الموسيقار فريد الأطرش واحد من أهم وأبرز صناع النغم الشرقي الأصيل ، عشق العود، وقدم مئات الأغاني بصوته ، وهو صاحب الأغنية النادرة الشهيرة " الربيع " جاء مع شقيقته أسمهان ووالدته من جبل الدروز الى القاهرة هربا من الإحتلال ، تشرب الفن في ملهى بديعة مصابني .. عاش حياته عاشقا لكنه ترك كنزا فنيا نادرا بعد رحيله في 26 ديسمبر من العام 1974..وفي حواره الإفتراضي مع الكواكب في ذكرى رحيله الـ 48 ..ألقى من خلاله الضوء على قضايا عصرية كتلحينه لاوبريت الجنادرية ، وسر خلافه مع فنان العرب محمد عبده، وانتاجه لفيلم سينمائي جديد من بطولة نوال الزغبي ووائل كفوري ، وتمنى الأطرش لكل من لبنان وسوريا مزيد من الإستقرار ، وإلى تفاصيل الحوار.
فريد الاطرش .. هل ترى ان هناك من يستطيع ان يسد الفراغ الذي تركته كملحن على الساحة الغنائية الآن؟
ـ لا اعتقد ، لان موسيقى فريد الأطرش صعب على أي ملحن أن يقدم مثيلا لها ، ولأن كل فنان له وجدانه الخاص الذي يستطيع ان ينهل منه بحسب موهبته وتمكنه .. ولكن هناك مطربين كبار على الساحة مثل هاني شاكر ومحمد منير وعلي الحجار وأيضا مطربات كبيرات مثل أنغام وشيرين وآمال ماهر وحزين على بعد غادة رجب إلى حد ما لانها كانت صوتا جيدا ومبشرا لكن ظروف الإنتاج أوقفت مسار الكثير من المواهب في زمن لا يفضل المطرب أو المطربة أن يقوم بالإنتاج على حسابه مثلما كنا نفعل وننتج أغاني و أفلاما على حسابنا الخاص .
* يقال ان كل من غنى أغنية "الربيع " كلما حل فصل الربيع فشل في تأديتها بالكيفية التي قدمتها بها .. لماذا؟
ـ لان اغنية الربيع عمل نادر لا يتكرر ، وقد لا يتصور أحد أنني كنت أرفض أن أغنيها في البداية ، وذهبت بها إلى أم كلثوم لتغنيها.. لكنها رفضتها ، والآن أصبحت واحدة من أهم وأشهر الأغاني العربية الكلاسيكية ، والتي تغنى دائما وبشكل خاص
في مناسبة الربيع ، وهي من أهم أغنياتي.
* قررت مؤخرا أن تنتج فيلما غنائيا وقد استعنت بمطربات لبنان للعب بطولته .. لماذا؟
ـ لان قصة الفيلم هي قصة قريبة من الواقع والحقيقة حول مطرب ومطربة نزحا من جبل الدروز إلى القاهرة ، وهي قريبة من قصتي الحقيقية حين نزحنا أنا وشقيقتي آمال الاطرش ووالدتنا إلى القاهرة هربا من الإحتلال الفرنسي .. ولهذا السبب كانت الاستعانة بالمطربة نوال الزغبي للقيام ببطولته ، وقد وضعت ألحان الأغاني الخاصة بالفيلم إلى جانب الموسيقى التصويرية ، ويتكلف انتاجه 50 مليون جنيه.
* هل وضعت لحنا جديدا للمطربة شيرين كما تدعي؟
ـ هو مشروع لم يكتمل بعد ..فقد أحضرت لي كلمات أغنية لالحنها لها ، ولكن مازلت مترددا ، وقد امنحها لحنا لكن بكلمات أخرى .
*يقال انك سوف تشارك في الفترة المقبلة في مهرجان الجنادرية بالمملكة العربية السعودية وأنك من سيضع ألحان الأوبريت.. فهل تم الاتفاق على ذلك؟
ـ اتفقنا على كل شيء ، وسوف ابدأ خلال الفترة المقبلة وضع ألحان الأوبريت بعد الإنتهاء من حفل الربيع الذي سأقدمه في مسرح الفن بشارع رمسيس بالقاهرة ، والذي أقدم من خلاله مجموعة أغنيات جديدة.. وسوف يشاركني الغناء في هذه الحفلة آمال ماهر وشيرين وأنغام وهاني شاكر ..بينما سيكون أوبريت الجنادرية بمشاركة العراقي كاظم الساهر والمصري هاني شاكر و السورية ميادة الحناوي ، ومن السعودية رابح صقر ومن الكويت عبد الله الرويشد .
* تردد أنك سترشح نفسك نقيبا للموسيقيين بعد المشاكل التي عصفت بالنقابة مؤخرا خاصة أنك تجمع بين الغناء والتلحين والأفضل والأكبر سنا على الساحة الان ؟
ـ كثير من أعضاء مجلس النقابة الحاليين وبعض أعضاء الجمعية العمومية طلبوا مني ذلك ، وأن أتقدم لترشيح نفسي كنقيب للموسيقيين .. وأنا اشترط شرطا وحيدا ، وهو لكي أكون نقيبا للموسيقيين لابد أن يكون ذلك بالتزكية لا أن أترشح لانتخابات ومازال الموضوع محل دراسة فاذا توصلوا لذلك فأنا تحت أمر النقابة بكل أطيافها.
*
وما سبب خلافاتك مع المطرب السعودي الكبير محمد عبده؟
ـ ليست خلافات ، ولكن كان هناك ترشيح له أيضا لتلحين الجنادرية ، ولكن تم الإتفاق معي في النهاية خاصة أن الزميل محمد عبده كان قد لحن الأوبريت في أكثر من عام في السنوات الماضية.
* هل لصوت الفنان عمر افتراضي ؟
ـ بالتأكيد فعند سن معين لابد أن يتوقف الفنان حتى لايصبح صوته نشازا ، ويصبح غير قادر على العطاء بنفس القوة والأداء الذي تعود عليه من قبل، وهناك مطربين أذكياء يسجلون أغنيات وتصبح هذه الأغنيات في الثلاجة حتى يتم استدعائها في الوقت المناسب للمحافظة على الاستمرارية أو أن يعيد أغانيه القديمة بتوزيعات موسيقية جديدة .
*
هناك من زج بأسم السيدة ام كلثوم بأنها كانت وراء مقتل شقيقتك المطربة أسمهان بحكم ان صوتها كاد يطغى على صوت سيدة الغناء العربي.. فما حقيقة ذلك؟
ـ هذه مجرد شائعات لا ترقى الى الحقائق ، وأنا لا أخذ بالشائعات ، ولكن بالحقائق والتحقيقات ، وقد دبر الحادث فعلا ، لكن لا نعرف من كان وراء تدبيره حين غرقت سياراتها بترعة المنصورية.
بحكم كونهما وطنك ماذا تتمنى للبنان وكذلك سوريا؟
ـ أتمنى لهما الإستقرار، كما أتمنى لمصر بلدي الثاني أستمرار ما نجحت في تحقيقه من أمن وأمان.