أكثر من 450 عملاً مسرحياً عن روائع الأدب العالمى أنتجتها الإذاعة المصرية منذ بدء إرسال إذاعة «البرنامج الثقافى» فى منتصف الخمسينيات من القرن الماضى، والتى كانت تسمى وقتها «البرنامج الثانى» وقدمها نجوم الصف الأول من ممثلى السينما المصرية فى عصرها الذهبى مثل زكى طليمات، زوزو نبيل، حسن البارودى، أمينة رزق، عمر الحريرى، عبد الله غيث، سميحة أيوب، كرم مطاوع، سناء جميل، عبد الوارث عسر، شفيق نور الدين، أشرف عبد الغفور، عبد الرحمن أبو زهرة، كما نتعرف على دورها فى دعم الفن المسرحى...
مازالت هذه المسرحيات تحقق نجاحاً كبيراً بعد الاهتمام الكبير من مسئولى «ماسبيرو»، فقد قامت اللجنة العليا لإدارة المحتوى الإلكترونى بماسبيرو بنشر هذه المسرحيات عبر الموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام على الإنترنت، كما أطلقت قناة لها عبر الشبكة العنكبوتية، بالإضافة إلى صفحة خاصة لعشاق هذا الفن على إحدى شبكات التواصل الاجتماعى، كذلك قدم مركز المعلومات هذه الأعمال بتصميم جرافيكى مناسب لكل عمل، كما قدم لأول مرة توثيق كامل لجميع بيانات العمل بما فى ذلك اسم الكاتب واسم العمل بلغته الأصلية وبحروف لاتينية تسهل للباحثين والدارسين من جميع أنحاء العالم الوصول إلى هذه الأعمال, كما تم تخصيص برنامج «روائع عالمية» الذى تقدمه الإذاعية إيمان شعبان على إذاعة «البرنامج الثقافى» للتحدث عن هذا الفن وإذاعة هذه المسرحيات.
من أشهر هذه المسرحيات مسرحية «الذباب» تأليف جان بول سارتر وترجمة فؤاد كامل عبد العزيز، بطولة صلاح سرحان، محمد الطوخى، ثريا فخرى، زوزو نبيل، رفيعة الشال، عبد الرحيم الزرقانى، محمد الدفراوى، محمد عبد العزيز، لطفى عامر، وتسجيل حلمى رسمى، وإخراج صلاح عز الدين.
تعد مسرحية «الذباب» من المسرحيات المأساوية، وهى مستوحاة من أصول يونانية من الأساطير اليونانية القديمة، وهى للمفكر جان بول سارتر الذى يعد من مؤسسى «المذهب الوجودي» الذى اجتهد فى كتاباته وأعماله إلى إثبات الحرية والإرادة، ودفع الذات نحو العمل والنجاح وصنع واقع أفضل وذلك بتحفيزها نحو الإرادة والطموح والثقه بالنفس.
كذلك مسرحية «صاحبة اللوكاندة» من الأدب الإيطالى من تأليف كارلو جولدونى وترجمة ريتا دى ميلو وعزيز مرقص وبطولة زوزو نبيل، سعد أردش، محمد الطوخى، إخراج على محمود.
تعد مسرحية «صاحبة اللوكاندة» من المسرحيات المهمة من حيث الحبكة الفنية، فموضوعها فى مجمله بسيط ولكنه يتطور من خلال لعبة من الحركات المسرحية الدقيقة يظهر إتقانها فى ظبط إيقاع تواليها بحس مرهف، كما أن تداخل الأزمنة فيها محسوب بدقة عالية، ومعدلات الدخول والخروج من المشهد مرتبة بدقة قائد الأوركسترا، ونظام التغيير فى العلاقات المشتركة بين الشخصيات يصبغ على المسرحية كلها خفة الباليه.
تضم المسرحية عدداً من الشخصيات من مختلف الطبقات الاجتماعية، فالماركيز والكونت من الطبقة الأرستقراطية والفارس من الطبقة البرجوازية الصغيرة، والخادم من الطبقة الشعبية.
مسرحية «العبرة بالخواتيم» من تأليف الكاتب الإنجليزى ويليام شكسبير وترجمة ثريا مهدى علام، وإخراج أحمد سليم وبطولة أشرف عبد الغفور ورباب وميرﭭت سعيد وفوزية عزت ومفيد عاشور وممدوح درويش وسلوى محمد على وأحمد خليل ومحمود زكى وأيمن عزب وعمرو هاشم ووفاء السيد.
