الأحد 24 نوفمبر 2024

المنصات الرقمية تُغيير شكل الدراما الرمضانية


نورا أنور

19-1-2023 | 15:42

نورا أنور
لابد أن نعترف أن المنصات الرقمية أحدثت تغييرا في شكل الدراما التليفزيونية بصفة عامة ودفعت القنوات التليفزيونية لانتاج وعرض أعمال درامية قصيرة تتميز بتكثيف القصة والبعد عن المط والتطويل لمنافسة هذه المنصات فرأينا أعمال درامية في حلقات قصيرة تبدأ من 5 حلقات وتصل إلى 15 حلقة لتنافس المنصات التي اتسقطبت جمهور كبير جدا فاضطرت الفضائيات لتغيير خططها وسياستها في الانتاج والعرض من أجل المنافسة علي استقطاب الجمهور لها ، ولم تعد المنصات الرقمية على الهامش في معادلة الإنتاج الدرامى، بل باتت هى الرقم الأصعب فى هذه المعادلة، فقد سيطرت المنصات الرقمية على كل المواسم الدرامية، وانعشت سوق الانتاج الدرامي بالعديد من الأعمال التي شغلت بلاتوهات التصوير في توقيت كانت البلاتوهات شبه خاوية في السنوات الماضية، كما أنها نجحت في استقطاب كبار النجوم ، وقد نجحت المنصات في إنعاش الدراما بأفکار وموضوعات جديدة لم تناقش من قبل، ومع تنوع المحتوي الدرامي في المنصات أثر ذلك على لغة الدراما الإخراجية، کما نشأت وأصبح عند المشاهد رؤية جديدة وثقافة جديدة نشأت من خلال المشاهدة عبر المنصات الرقمية فاذا كانت المنصات غيرت شكل الدراما خلال المواسم الدرامية المختلفة ولكنها خلال الأعوام الماضية لم تستطع الاقتراب من احداث هذا التغيير في الموسم الدرامي الأكبر وهو موسم رمضان بسبب ارتباط هذا الموسم بشروط الإعلان والمعلنين الذين كانوا يبحثون عن المسلسلات الطويلة لكبار النجوم ، ولكن ما حدث أن بعض الجهات الإنتاجية في شهر رمضان الماضي غامرت بتقديم أربعة أعمال تنتمي للمسلسلات القصيرة والتي تدور أحداثها في 15 حلقة فقط وهما "بطلوع الروح" لمنة شلبي وإلهام شاهين واخراج كاملة أبو ذكري ، ومسلسل "مين قال" لجمال سليمان وأحمد داش ،ومسلسل "وجوه" لحنان مطاوع و"وفي بيتنا ربوت"، منها من حقق نجاحا كبيرا وضخما مثل "بطلوع الروح" الذي حصد اشادات نقدية وجماهيرية، متأثرين بتجربة المنصات الرقمية التي نجحت في حدوث ذلك التغيير، والذي يمثل عودة إلى المسار الصحيح للدراما، إذ إن تجربة مسلسلات الـ30 حلقة، تكون أقل جودة من طموح صناع الفن، لأنها في الأغلب تنفذ في وقت قصير للحاق بشهر رمضان، وأعتقد أن موضة المسلسلات الطويلة قاربت على النهاية،فالدراما المصرية لم تكن مقيدة بعدد محدد، ذلك أن كبار المؤلفين قدموا أهم المسلسلات بعدد قصير من الحلقات ولابد من دعم ذلك الإتجاه بشكلٍ أوسع مستقبلا، ما يسهم في خروج الأعمال بإيقاع منضبط دون التقيّد بعدد حلقات معينة. خلال شهر رمضان القادم سيظهر بوضوح التأثير الكبير الذي أحدثته المنصات الرقمية علي شكل الدراما الرمضانية حيث يشهد الشهر الكريم عرض 10 مسلسلات من إجمالي 26 عملا دراما تعرض خلال رمضان أي ما يوازى أكثر من 40% من الإنتاج الدرامي في هذا الموسم ومن المسسلسلات القصيرة مسلسل "تحت الوصاية" من تأليف الأخوين خالد وشيرين دياب، وبطولة مني زكي وإخراج محمد شاكر خضير ، ومسلسل "تغيير جو"، بطولة منة شلبي وميرفت أمين وإخراج مريم أبو عوف، مسلسل "بطن الحوت"، تأليف وإخراج أحمد فوزي صالح، ويشارك في بطولته محمد فراج، وباسم سمرة ومسلسل "رشيد"، تأليف وسام صبري، وإخراج مي ممدوح، ويشارك في بطولته محمد ممدوح ريهام عبد الغفور، مسلسل "عودة البارون" لحسين فهمي، تأليف وإخراج سامر خضر، ومسلسل "علاقة مشروعة" لياسر جلال و إخراج خالد مرعي ، مسلسل "كامل العدد"، لدينا الشربيني، وإخراج خالد الحلفاوي ، مسلسل "صفارة"، لأحمد أمين إخراج علاء إسماعيل، مسلسل "الهرشة السابعة"، لأمينة خليل وتأليف مريم نعوم، وإخراج كريم الشناوي، مسلسل لدنيا سمير غانم. والسؤال الذي يطرح نفسه ، اذا كانت المنصات الرقمية قد غيرت شكل الدراما العربية خلال السنوات الأخيرة واعادتها إلى مسارها الصحيح الذي بدأت به قبل عدة عقود من الزمان ، فهل يمتد تأثيرها علي القنوات الفضائية وتسحب من تحت أقدامها الجمهور الذي يتابعها ؟ الإجابة على هذا السؤال ستكشف عنها السنوات القادمة .