الثلاثاء 7 مايو 2024

سينما هوليود تهتم بواقع وقضايا التعليم

School of Rock

14-1-2023 | 15:40

أشرف بيومى

قدمت لنا السينما العالمية العديد من الأفلام التى تناولت دور المُعلم وتأثيره فى حياة الطلاب، وتركت لنا بصمة فى تاريخ الإنتاج السينمائى العالمى، حيث تطرقت الصناعة السينمائية فى هوليوود إلى جميع الأبعاد النفسية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية التى تجعل من التعليم ظاهرة حساسة تحتاج إلى إنتاج ضخم وسيناريو دقيق وإخراج بارع وممثلين ذوى خبرة يعطون الإضافة اللازمة لأفلام من هذا النوع.

فقد اعتاد العديد من أفلام هوليوود على مناقشة قضايا التعليم، ولذلك سنرصد لكم خلال السطور القادمة أبرز أفلام هوليوود حول التعليم والدراسة والتى تشكل إلهاماً للكثير من المعلمين والطلاب.

 

Freedom Writers

صدر هذا العمل عام 2007 وهو مقتبس عن قصة حقيقية، حيث يتناول حكاية المُعلمة إرين جرويل التى تُدرس اللغة الإنجليزية وتنتقل لتدريسها فى أحد أفقر أحياء كاليفورنيا وأخطرها، فالطلاب محاطون بشتى أنواع العنف والجريمة والمخدرات ويفتقدون لأى أهتمام بهم من الأهل أو المؤسسات الرسمية ويلجأون للمدرسة تجنباً للسجن غالباً، إضافةً إلى التفرقة العنصرية داخل الصف.

وتقوم المُعلمة التى قدمت دورها هيلارى سوانك ببذل كل طاقتها لإعادة إيمان الطلاب بأنفسهم والتغلب على كل المشكلات، وفى سبيل ذلك تضطر للعمل بأكثر من مهنة لتوفير النفقات اللازمة لأنشطة الطلاب، حتى تتمكن فى النهاية من إصدار كتاب من تأليفهم تحت اسم "كتاب الحرية""

Dead Poet Society

صدر هذا العمل عام 1989 وهو أحد أفضل الأفلام على الإطلاق فى هذا المجال، ويقدم خلاله روبن وليامز دول المعلم جون كيتينج الذى يعود للتدريس فى مدرسته الأرستقراطية المحافظة، ويكسر قواعد المدرسة ويحرض الطلاب على عدم الانصياع لرغبات الآخرين فيما يتعلق بحياتهم وقراراتهم الخاصة، ويحفزهم على بناء شخصياتهم كما يؤمنون بها لا مجرد كأشخاص عاديين، ويشجعهم على عدم التسليم بالآراء الجاهزة والحكم المقولبة بدون اخضاعها للتدقيق النقدى والعاطفى.

The Man Without a Face

صدر هذا العمل عام 1993 ويتحدث عن العلاقة المميزة بين المعلم والطالب، وتدور أحداثه جول جستين ماكلويد وهو معلم سابق تم طرده من نظام التعليم بسبب مكيدة دبرها له أحد طلابه، واحترق وجهه وهو يحاول إنقاذ ذات الطالب من حادث احتراق سيارة، ويعيش معزولاً عن المجتمع بسبب ذلك، يلجأ إليه ولد من الجوار يتهمه الجميع أسرته وأصدقاؤه ومعلموه بالغباء والخرق، إلا أنه يرغب في تجاوز الاختبارات ليتمكن من مغادرة منزله الذى لا يشعر بالراحة فيه، لذلك يطلب مساعدة جستين الذى يلعب دوره ميل جبسون، وهو مخرج الفيلم أيضاً، والذى يساعده على اكتشاف مواهبه وقدراته الإبداعية بطريقة مشوقة، حتى يصبح مصدر فخر لأمه وعائلته، وفى نفس الوقت الذى يساعده الولد فيه على كسر أسوار عزلته والعودة للاندماج فى المجتمع مرة أخرى.

Stand and Deliver

صدر هذا العمل عام 1988 ويستعرض قصة حقيقية للمًعلم جيمى إسكلانتى،وهو مدرس تقليدى من أصول لاتينية، يعود للتدريس فى مدرسة فى حى من أحياء الهيسبانيك والذى يعانى طلابه من العنف والجريمة، ولا يقدمون أى اهتمام أكاديمى، ويساعدهم على التفوق فى الرياضيات والالتحاق بأفضل الجامعات وبناء مستقبل مشرق لهم، وتبلغ أحداث الفيلم ذروتها حينما يحصل الطلاب جميعهم على علامات امتياز فى الرياضيات، إلا أن الإدارة التعليمية ترفض هذه النتيجة بناء على سجلاتهم السابقة، وتهددهم جميعاً بسحب شهاداتهم بدعوى الغش، مما يضطرهم لخوض الامتحان مرة أخرى، ليحصلوا جميعاً على علامات مرتفعة، ويعتبر جيمى إسكلانتى من أبطال المجتمع اللاتينى فى الولايات المتحدة فى السبعينيات ورمزا للنضال من أجل مجتمعه

.

