الأربعاء 24 ابريل 2024

من الافوكاتو مديحة لـ حظر تجول أفلام ساندت قضايا المرأة

من فيلم الباب المفتوح

19-1-2023 | 13:22

لم تكن السينما المصرية منذ بداياتها و حتى الآن بعيدة أبدا عن قضايا المرأة وأحوالها وهمومها ولم تقف الفنانات مكتوفات الأيدي أمام التصدى للعديد من الظواهر، معبرات عن كل فتاة وسيدة مصرية «موجوعة» بألم ما، فأطلت علينا الأفلام بالعشرات تعرض، تتناول، ترصد، تحلل وتعالج .. بعضها ما استطاع بالفعل تغيير واقع المرأة سواء على المستوى الاجتماعى ووصولا إلى سن وتشريع قوانين، ربما يأتى أشهرها من خلال فيلم «أريد حلا» لسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، غير أن العديد من الأفلام أيضاً سعت ومازالت ونتمنى المزيد منها ومن الحلول التى تصل إليها لتغيير واقع المرأة المصرية للأفضل، وتعالوا نعيش مع هذه الأعمال وما قدمته من دعم فى رحلتنا التالية. الافوكاتو مديحة ١٩٥٠ بدأت الأفلام فى هذه الحقبة الزمنية فى إبراز صورة المرأة القوية التى تشكل ندا للرجل بحضور طاغ فى عدد من الافلام الهامة فى تاريخ السينما المصرية، وجاء فيلم الافوكاتو مديحة فى مقدمتها حيث لعبت مديحة يسرى دور الفتاة التى تتحدى قرارات الاسرة التى تريد تزويجها لابن عمها، بينما تسعى هى للنجاح فى حياتها العملية فتقف فى أحد مشاهد الفيلم لتقول: «انا احتج على هذه الهمجية، احنا فى القرن العشرين، وكل فتاة لها مطلق الحرية فى تنظيم حياتها زى ما هى عايزه». الأستاذة فاطمة ١٩٥٢ قدمت الفنانة الراحلة فاتن حمامة والراحل كمال الشناوي فيلم «الأستاذة فاطمة» من إخراج فطين عبد الوهاب، والذي ناقش حق المرأة في العمل وعكس صراع اساسي عاشته المرأة فى ذلك الوقت لتثبت أنها قادرة على العمل في المحاماة والمرافعة في المحاكم. حيث دارت أحداث الفيلم في إطار كوميدي حول فاطمة التي تفتح مكتبًا للمحاماة، ويرفض خطيبها عادل الموافقة على عملها لعدم إيمانه بقدرتها على النجاح وعدم قدرة المرأة على العمل كمحامية، فتتحدى رأيه لتثبت له أنها متفوقة.. فتقول فى أحد مشاهد الفيلم: «من هنا ورايح انا هاثبتلك ان الست ممكن تكون أقوى من أى راجل» وبالفعل تنجح في ذلك بجدارة عبر أحداث الفيلم الشهير. فيلم أنا حرة 1959 بطولة لبنى عبد العزيز عن رواية للكاتب إحسان عبد القدوس، سيناريو نجيب محفوظ وإخراج صلاح أبو سيف، ويعد واحدا من أهم الأفلام التي تحدثت عن حرية الفتاة ورغبتها في التعليم والزواج بمن تحب وتحررها من قيود المجتمع ومن كلام الناس والأعراف السائدة حينذاك، وحقها في الحياة التي ترغبها هي لا التي يخططونها لها، وألا يكون محور حياتها الأساسي الزواج فقط،حيث تدور أحداثه حول الفتاة «أمينة» صعبة المراس التى تتطلع لأمور اكثر تعقيدا من الحياة العادية لأى فتاة تعيش فقط لتتزوج وتنجب أطفالا، فتتمرد أمينة على التسلط المجتمعى الذى يطال حياتها من قبل العائلة المتمثلة فى العمة وزوجها اللذان تعيش فى كنفهما، بعد انفصال الاب والام فتنهى حياتها الجامعية، وتسعى لتحقيق طموحاتها العملية وتدخل الجامعة و تخرج لسوق العمل وتبادل الحب الذى يقويها.. فتقول فى أحد المشاهد: «وصلت لحريتى، أنا دلوقت بقيت حرة». وقد أثر هذا الفيلم بأبعاده التى تقدم نموذجا مغايرا لما كان عليه وضع المرأة فى الخمسينات والستينات من القرن المنصرم على قدرة المرأة والايمان