الأحد 24 نوفمبر 2024

دراما التعليم والمدارس.. هل قدمت ما ينبغى منها أم ليس بعد؟

من مسلسل دايما عامر

14-1-2023 | 13:22

أميمـة أحمد

 

سواء اختلف البعض أم اتفق، لا نستطيع أن ننكر أن الأعمال الفنية سواء فى السينما أو المسرح أو التليفزيون.. ساهمت بشكل كبير فى حل كثير من القضايا أو على الأقل قامت بطرحها على الشاشات حتى نتمكن من خلالها من دق ناقوس الخطر أو جرس الإنذار، وأن نبحث لإيجاد حل لمشكلة ما، أما المدارس وقضية التعليم والمدرسون وما تعيشه الأسر بسبب هذا الموضوع المهم، الذى هو قضيتنا اليوم، فقد خصصنا له سطور تحقيقنا التالى، لنتعرف هل حققت الأعمال الفنية نجاحات فى التعبير عن الحياة الدراسية وطرح مشكلاتها.. أم أضرت بها، وهل عبرت فى الأساس عنها بصورة واقعية أم جاءت بشكل مخيب للآمال، فتعالوا معنا نتعرف على آراء نخبة من المتخصصين حول هذا الموضوع المهم

...

أوضح الكاتب مجدى صابر، قائلاً: هناك الكثير من الأعمال التى نجحت فى التعبير عن الحياة الدراسية، ولعل من أشهرها مسلسل (ضمير أبلة حكمت)، الذى يحمل أسماء ثلاثة من عظماء الدراما فى مصر، وهم فاتن حمامة وإنعام محمد على وأسامة أنور عكاشة، وأعتقد أن هذا المسلسل تحدث عن مشاكل الدراسة والتعليم بشكل مفصل وجيد

.

وأضاف صابر: فى السباق الرمضانى كان هناك مسلسل جيد جداً عن التعليم ومشاكله، وهو مسلسل (دايماً عامر) للنجم مصطفى شعبان، وتحدث هذا العمل عن مشاكل التعليم وأيضاً مسلسل (ولاد ناس)، الذى تحدث عن مشاكل الطلاب فى مصر، فأنا أرى أن هناك الكثير من الأعمال التى تحدثت عن الحياة الدراسية، ولكن بسبب أهمية القضية نحن نحتاج إلى الكثير من نوعية هذه الأعمال والتركيز عليها

 

 من مسلسل ولاد ناس 

من جانبها توضح المخرجة رباب حسين: شاهدت منذ فترة مسلسل (ولاد ناس)، بطولة رانيا فريد شوقى وأحمد وفيق وآخرين، المسلسل تدور أحداثه عن واقع الطلاب  فى بعض المدارس الخاصة من بعد الحادث الذى حدث لأتوبيس المدرسة، لنكتشف بعده الكثير من الأمور والقضايا التى عبرت عن حال التعليم والطلاب فى هذه المدارس، ولكن الحياة المدرسية مليئة بشكل كبير جداً بمواضيع تصلح لتكون مسلسلات كثيرة وليس مسلسلاً واحداً، ولكن الدراما هذه الفترة توقفت عند فكرة العائلة وما يدور حولها من أمور اجتماعية، وللعلم الحياة الدراسية مهمة جداً، وعلى صناع الفن أن يهتموا بها

.

وتستطرد قائلة: وبالحديث عن المسرح آخر ما قدم عليه من أعمال تخص الحياة الدراسية كانت مسرحية (مدرسة المشاغبين)، وأنا أعتقد أن التليفزيون هو المعنى أكثر بهذا الأمر، فهو الأقرب للجمهور، وأتمنى أن يحصل هذا الموضوع على الكثير من الاهتمام، وأنا قديماً قدمت مسلسل (حضرة المتهم أبي) وكنت معنية فيه بالاهتمام بالحياة الدراسية ومشاكل الطلبة والمناخ الخارجى حولهم واهتمام المدرس بالطلاب، وأحب هذا المسلسل كثيراً فالكاتب الكبير محمد جلال عبدالقوى رصد به الكثير من المشكلات المهمة تحديداً فى هذا الأمر، وأيضاً قدمت مسلسل (ماما فى القسم) أيضاً رصدنا به الكثير من المشاكل فى الدراسة وهيئة التدريس والطلبة والاهتمام بالمدرس واحترامه وعلاقته بالطلبة والحب المتبادل بينهم الذى ينشئ علاقات جيدة بينهم، ويحدث تطوراً لأخلاقيات الطلاب.. ومن هذا الوقت تحديداً لم يعد الفن يهتم بهذه القضية، وأصبحت الدراما تقدم نماذج غير مطلوبة للتعليم والطلبة ونسينا احترام المعلم ومقولة (قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا كادَ المُعَلِّمُ أن يَكونَ رَسولاً)، لذا أتمنى أن يعود اهتمام صناع الدراما بتقديم أعمال تهتم بهذه القضية المهمة جداً.

ويضيف المخرج أحمد البدرى قائلاً: أتذكر فيلم (إحنا التلامذة) للفنان أحمد رمزى وكان يناقش قضايا الطلاب فى الجامعة، وهناك الكثير من الأفلام التى صُورت داخل الحرم الجامعى، أما الآن فليست هناك أية استفادة من بعض الأفلام أو الدراما من خلال مناقشة الحياة الدراسية، فلم يوضحوا أى شيء يخص التعليم، وأصبحت الفنون بعيدة إلي حد ما عن المدارس، فنحن تعلمنا المسرح وحب المزيكا من خلال المدرسة.

