تناولت السينما المصرية عبر تاريخها الطويل موضوعات السحر والشعوذة والخرافات، وكان البطل فى كثير من الأعمال (الشيطان والسحر الأسود)، وفى هذا التقرير نرصد أهم الأفلام المصرية التى جسدت استخدام السحر والدجل والشعوذة بطريقة ساخرة وكوميدية. 

والبداية من فيلم «إسماعيل ياسين فى مستشفى المجانين» إنتاج 1958، حيث يلجأ «حسونة الفطاطرى»، للسحر من أجل أن يظفر بالزواج من حبيبته «طعمة»، والفيلم بطولة إسماعيل ياسين وهند رستم وزينات صدقى، إخراج تأليف عيسى كرامة. 
أيضاً فيلم «ساحر النساء» إنتاج 1958 بطولة فريد شوقى وهند رستم، وتدور الأحداث حول نصاب يخرج من السجن بعد أن أمضى فترة عقوبته، لكنه يلجأ للنصب مرة أخرى عن طريق استخدام ألاعيبه فينصب على إحدى سيدات المجتمع ويستقطع منها مبلغاً من المال بالدجل والشعوذة، والفيلم من إخراج فطين عبد الوهاب وتأليف كامل التلمسانى. 
فيلم «أم رتيبة» إنتاج 1959، تدور أحداثه حول الست أم رتيبة (مارى منيب) التى تعانى هى وشقيقها الأصغر من طغيان وقهر وتسلط شقيقهما الأكبر عبد الصبور، المهووس بأعمال السحر والدجل والشعوذة، فهى تعانى من رفضه التام لفكرة زواجها من جارها الذى تحبه، ويحاول عبد الصبور قبل وفاته أن يبث فى رأسيهما فكرة عودته عقب مماته إلى الحياة مرة أخرى حتى يتأكد من تنفيذهما أوامره، ثم تتصاعد الأحداث. الفيلم بطولة مارى منيب وفريد شوقى، إخراج السيد بدير وتأليف يوسف السباعى. 

فيلم «الكف» إنتاج 1985 وهو يصور الصراع بين العلم والخرافة، وتدور أحداثه حول مختار وقارئ الكف الذى أخبره منذ سنوات بأنه سيرزق بثلاثة أولاد لكنهم سيموتون فى يوم زواجهم، وبالفعل مع تسلسل الأحداث تتحقق نبوءاته. الفيلم إخراج محمد حسيب، وتأليف أحمد عبد الرحمن. 
فيلم «الأونطجية» إنتاج 1987 وتدور أحداثه حول رفض عايدة زواج ابنها هشام من زوبة نظراً للفارق الاجتماعى بينهما، ولكنه يتمسك بها فتمثل عايدة الجنون حتى يرضخ ابنها لرغبتها، ويرتبط بابنة خالته سناء، وتلجأ عايدة فى ذلك للمشعوذ جنجل وشريكته بسيمة وتتفق معهما على عمل سحر للتفريق بين الحبيبين ومنع زواجهما. يتعاطف جنجل وبسيمة مع الحبيبين ويرسمان خطة مع الابن ليكشف خداع أمه، التى ترضخ لرغبة ابنها وتبارك زواجه بزوبة. الفيلم بطولة سعيد صالح وسهير البابلى، تأليف إبراهيم الجروانى، وإخراج سيد طنطاوى. 

فيلم «البيضة والحجر» إنتاج 1990، وتدور أحداثه حول (مستطاع) مدرس فلسفة يسكن غرفة فوق السطح ويحترف مهنة الدجل والشعوذة، مستخدماً ذكاءه حتى أصبحت له شهرة واسعة من خلال نصبه على كثير من الناس. الفيلم بطولة أحمد زكى ومعالى زايد. إخراج على عبد الخالق، وتأليف محمود أبوزيد. 

كما أظهرت السينما الخرافات الموروثة بشكل كوميدى فى الألفية الثالثة، مثلما جاء فى فيلم «جاءنا البيان التالى» إنتاج 2001 بطولة محمد هنيدى وحنان ترك، إخراج سعيد حامد، تأليف محمد أمين.
كما نرى فيلم «سحر العيون» إنتاج 2002 بطولة عامر منيب وحلا شيحه ونيللى كريم، وتدور أحداث الفيلم حول تأثير الشعوذة على حياة مخرج إعلانات من خلال الفتاة «كابر» التى تلجأ إلى السحر للإيقاع بحبيبها المكوجى، ولكن السحر ينعكس لتقع «كابر» فى حب المخرج كريم، الفيلم إخراج فخر الدين نجيدة، تأليف نهى العمروسى. 

 كما تناول فيلم «يا أنا يا خالتى» إنتاج 2005 بطولة محمد هنيدى ودنيا سمير غانم، علاقة تيمور الطالب بمعهد الموسيقى، والمرتبط عاطفياً بزميلته نوال، ويسعى للزواج منها ولكن والدة نوال تؤمن بالسحر والشعوذة، وتتصاعد الأحداث فى إطار كوميدى فيلجأ تيمور ليمثل شخصية الساحرة (الخالة نوسة) حتى يتمكن من نيل رضا والدة نوال، الفيلم إخراج سعيد حامد، وتأليف أحمد عبدالله. 

ويتطرق فيلم «ويجا»- إنتاج 2005 بطولة شريف منير وهانى سلامة وهند صبرى ومنة شلبى وبشرى- لمسألة الغيبيات من خلال لعبة «ويجا»، التى كان دورها أن تتنبأ لهم بالمستقبل إلى أن تسببت فى النهاية فى جرائم قتل، والفيلم تأليف وإخراج خالد يوسف.

أما فى السينما الرومانسية فلكى يقع البطل فى حب البطلة يلجأ أحد الطرفين للسحر، كما حدث فى فيلم «حبيبى نائماً» إنتاج 2008 بطولة مى عز الدين وخالد أبو النجا، وتدور أحداثه حول البنت السمينة التى تلجأ للسحر لكى يحبها البطل، وبالفعل يراها أجمل بنت ويقع فى حبها حتى اكتشف فى النهاية أنه كان أثير سحر، والفيلم إخراج أحمد البدرى، وتأليف لؤى السيد.
وعن تلك النوعية من الأفلام تحدثت الناقدة السينمائية خيرية البشلاوى التى ترى أن أفلام السحر والشعوذة تعتمد فى الأساس على خيال متفرد، وحبكة شديدة التعقيد والإحكام، وأشارت إلى أن أفلام الشعوذة تتطلب مناخاً مناسباً للخروج بالشكل المطلوب.