هى مسرحية كوميدية ساخرة استطاع من خلالها شكسبير أن يرسم بريشته الأدبية الساحرة صورة بليغة لشخصية هيلين، الزوجة التى حطمت جدران صمت وإعراض زوجها عنها، وأبدلتها إلى محبة سطرت فى صفحة الأدب الإنجليزى فريدة من فرائد شكسبير الأدبى.
يرى النقاد أن هذه المسرحية لم تكن وليدة إبداع شكسبير وحده، وإنما شاركه فيها توماس ميدلتون.
أما مسرحية «عربة اسمها الرغبة» فهى للكاتب المسرحى الأميركى تينيسى وليامز نشرت سنة 1947، وحصل وليامز عنها على جائزة «بوليتزر للدراما» سنة 1948. عرضت المسرحية للمرة الأولى على مسارح برودواى فى مسرح إيثيل باريمور من 3 ديسمبر 1947 إلى 17 ديسمبر 1949 وقام بإخراج المسرحية فى إنتاجها الأول فى برودواى المخرج إيليا كازان، ولعب أدوار البطولة فيها مارلون براندو وجيسيكا تاندى وكيم هنتر وكارل مالدن، وقدمها للإذاعة المخرج محمود مرسى، من بطولة سناء جميل وسميحة أيوب وصلاح منصور وعبد الرحيم الزرقانى.
ومسرحية «رجال وفئران» تأليف جون شتاينبك وترجمة عبد المنعم الحفنى، وبطولة حمدى غيث وعبد الله غيث وتوفيق الدقن، وإخراج عبد الرحيم الزرقانى، وتحكى قصة جورج ميلتون ولينى سمول، وهما مزارعان مهاجران ومشردان يتنقلان من مكان إلى آخر فى كاليفورنيا بحثاً عن فرص عمل جديدة خلال فترة الكساد الكبير فى الولايات المتحدة.
وللأديب اليونانى الشهير نيكوس كزانت إكس مسرحية «عطيل يعود»، التى يحاول من خلالها استدعاء رائعة شكسبير فى محاولة تغيير مصائر شخصياتها، ليطرح من خلالها العديد من التساؤلات حول القدر وإمكانية تغييره، وغيرها من الرؤى الفلسفية المسرحية من إخراج الشريف خاطر، وترجمة الدكتور نعيم عطية، وبطولة عبد الرحمن أبو زهرة، وسهير البابلى، وحسن البارودى، ومحمد رضا.
وأيضاً مسرحية «فى الطريق» للأديب الروسى أنطون تشيخوف، من فصل واحد صدرت 1884 ولم تسمح الرقابة فى حينها بعرضها، فأهملها تشيخوف وظهرت لأول مرة عام 1914، فى الذكرى العاشرة لوفاته، ووجدها أخوه، حيث تم عرضها على خشبة المسرح، وتتكون من مشهد درامى فى فصل واحد وتعد تعديلاً لقصة قصيرة كتبها شيخوف بعنوان «الخريف» عام 1883، وتتناول حادثة وقعت ليلاً فى حانة على الطريق العام فى إحدى المقاطعات الجنوبية لروسيا القيصرية، وكان من بين المترددين عليها عابرو السبيل، والأغراب والمتسكعون، إما للتدفئة أو للمبيت.
المسرحية أنتجها «البرنامج الثانى»، وهى من إخراج محمود مرسى، وترجمة ميخائيل رومان، وبطولة عبد الله غيث ونجمة إبراهيم وفاخر فاخر وأحمد الجزيرى.
كما قدمت الإذاعة مسرحية «رجل الاقدار» للأديب الأيرلندى جورج برناردو شو، التى تدور حول الصراع الفرنسى -البريطانى من خلال شخصية محورية هو نابليون بونابرت، الشاب الفرنسى من أصل كورسيكى، الذى تصوره لنا المسرحية فى زمن كان لا يزال فيه قائداً عسكرياً مملوءاً بالطموح ويتطلع إلى أن ينشر، هو الآخر، قواته العسكرية ومبادئه فى العالم كله.
المسرحية من إخراج صلاح عز الدين، وبطولة أحمد الجزيرى وصلاح سرحان وسناء جميل ونجيب سرور.