بذاتها والتطلع لمستقبل أفضل. دعاء الكروان 1959 عن رواية للأديب الكبير طه حسين وإخراج هنري بركات، ظهر أحد أعظم الأفلام في تاريخ السينما العربية، وهو «دعاء الكروان» الذي يحكي قصة الفتاة الصعيدية هنادي التي يقتلها خالها باسم الشرف عندما سقطت فى الخطيئة عنوة مع المهندس الذى تعمل لديه كخادمة، وتداعيات ذلك على حياة أختها آمنة، التي تؤدي دورها الفنانة الكبيرة فاتن حمامة، يرافقها في البطولة النجم أحمد مظهر، الذي يظهر في شخصية الرجل الذي يجري نحو شهواته، مستغلًا ثراءه وضعف الشغالات الفقيرات في منزله ونرى كيف تحاول آمنة الانتقام لمقتل شقيقتها على يد خالها بسبب المهندس. الباب المفتوح 1963 ناقش فيلم الباب المفتوح، المأخوذ عن رواية بالاسم نفسه للكاتبة لطيفة الزيات عدداً من القضايا التي تمس النساء، تطرق الفيلم إلى مواضيع عدة من بينها حق المرأة في التعليم، اختيار شريك حياتها والمشاركة في الحراك السياسي في بلادها. وذلك من خلال شخصية ليلى، التي جسدتها النجمة الراحلة فاتن حمامة، التي تدخل في الكثير من الصراعات مع والدها ونفسها، حتى تلتمس طريقها عُرض الفيلم عام 1963، وشارك في بطولته صالح سليم وحسن حسني، من إخراج هنري ١965. مراتي مدير عام 1966 الفيلم الكوميدي الجميل «مراتي مدير عام»، أثار ضجة كبيرة في سينما الستينيات بفعل الثنائي الشهير الراحلين شادية وصلاح ذو الفقار،حيث امتد الحديث فيه والتناول لما هو أبعد من فكرة عمل المرأة فى حد ذاته، وإنما قدرتها أيضاً على الكفاح والمنافسة و اعتلاء، المناصب، ومن خلال مفارقة لطيفة يفاجأ الزوج حسين الذى يعمل مهندس مقاولات فى إحدى المصالح أن زوجته تترقى لتصبح مدير عام فى نفس المصلحة، وبينما يخفيان الامر عن الزملاء فى البداية حرصا على صورة الزوج الاجتماعية إلا أن الزملاء يكتشفون الحقيقة، وتنتهى الاحداث بإعلان الزوج فخره بنجاح زوجته وتفوقها . فيلم أريد حلاً عام 1975 قدمت فاتن حمامة الفيلم مع المخرج سعيد مرزوق، القصة للكاتبة الكبيرة حسن شاه، والبطولة لرشدى أباظة وألقى العمل الضوء على قضية مهمة وهى حق المرأة في الخلع والمطالبة بالتعامل معها كإنسان له مطلق الحرية في تقرير مصيره حيث تدور أحداثه بين درية وزوجها الدبلوماسي مدحت عندما تصل الحياة بينهما إلى طريق مسدود، فتطلب منه الطلاق ولكنه يرفض، فتضطر إلى اللجوء للمحكمة ورفع دعوى للطلاق منه، بسبب قسوته وسوء معاملته ولكنها تفشل فى الحصول عليه بعد سنوات من السعى و متابعة القضية بسبب استعانة الزوج بشهود زور، في الوقت الذي تلتحق فيه كمترجمة في إحدى الجرائد، وتنمو علاقة حب بينها وبين رؤوف صديق أخيها، تدخل درية في متاهات المحاكم وتتعرض لسلسلة من المشاكل والعقبات التي تهدر كرامتها. تسبب هذا الفيلم فى إعادة النظر فى الحقوق التى يكفلها قانون الاحوال الشخصية للمرأة فى هذه الحالات وتم السماح لها بالخلع شريطة التخلى عن مستحقاتها وحقوقها المالية وهو ما اعتبرته النساء انتصارا كبيرا . آسفة أرفض الطلاق 1980 حاول هذا الفيلم الإشارة إلى أن يكون للزوجة دور مؤثر في الطلاق دون أن يكون قرارا منفردا من قبل الزوج، حين ترفض ميرفت امين الطلاق لمجرد قرار زوجها حسين فهمي، و يطرح الفيلم سؤالا مهما لماذا يتم عقد الزواج بموافقة الطرفين لكن الطلاق يتم بكلمة من الزوج وحده ؟ بريق عينيك 1982 كذلك انتصرت السينما للمرآه في تعديلات قوانين الاحوال الشخصية بعد فيلم بريق عينيك الذي يسلط الضوء على دعوى الزوج نور الشريف إلى زوجته مديحه كامل إلى بيت الطاعة، وذلك على خلفية اختفائه لسنوات عنها عندما سقطت به طائرة كان يقودها ليعود إليها وقد تحول إلى إنسان سيئ جدا ما يجعلها ترفض معاشرته فيلجأ إلى طلبها قهرا فى بيت الطاعة. فيلم عفوا أيها القانون 1985 بطولة نجلاء فتحى ومحمود عبدالعزيز وهياتم إخراج إيناس الدغيدى، والذى ألقى الضوء على قضايا الخيانة الزوجية وتعامل القانون معها حيث يظلم الزوجة وينتصر للرجل، والفرق بين الرجل والمرأة فيما يتعلق بقضية الزنا، حيث تكتشف الزوجة «هدى» خيانة زوجها وتضبطه متلبسا بجريمة الزنا فتقوم بإطلاق الرصاص عليه، فتطبق على هدى عقوبة الحبس لمدة 15 عاما ذلك أن القانون يفرق بين المرأة والرجل في جرائم الشرف.. فلو كان الموقف بالعكس وقتل الرجل زوجته لحصل على البراءة باعتباره قتل دفاعاً عن الشرف، وكأن المرأة لا مشاعر لها إذا ما تعرضت لنفس المشهد القاسي. الشقة من حق الزوجة 1985 بطولة محمود عبد العزيز ومعالي زايد وإخراج عمر عبد العزيز ويناقش قضية حقوق المرأة بعد الطلاق من خلال سمير موظف في إحدى المصالح الحكومية، بعد قصة حب يقترن بزميلته كريمة ابنة رئيسه في العمل، وبعد الزواج تبدأ المشاكل المادية، فيقرر سمير شراء تاكسي بالتقسيط، من أجل تلبية احتياجات أسرته وهنا تشعر كريمة بالملل بسبب انشغال زوجها عنها وتشجعها والدتها نازلي على التمرد وطلب الطلاق، ليبدأ النزاع حول ملكية الشقة،من ثم جاء قانون احتفاظ المرأة الحاضنة بالبقاء فى شقة الزوجية بعد الطلاق لرعاية وتربية أبنائها . المغتصبون 1989 سلط فيلم «المغتصبون» بطولة كل من ليلى علوي وحسن حسني وحمدي الوزير وغيرهم من الفنانين، الضوء على قضية هامة في المجتمع يتعرض لها الكثير من النساء في الواقع وهي «الاغتصاب»، ونجح الفيلم في تناولها بشكل جيد إذ أثار الرأي العام، وبعد عرض الفيلم بعامين، تم إعادة النظر فى القانون الذى يتعامل مع جرائم الاغتصاب. أسرار البنات 2001 تناول فيلم اسرار البنات بجرأة شديدة مناطق حساسة جدا فى مجتمعاتنا الشرقية، حيث يقيم بطلا الفيلم علاقة جنسية غير كاملة ظننا منهما انها لن تؤدى إلى حمل الفتاة، إلا أنها تحمل سفاحا وعند اكتشاف ابويها الأمر ينهارا تماما، وفيما يذهبان بها لإجراء عملية إجهاض يقرر طبيب النساء من تلقاء نفسه ان يجرى لها عملية ختان وكأنه يعاقبها أو على حد تعبير الام «دلال عبد العزيز» «بيربيهالنا» الفيلم بطولة مايا شيحة وشريف رمزى، تأليف عزة شلبى وإخراج مجدى احمد على . النعامة والطاووس 2002 تطرق فيلم النعامة والطاووس لواحدة من أجرأ المناطق الشائكة وربما أخطرها حيث قضية الخلل فى العلاقة الحميمة بين الزوحين، وكيف أن فشل إقامتها بشكل مرضى للطرفين قد يؤدى لانهيار الحياة الزوجية بأكملها، وقام ببطولة الفيلم النجمان مصطفى شعبان وبسمة مع النجمة الكبيرة لبلبة، والتى لعبت دور الطبيبة النفسية التى يلجأ إليها الزوجين لتعطيهما الارشادات و النصائح الطبية والنفسية اللازمة لنجاح حياتهم الزوجية .. الفيلم إخراج محمد أبو سيف. محامى خلع 2002 في نفس العام أيضاً 2002 تطرق السيناريست الراحل الكبير وحيد حامد والمخرج محمد ياسين إلى واحدة من أهم القضايا الاجتماعية في إطار كوميدي، فقدما فيلم