الغالب يذهب لمشاهدة الأفلام بالسينمات ضمن خطة نزهة تشتمل على مشاهدة الفيلم وتناول الطعام ورؤية الأصدقاء وهكذا، وهو ما ينفى تخوف البعض من تأثير المنصات على السينما، لأن من يرغب بمشاهدة الفيلم و يتعجل فى ذلك يذهب إلى السينما ومن لدية القدرة على الصبر حتى يتم عرضه على المنصة ينتظر مشاهدته خلالها، فكل منهما له خصائصه.
وأنهى قائلاً: لا أدرى لماذا يتملكنا الخوف دائماً من كل ماهو جديد؟!، المنصات الإلكترونية لن تسحب البساط أبداً من دور العرض، هذا كلام خاطئ وينم عن عدم دراية ومعرفة بصناعة السينمات، لأنه ببساطة لا يمكن توفير الجو العام للسينما عبر المنصات فى المنازل.