من جانبها توضح الناقدة الفنية خيرية البشلاوى:  إن الحياة تختلف فى كل حقبة من الزمن فقديماً لم تقدم الحياة الدراسية بشكل قوى للتعبير عنها، ولكنى أتذكر فيلم (آخر الرجال المحترمين) الذى عبر عن الحياة فى المدارس وعلم الطلاب كيفية احترام المدرس وقيمته، ثم أصبحت الفنون تتحدث عن الحياة السياسية أو التطور الاجتماعى، أما الحياة الدراسية سواء فى الجامعة فيكون لها شكل مختلفاً، وصناع الدراما التليفزيونية أو السينمائيةأاو المسرحية، ليس من اهتماماتهم الأولى صناعة هذا اللون من الفن، وهم مشغولون أكثر بالقصص الرومانسية والأكشن والصراعات الاجتماعية، أما الحياة الدراسية من خلال المواجهة والنقد فليست موجودة بشكل مفصل وواضح حتى نقول إنها عبرت عنهم أم أضرت بهم، وعلى صناع الدراما أن يتوقفوا أمام مشكلاتها والتعبير عنها بعمق أكثر على مستو الكم والكيف.

ويقول الناقد الفنى أحمد سعد الدين: من وجهة نظرى أن السينما ليست مجالاً للتعبير عن القضايا أو بث المواعظ، ولكن من الممكن أن تعرض على شاشتها بعض المشاكل، وليست السينما فقط بل الفن عموماً، وهناك قطاع كبير من الجمهور والنقاد هاجموا مسرحية (مدرسة المشاغبين) بشدة، ولكن إذا تمعنا فى القصة الأساسية لها سنرى أن الطلبة بها كانوا فى غاية الفشل وعدم التربية، وذلك يرجع لكونهم من بيئات وخلفيات مختلفة، ثم استقاموا وحققوا نجاحات عندما أحبوا مدرستهم، فمن وجهة نظرى أن المسرحية لها هدف بعيداً عن بعض الإفيهات التى بها، واستطاعت المسرحية أن تحل مشكلة بشكل جيد.

وأضاف: فى السينما أيضاً نجد نفس الأمر، حيث نجد أفلاماً كثيرة بها ظواهر تخص الطلبة تناولتها بشكل جيد، وطرحت المشكلة من خلال جوانب كثيرة، وعرضت نماذج جيدة وأخرى سلبية، فهناك فيلم تليفزيونى اسمه (محاكمة على بابا) هو فيلم ساخر جداً تدور أحداثه حول سذاجة  بعض مناهج التعليمفى الماضى، من بطولة الفنان يحيى الفخرانى، والفيلم تناول المشكلة بشكل كوميدى ولكن له رسالة وهدف، إلى غير ذلك من نفس النوعية التى اعتنت بتقديم عدة أوجه للقضية الأساسية بتنويعات مختلفة، حيث إنها بالفعل فى الواقع قضية لها العديد من الجوانب.

ويقول الناقد والمؤرخ الفنى محمد شوقى: لقد عبر الفن فى مصر سواء سينما أو تليفزيون عن الحياة الدراسية بشكل كبير جداً وبشكل جيد مثلما نرى فى فيلم (أنا لا أكذب ولكنى أتجمل)، الذى يعد من الأعمال المهمة جداً التى لا نستطيع أن ننكرها، وأيضاً فيلم (الطريق المسدود)، وهى أفلام تتحدث عن حياة الطالب الخاصة التى تنعكس على شخصيته فى الحياة الجامعية مع زملائه وأساتذته، وهناك الكثير من الأفلام مثل فيلم (خلف أسوار الجامعة) لسعيد صالح ويونس شلبى وإن كان فيلماً كوميدياً، إلا أنه كان يتحدث عن حياة الجامعة، وهناك أيضاً فيلم (على باب الوزير) للفنان عادل إمام، الذى تناول الصراع الطبقى بين الطلبة، والطلبة الذين يرسبون كثيراً، وفيلم (القلب له أحكام) وهذا الفيلم تقريباً تم تصويره بالكامل داخل الجامعة، وأيضاً فيلم (شباب امرأة) الذى تناول قصة الطالب (إمام) وقام بدوره شكرى سرحان، وهذا الفيلم صور حياة الطالب المغترب، الذى يقع فى براثن امرأة منحرفة، وكان هناك تنويه فى بداية الفيلم لتنبيه الطلاب لهذه المشكلة.

 وأضاف شوقى: كما أن هناك عدداً من المسلسلات الدرامية التى تناولت حياة الطالب، وفيها أعمال كثيرة مهمة، منها مسلسل (عيون) لفؤاد المهندس وسناء جميل، وهذا المسلسل به جزء كبير جداً عن الحياة الجامعية، وقد سلط الأضواء عن التفاف الطلبة حول زملائهم فى المحن، وكان مسلسلاً اجتماعياً شيقاً، وكذلك مسلسل (عائلة شلش) الذى تناول فى جزء منه حياة الطلبة بالجامعة أيضاً.

إذن نستطيع القول من خلال هذه الأمثلة وغيرها إن قضية التعليم والطلاب بشكل عام كانت دائماً نصب أعين صناع الدراما ومحط اهتمامهم عبر الأجيال.