محامي خلع بطوله داليا البحيري وهاني رمزي وحسن حسني ووحيد سيف والذي تحدث عن فكرة حق المرأة فى اتخاذ قرارها في ان تخلع زوجها بمحض إرادتها اذا ما استحالت العشرة بينهما وكيف تدور أحداث وكواليس هذه القضايا بين مكاتب المحامين وساحات القضاء . تيمور وشفيقة 2007 فيلم «تيمور وشفيقة» للنجمين منى زكى وأحمد السقا، يتحدث عن قصة حب بين تيمور وشفيقة منذ الصغر، ولكنها قصة حب غريبة، فتيمور رجل عنيف وحاد ومارس العنف اللفظي والجسدي ضد شفيقة التي ترتضي كل هذا ولا تعترض، لدرجة منعها من الخروج ومقابلة أصدقائها بدون إذنه، ولو خالفت هذا الأمر قد تنال عقابا عنيفا، وبعد تخرجها في الكلية وتفوقها في العمل تتولى منصب وزيرة بينما يعمل بحكم عمله كضابط حراسات خاصة لها، ومن ثم تصبح في وضع وظيفي أعلى من حبيبها وبالطبع يرفض هذا الأمر ويقرر الانفصال عنها والاكتفاء بصداقة العمر فقط ويشترط للزواج منها الاستقالة من الوزارة والتفرغ له والانجاب فقط، وبالفعل ينتهي الفيلم بالزواج بعد الاستقالة وتحولها الى ربة منزل مفضلة الحب على المركز. فيلم بنتبن من مصر عام 2010 بطولة زينة وصبا مبارك وتأليف وإخراج محمد أمين ويعد من الأفلام الحديثة التي سلطت الضوء على وضع المرأة في المجتمع الحديث، وانتشار ظاهرة العنوسة وتأخر سن الزواج عند الفتيات نتيجة أسباب اجتماعية واقتصادية لا علاقة لها تماما بالأخلاق أو الجمال، الفيلم يحكى بشكل انسانى فائق معاناة هاتين الفتاتين المحرومتين من امكانية العيش حياة طبيعية كزوجات وأمهات وبماذا يشعرن بعد أن تجاوزا سن الثلاثين فى مجتمع قاس لا يرحم الفتاة غير المتزوجة. فيلم 876 عام 2010 بطولة نيللى كريم وبشرى وباسم سمرة وماجد الكدوانى وتأليف وإخراج محمد دياب، تناول الفيلم قضية حساسة للغاية وهى ظاهرة التحرش الجنسي ومعاناة الفتاة النفسية جراء تعرضها لهذا الموقف القاسي، والأسباب الاقتصادية والاجتماعية التي أدت لتصرفات كهذه من خلال قصص ثلاث نساء ينتمين إلى طبقات اجتماعية مختلفة: فايزة الباحثة عن العدل والسيدة الثرية صبا التي تعمل في تصميم المجوهرات فهى في طور التعافي بعد الاعتداء الشديد الذي تعرضت له، بينما تجلب الكوميديانة نيللي على نفسها غضب العامة عندما تتجرأ على رفع دعوى تحرش جنسي وذلك وفقا لدورها فى العمل المهم . أسماء 2011 ألقى فيلم «أسماء» بطولة هند صبري وماجد الكدواني وغيرهما، الضوء على واقع تعيشه بعض من السيدات في المجتمع المصري حيث المرأة الفقيرة القوية الذي يرفضها المجتمع بسبب تعرضها للمرض، لكنها تتحدى الظروف وترفض الاستسلام وتسعى لتحقق أهدافها. ودارت أحداث فيلم «أسماء» حول فتاة تعاني من مرض نقص المناعة «الايدز»، وتقرر عدم الاستسلام له أو الإفصاح عن سبب العدوى مما يعرضها للكثير من الأقاويل والشائعات، فتخوض حربا عنيفة ضده وتسعي للعلاج وبث الأمل في قلوب كل المصابين بهذا المرض، حتي تتمكن من تحقيق الكثير من أهدافها. حظر تجول 2020 تعرض فيلم «حظر تجول» لقضية وظاهرة خطيرة وهى زنا المحارم وفيه قدمت النجمة إلهام شاهين واحداً من أقوى أدوارها .. حيث الام التى تعود من عملها فى يوم لتجد الاب يداعب ابنته ذات العشر سنوات بشكل شهوانى مريض، ما يدفعها لقتله لتحمى ابنتها وتنال عقوبة السجن عشرين عاما دون أن تدافع عن نفسها حتى لا تشوه سيرة الاب أمام ابنته، فتدفع الثمن وحدها .