Slumdog millionaire

يتناول الفيلم قصة كفاح شاب هندى مشرد فى سبيله للحياة بكرامة بعيداً عن عالم الجريمة، وحتى حصوله على الجائزة الكبرى فى برنامج «من سيربح المليون» فى نسخته الهندية، وعلى الرغم من أن الفيلم ليس تعليميا فى جوهره، إلا أنه يقدم قيمة تعليمية حقيقية، ففى كل مرة كان يسأله المقدم سؤالاً، كان الفتى جمال يجيب من خلال خبراته التى مر بها، وهنا تكمن الحكمة التى لا تخفى على أى معلم بارع، وهو أن التعلم المقاوم للنسيان هو التعلم من خلال الخبرات الواقعية، إذا أردت ألا ينسى طلابك المعلومة، لا تكتفى فقط بجعلهم يرددونها عددا لا نهائيا من المرات، بل يجب عليهم أن يعيشوها لتبقى حية فى وعيهم.

Patch Adams

صدر هذا العمل عام 1998 وهو مقتبس عن قصة حقيقية، ويقدم العديد من القيم التعليمية، حيث تدور أحداثه حول قصة حياة باتش آدامز وهو طبيب وكوميدى أمريكى وناشط اجتماعى وكاتب ومهرج كذلك، ينتقل من حالة الانهيار العصبى ومحاولة الانتحار إلى الرغبة فى أن يصبح طبيباً، لكنه يقدم نوعا فريدا وجديدا من الأطباء، الطبيب الذى يهتم بمرضاه وسعادتهم وشعورهم بالبهجة فى مقابل التعالى الذى يقدمه الأطباء الآخرون، ويحاول دائماً أن يندمج مع مرضاه فى حياتهم ومساعدتهم على التغلب على آلامهم وشعورهم بالبؤس والمأساة.

Dangerous Minds

صدر هذا العمل عام 1995 وتدور أحداثه حول قصة حقيقية للمعلمة لو آن التى لعبت دورها النجمة ميشيل فايفر، والتى تتحول من جندية فى البحرية الأمريكية إلى معلمة فى إحدى أكثر المناطق عنفاً وعنصرية، وتبذل كل جهدها للحفاظ على طلابها من عالم الجريمة، وإلهامهم للتفوق الأكاديمى، وفى سبيل ذلك تتخطى كثيراً دورها كمعلمة لتنخرط فى هذه البيئة الاجتماعية والاقتصادية القاسية، ومن خلال تحفيزهم المستمر وطرقها التعليمية المبتكرة، تساعد حتى الطلاب الذين خرجوا من المدرسة من قبل، على العودة إليها والتفوق فيها، والمشهد الأروع هو حينما تتقدم باستقالتها فى نهاية العام، بعد حادث مقتل أحد طلابها الذين نجحت فى تنحيتهم عن عالم الجريمة، إلا أن كل الطلاب يرفضون ذلك ويجبرونها على الاستمرار معهم.

School of Rock

صدر هذا العمل عام 2003 وهو فيلم كوميدى موسيقى ولكنه يستعرض قصة موسيقى فاشل يتحول للتدريس الجزئى فى إحدى المدارس الراقية، إلا أنه يفشل تماماً مع الأولاد، فيحول اهتمامه من تعليمهم إلى إنشاء فرقة روك للهواة من طلاب المدرسة، وينجح ليس فقط فى تعليمهم الموسيقى ولكن أيضاً فى التعاون والعمل جميعاً فى فريق واحد، حيث يوظف كل منهم مهاراته ومواهبه المختلفة من أجل إنجاح الفرقة.

The Great Debaters

صدر هذا العمل عام 2007 وهو مأخوذ عن قصة حقيقية فى فترة الثلاثينيات من القرن الماضى، خلال فترة تأجج العنصرية ضد السود وكفاح السود للحصول على حقوقهم، حيث يقوم مدرب المناظرة ملفن تولسون الذى يقوم بدوره النجم دينزل واشنطن بتدريب مجموعة من الطلاب لخوض مناظرات ضد الفرق الأخرى، وحتى الوصول إلى مناظرة فريق جامعة هارفرد والتغلب عليه، ويستعرض الفيلم كل الإهانات والتحيزات التى عاناها السود فى تلك الفترة، من خلال استعراض جهود ملفن وفريقه وكفاحهم حتى الوصول إلى تلك النتيجة العظيمة.

Music of the heart

من بطولة النجمة ميريل ستريب وتدور أحداثه حول قصة حقيقية لعازفة الكمان الشهيرة Roberta Guaspari التى هجرها زوجها بعد سنوات طويلة من العشرة، وتصاب باكتئاب شديد وتنتابها أفكار انتحارية، وفى سبيل التغلب على ذلك فإنها تعمل كمعلمة للموسيقى فى إحدى مدارس حى هارلم الشهيرة، وعلى الرغم من عدم خبرتها فى التعليم، إلا أنها أنشأت برنامجاً ناجحاً فى عدة مدارس من أكثر الأحياء فقراً، ويبلغ الفيلم قمة إثارته حينما يتم تخفيض الميزانية والاستغناء عن روبرتا، فتسعى بكل جهدها لجمع التمويل اللازم لاستعادة البرنامج، ولتحقيق ذلك تقوم بالإعداد لحفل موسيقى يقدمه الأطفال من هذا البرنامج، وعلى الرغم من المعوقات، إلا أنها تستطيع الحصول على الكثير من الدعم من موسيقيين مشهورين وطلاب سابقين وآباء ومعلمين لإنجاح الحفل.