الخميس 25 ابريل 2024

النقاد يقررون... البطولات الجماعية.. ظاهرة وقتية أم مستمرة؟

فيلم العار

22-12-2022 | 12:10

همسه هلال
جاء فيلم «٢٠٠ جنيه» الذى ضم مجموعة كبيرة من نجوم مصر منهم أحمد السقا، إسعاد يونس، ليلى علوى، أحمد آدم، أحمد رزق، هانى رمزى، خالد الصاوى، بيومى فؤاد، غادة عادل، وغيرهم، ليعيد إلى الأذهان فكرة البطولات الجماعية، خاصة أنه تلاه مباشرة، عرض فيلم «ماكو» بطولة بسمة، نيقولا معوض، ناهد السباعى، منذر رياحنة، منة فضالى، عمرو وهبة، فريال يوسف، وحقق الفيلمان نجاحاً كبيراً وحققا إيرادات ضخمة ومشاهدات عالية، فهل أصبحت البطولة الجماعية فى السينما الآن «الحصان الكسبان»، أم أنها مجرد ظاهرة وقتية وستنتهى. «الكواكب» ناقشت الأمر مع مجموعة من كبار النقاد الفنيين، لتستوضح الأمر حول أسباب اختفاء البطولات الجماعية وظهورها فى السينما المصرية، عبر هذا التحقيق... فى البداية يرى الكاتب والناقد طارق مرسى، أن للبطولات الجماعية فوائد عديدة على الرغم من قلتها، وأنها تمثل أعمالاً اسثنائية فى الأرشيف السينمائى، يأتى فى مقدمة تلك الفوائد الحس الجمعى الذى يؤمن بتقديم رسالة للجمهور لتعيش فى ذاكرته طويلاً، فالفنان لا يقيس الدور فى تلك الأعمال بالمساحة، لكن بقيمته التى هى صاحبة العصمة، مثلما حدث فى فيلم «الممر»، الذى اجتمع فيه نجوم كبار مثل أحمد عز، هند صبرى، إياد نصار، شريف منير، أحمد صلاح حسنى، أحمد فلوكس، محمد جمعة، أسماء أبو اليزيد ومحمود حافظ ومحمد الشرنوبى، فبجانب أنها لا تمنح النجوم فقط قبلة الحياة وفرصة الوجود، نجد أنها أيضاً فرصة للوجوه التى صعدت وتنتظر الفرصة لتأكيد الظهور واللمعان. وتابع مرسى: فى فترات الركود السينمائى لأى أسباب، وتأثر إيرادات شباك التذاكر، تكون البطولات الجماعية طوق النجاة. ويرى مرسى أن تلك الأسباب كانت وراء خروج فيلم مثل «٢٠٠ جنيه» للنور مؤخراً، والذى يجتمع فيه حوالى ٥٢ فناناً وفنانة منهم عدد من أصحاب التاريخ الكبير فى البطولة المطلقة مثل ليلى علوى وأحمد السقا وهانى رمزى وغادة عادل. وأضاف، ترجع قيمة البطولات الجماعية إلى أنها تعطى فرصة لتجمع الفنانين من كل الأجيال كما حدث فى فيلم «تراب الماس»، وكان يضم نجوماً عديدين منهم الراحل عزت العلايلى وبيومى فؤاد وأحمد فتحى ومنة شلبى، آسر ياسين، ماجد الكدوانى، إياد نصار، محمد ممدوح، أحمد كمال، تارا عماد، سامى مغاورى، صابرين، محمود البزاوى، وحقق نجاحاً كبيراً، كما أنها أيضاً فرصة لكسر احتكار النجم الأوحد وأجره المرتفع، وفرصة للتنوع ولاكتشاف نجوم جدد واستثمار نجوم لهم تاريخ ليقدموا دروساً مجانية مثلما حدث فى فيلم «ساعة ونص»، الذى أضاف لشباك التذاكر نجوماً جدداً. وأكد مرسى أن البطولات المجمعة فرصة للمنتجين وأصحاب دور العرض، للاستفادة تجارياً من حشد النجوم مثل فيلم «الكنز» لمحمد سعد، ومحمد رمضان، وهند صبرى، وروبى، وفيلم «الأصليين» وفيلم «هبوط اضطرارى» وهذه الأعمال تعتمد على مخرج له تاريخ، وقادر على قيادة النجوم مثل شريف عرفة، أو مخرج واعد يملك الشخصية القوية مع الموهبة. ويقول الناقد رامى عبدالرازق: من الطبيعى أن تحتوى الأعمال السينمائية على بطولات جماعية مثل فيلم «ماما حامل» وكذلك على أفلام البطل الأوحد مثل فيلم «العارف»، ولا يمكن أن ينفرد أحدهما بالساحة دون الآخر، وهو أمر قديم ولا يعد حديثاً. وأكمل عبدالرازق، على مدار الأزمنة، والسينما المصرية تقدم أفلاماً بين البطولات الجماعية والبطولة المنفردة، لذلك لا نستطيع القول إن أفلام البطولات الجماعية قليلة أو لها فترات ظهور واختفاء، ففى الستينيات عندما كان أحد النجوم مثل رشدى أباظة أو حسن يوسف أو عمر الشريف وغيرهم يقدم عملاً من بطولته المطلقة، كنا نجد فى نفس الوقت فيلماً من بطولة أحمد رمزى وعمر الشريف وعبدالحليم حافظ.. أو صلاح ذو الفقار ورشدى أباظة وسعاد حسنى فى عمل واحد، فى حين أن كل منهم بطل بمفرده. وأشار عبد الرازق