أما مسرحية «غادة الكاميليا» فهى واحدة من أشهر كلاسيكيات الأدب العالمى، للأديب الفرنسى ألكسندر دوماس، وتبرز كيف يطهر الحب البشر من اللهو والعبث حتى لو كان فى بيئة غير سوية، وكيف يتحول الإنسان إلى مضحٍ وإنسانى ذى عاطفة جياشة يمتلك الرقة بشكل يفوق الخيال، كما تصور الرواية الحياة المجتمعية التى تشع بالأخلاق الأنانية المهيمنة على الشرائح العليا فى بعض المجتمعات الأرستقراطية.
المسرحية أعدها يحيى نصار وأخرجها محمد توفيق، ومن بطولة فاطمة رشدى وصلاح منصور وسناء جميل وعبد الرحيم الزرقانى.
والمسرحية الشهيرة «رجل لكل العصور» للكاتب البريطانى روبرت بولت، وتحكى عن قصة حقيقية مقتبسة من تاريخ الإمبراطورية البريطانية فى القرن السادس عشر، عندما اختلف توماس مور مستشار التاج البريطانى فى عهد الملك هنرى الثامن، مع الملك بعد رفضه الطلاق والزواج مرة أخرى رغبة فى الحصول على وريث، ما دفع الملك إلى التخلص من مور أحد أخلص رجاله، بل والخلاف مع الكنيسة فى روما والاستقلال عنها، فيما أطلق عليه «عصر الإصلاح الدينى».
المسرحية من بطولة عبد المنعم إبراهيم وجلال الشرقاوى ومحمود الحدينى وأمينة رزق ومحمد الدفراوى، ومن إخراج وترجمة الشريف خاطر.
وللأديب الفرنسى مولييرمسرحية «البخيل»، وهى أحد أشهر أعماله، كتبها عام 1668، وجسد موليير صفة البخل الذميمة فى شخصية هاربا جون، الرجل البرجوازى الذى تجبره سيكولوجية المال على اكتنازه فقط وعدم إنفاقه بحجة الخوف من المستقبل حتى تجاوز ارتباطه بالمال حبه لأبنائه.
المسرحية أنتجتها إذاعة البرنامج الثقافى، من إخراج هلال أبو عامر، وبطولة نادية السبع وجلال توفيق وخالد الذهبى.
ومسرحية «الجريمة والعقاب» وهى واحدة من أشهر وأهم كلاسيكيات الأدب العالمى، للأديب الروسى فيدور دوستويفيسكى، وتبرز الصراع النفسى والمعضلة الأخلاقية لروديون راسكولنيكوف، بطل الرواية، وهو طالب سابق فقير فى سانت بيترسبيرج، يرسم خطة لقتل مرابية عديمة الضمير من أجل مالها. قبل قتلها، يرى راسكولنيكوف أنه بمالها يمكنه تحرير نفسه من الفقر وأن يقوم بالعديد من الأعمال الخيرة، إلا أن الحيرة والتردد يجعلاه يشعر بالذنب ولا يجد مبرراً أخلاقياً لما فعل.
المسرحية من إخراج عبد المنعم الحفنى، وبطولة حمدى غيث، زوز نبيل، نور الدمرداش، نجمة إبراهيم، محمد الدفراوى.
وتضم القائمة العديد من المسرحيات من الأدب العالمى، مثل «ماكبث»، للكاتب الإنجليزى وليام شكسبير، ومسرحية «تاسو» للشاعر الألمانى جوته، ومسرحية «نساء طروادة» للفيلسوف الفرنسى جان بول سارتر.
ومن الأدب الروسى، ضمت القائمة مسرحية «النورس» للأديب الكبير أنطون تشيخوف، ومن الأدب الإيطالى مسرحية «ساعة الحساب» للكاتب لويجى بيراندللو، ومن الأدب التركى مسرحية «الرجل المنسى» لناظم حكمت.
وللكاتب الكبير جورج برنارد شو مسرحية «بيوت الأرامل» وكذلك الأديب الكولومبى الكبير غابرييل غارثيا ماركيز مسرحية «إيرنديرا البريئة»، أما عن المسرح اليونانى القديم فنجد أن القائمة ضمت أشهر أعمال سوفوكليس وأريستوفا