الجمعة 19 ابريل 2024

أسمهان


د.صلاح سلام

26-12-2022 | 16:17

د.صلاح سلام

ولدت آمال الاطرش على  متن سفينة يونانية في عرض البحر وماتت في أحد فروع النيل..  وكان والدها  أحد زعماء جبل الدروز.. سورية الجنسية جدها سلطان باشا الأطرش الذي قاد الثورة السورية ضد الاحتلال الفرنسي وأمها لبنانية "علياء المنذر"والتي  غادرت إلى مصر بعد وفاة زوجها ١٩٢٤ ومعها الأبن الأكبر فؤاد وفريد وأمال وسكنت في حي الفجالة وعملت في الأديرة ... وسماها الموسيقار داود حسني أسمهان للشبه الشديد في الصوت والشكل لفتاة كان يدربها وماتت صغيرة وكانت تغني في الأفراح بصحبة والدتها أغاني أم كلثوم وعبد الوهاب وعاشت حياة قصيرة جدا ٣٤ عاما فقط...تزوجت ١٩٣٤ من إبن عمها الأمير حسن الأطرش وعاشت أميرة الجبل ٦ سنوات وأنجبت كاميليا ولكنها تركت كل هذا وعادت إلى مصر وتعرفت على المخرج أحمد بدرخان الذي اخرج أول افلامها إنتصار الشباب وتزوجها على أمل أن تستعيد الجنسية المصرية التي فقدتها ولم يدم الزواج طويلا.... ونجح فيلمها الأول فاخرج لها يوسف بك وهبي غرام وانتقام ثاني وآخر افلامها الذي لم تكمله واضطر لتعديل السيناريو وكان من بطولته وأنور وجدي وبشارة واكيم وتعرفت على الدون جوان أحمد سالم الذي سافر انجلترا ليدرس الهندسة فدرس الطيران وعاد بطائرته إلى مصر وقد كان متعدد المواهب وصديق الملك فاروق وأول من قال هنا القاهرة في الإذاعة المصرية ١٩٣٤ واختاره طلعت حرب لتأسيس أستوديو مصر وكان أول مديرا له وانتج فيلم وداد لام كلثوم...وكان يحب أسمهان بجنون ويغار عليها لدرجة أنه اطلق عليها الرصاص يوما ما ولكنها لم تصب وقد تزوج قبلها تحية كاريوكا ومديحة يسري...امتلكت صوتا نادرا عندما سمعه عبد الوهاب قال أنه صوتا ناضجا  وهي لم تزل ستة عشر عاما ..شاركت بصوتها في فيلم يوم سعيد لعبد الوهاب، و أوبريت مجنون ليلى..ومحلاها عيشة الفلاح وليت للبراق عينا في ليلى بنت الصحراء من ألحانه... ومن ألحان أخيها فريد ليالي الأنس في فينا..وأنا أهوى.. ولرياض السنباطي يالعينيك وأيها النائم ومجموعة أغاني أخرى وللقصبجي ياطيور واسقينيها وكلمة يانور العين وامتى هتعرف وانا اللي استاهل كل اللي يجرالي..واشتهرت لها يابدع الورد وياحبيبي تعالى الحقني أيضا...اثيرت اشاعات عن علاقتها باحمد حسنين باشا رئيس الديوان الملكي  وتزوجها بالفعل بعد ذلك... حاول محمد التابعي وهو فتى الصحافة الأول كتابة قصتها _حيث كان يعرفها قبل زواجها من ابن عمها  وكان في البداية يقول انها صوت نحيل لشئ صغير مسكين يبعث الرحمة في الصدور _ ولكنه تلقى تهديدا بالقتل فقد كان يعرفها عن قرب وله معها حكايات... وكانت تفضل دائما قضاء اجازتها في رأس البر و تمر بجوار الرياح في مدينة طلخا وهناك لاقت ربها مع صديقتها ماري قلادة..ونجا السائق واختفى...وقيل أن الحادثة سجلت قضاء وقدر..ولكن أصابع الاتهام توجهت  إلى  البعض وقد كان أخيها الأكبر فؤاد مختلف معها طول الوقت ومعترض على كل تصرفاتها ولكن فريد كان متفقا معها إلى حد كبير وقدم لها كثير من الدعم وبعض الألحان الخالدة وقد قدم المخرج التونسي شوقي الماجري قصة حياتها في مسلسل بطولة سلاف فواخرجي جسد فيه هذه الاحداث .....وقد استطاعت أن تثبت نفسها في عالم الغناء رغم وجود نجاة علي وفتحية احمد ومنيرة المهدية وأم كلثوم والتي ارتبطت معها بعلاقة صداقة  وكانت تحب أن تغني اغانيها.... ويتملكني العجب عندما اطالع سيرتها ومسيرتها فهي لم تقدم للسينما سوي فيلمين وبعض من الأغاني في فترة عمرية لاتزيد عن خمس سنوات بعد طلاقها من ابن عمها ومع ذلك عاشت سيرتها واغانيها ثمانية عقود وربما تمتد...فلربما لو امهلها القدر لكانت أسطورة تضاف إلى تاريخ الفن