إلى قلة الأفلام الجماعية فى الفترة الحالية، قائلاً: إذا عدنا إلى الستينيات كمثال سنجد أن عدد الأفكار أكثر والسيناريوهات والقصص متنوعة، ولا يلاحظ ذلك فى وقته، حيث إنهم لم يتوقفوا أمام فيلم لرشدى أباظة من بطولته أو مشاركاً لمجموعة من الفنانين لأن الإنتاج كان غزيراً وكل فكرة لها شكل الأبطال الذى يناسبها، فلا نستطيع القول على فيلم «إشاعة حب» إنه فيلم بطل أوحد لعمر الشريف، أو يوسف وهبى، وعبدالمنعم إبراهيم، وهند رستم، وسعاد حسنى، بل كان من بطولة كل هؤلاء. وفى النهاية أكد عبد الرازق أن قوة العمل الفنى تعود لقوة عناصره الفنية من سيناريو وإخراج، فليست البطولات الجماعية شرطاً أساسياً لنجاح العمل وزيادة إيراداته، وإنما يرجع ذلك لجودة النص وقوة السيناريو وتناسق الشخصيات، وهل الفكرة مناسبة للبطولة الجماعية أم لا، فعندما نشاهد فيلم «صعيدى فى الجامعة الأمريكية» بالرغم من أنه بطولة محمد هنيدى، إلا أنه يعد بطولة جماعية ناجحة بالنظر للأدوار التى جسدها كل من شارك فيه. ومن جانبه أكد الناقد الفنى أحمد سعد الدين، نجاح البطولات الجماعية فى الفترة الأخيرة فى السينما، وهذا لا يعنى أن الأمر حديث، بل إذا رجعنا لفترة الستينيات سنجد أن هناك بعض الأفلام كانت تضم عدداً كبيراً من النجوم، لكن جاءت فترة كانت البطولة الفردية هى الأساس. وتابع سعد: منذ عامين وهناك تغير ملحوظ فى السينما جعل المشاهد يفضل البطولة الجماعية، لأن كل نجم له جمهوره الذى يذهب لرؤيته، أما النجم الأوحد فتقابله مشكلة «هل الجميع يحبه أم لا؟»، لذلك أصبحت البطولات الجماعية مطلباً جماهيرياً، وعلى هذا الأساس أصبحت الأفلام ثنائيات وأكثر، وهذا أمر جيد. واستطرد سعد قائلاً: اختفاء البطولة الجماعية فى فترة من الفترات يرجع لأزمة فى التأليف والكتابة، والمشكلة أن المؤلف اعتاد على الكتابة لبطل واحد وعندما يطلب منه كتابة عمل لمجموعة أبطال يجد الأمر صعباً، ومن أوائل البطولات الجماعية الناجحة خلال الـ٤٠ سنة الماضية فيلم «العار» لمحمود عبدالعزيز وحسين فهمى ونور الشريف، وبعده فيلم «الكيف» لمحمود عبدالعزيز ويحيى الفخرانى، وفيلم «جرى الوحوش» لمحمود عبد العزيز، ونور الشريف، وحسين فهمى، وحسين الشربينى، ونورا، فالجميع كان بطلاً فى دوره، ويرجع نجاح العمل لبراعة المؤلف وجودة السيناريو، ثم المنتج. ويرى الناقد الفنى طارق الشناوى أن الأمر لا يرجع لبطولة جماعية أو فردية، بل يرجع إلى العمل الفنى الذى يفرض قانونه، فنجد فيلم «ماكو» الذى عرض مؤخراً، ومن قبله بأيام فيلم «٢٠٠ جنيه»، وهما عملان بطولة جماعية، وهذا لا يعنى أن السينما تسير فى طريق البطولة الجماعية، لكنها تتجه غالباً إلى النجاح، بمعنى إذا وُجد فيلم بلا نجوم كبار «نجوم شباك» كفيلم «ماكو» وحصد إيرادات سنجد أن هناك توجهاً كبيراً للبطولة الجماعية، ورغم أن فيلم «٢٠٠ جنيه» بطولة جماعية وبه أسماء نجوم عكس «ماكو» إلا أن «ماكو» متواجد بشكل أكبر، ونجاح هذه الأعمال يدير مؤشرات شركات الإنتاج لتلك النوعية من الأفلام. ويقول الناقد الفنى رامى متولى: البطولة الجماعية لم تختفِ، بل هى وسيلة لظهور مجموعة من الأبطال الذين لا يعدون ضمن لائحة نجوم الشباك «ليسوا نجوم صف أول» بالمعنى المتعارف عليه ليتواجدوا فى فيلم واحد. وتابع متولى: نجاح البطولة الجماعية يرجع إلى الظروف، بمعنى أن هناك أوقاتاً تصبح البطولات الجماعية وسيلة النجم ليحقق مساحات إضافية مثلما رأينا أحمد عز فى فيلم «ولاد رزق» وكان يشاركه البطولة عمرو يوسف، وأحمد الفيشاوى، وأحمد داود، إذا نظرنا للأمر سنجد أن أحمد عز نجم شباك ومتواجد فى السينما وفى الدراما، لكنه لجأ إلى البطولة الجماعية لأسباب وظروف إنتاجية وعوامل أخرى، وأيضاً يلجأ نجوم أصغر لها، مثلما حدث فى الدراما فى مسلسل «المواطن إكس» كان يتشارك البطولة يوسف الشريف، وأمير كرارة، ومحمود عبدالمغنى، وعمرو يوسف، ومعظم هؤلاء الآن أصبحوا نجوم شباك وبطلاً أوحد.